صحيفة المثقف

مجموعة الاعمال النثرية للدكتور صدام فهد الاسدي

adnan almshamshيخيل الي ان الدخول الى عالم الدكتور صدام فهد الاسدي مغامرة لا تقل اثارة عن الولوج الى عوالمه الشعرية فقد تعددت مواهب هذا الشاعر بين الشعر العمودي والحر وقصيدة النثر والمسرحية الشعرية والقصة الشعرية والشعر الشعبي وكما هو في الشعر نجده في النثر،  هنا نقترب من الدكتور صدام الباحث والدارس والأكاديمي الموضوعي وكاتب المقال والمؤلف الذي يؤلف رسالة ماجستير واطروحة دكتوارة ثم  لانجده يغفل عن المعاناة اليومية والنَّاس المحيطين به فيكتب عن الواقع والنَّاس ونجده ايضا يضع في الحسبان الأدباء المعاصرين له فيروح يكتب عن أدباء البصرة وشط العرب وشعراء التنومة والعشار وابي الخصيب والزبير والقرنة على الرغم من انشغاله بالتدريس الجامعي وإشرافه على رسائل الماجستير والدكتوراه ، رغم ضيق وقته  فانه يلتفت الى الحركة الادبية المعاصرة فينقد ما تقدمه الساحة الادبية من نتاج بموضوعية تامة لا انحياز فيها اللهم الا الانحياز للفن وقيمة النص الادبية.

  سأستعرض في السطور التالية بعضا مما ورد في اعمال المؤلف النثرية معززا قولي عن جهد الباحث بموضوعاته المميزة التي تفصح عن نفسها بدقة فالكاتب وان كان متخصصا في الادب الحديث  فانه يتطرق الى  موضوعات اخرى لها علاقة باللغة  مثلما فعل في الكتابة عن التفريق بين الضاد والظاء وهو موضوع لغوي لساني يمكن ان يدخل في علم اللسانيات linguistic وعلى الرغم من ان الباحث الدكتور يتناول الادب العراقي الا انه يعطي ايضا اهتماما واسعا بأدباء البصرة، ففي الوقت الذي كتب فيه رسالة عن الشاعر رشدي العامل وفي الوقت الذي درس فيه الجواهري في مبحث قيم وحلل شعره وتأمله ووقف عنده موقف الخبير المقتدر الذي وجد ان هناك العشرات قبله من النقاد ممن درسوا  الجواهري وما عليه الا ان يكتشف الجديد في شعره ، والشاهد والدليل على ما أقول بعض العناوين التي أدونها ادناه والتي وردت في كتابه:

هناك موضوع مهم وضع له عنوانا هو " البصرة في الشعر العراقي المعاصر" فبدا بالتمهيد لتأتي العناوين الفرعية وفق التراتب الآتي:

الفصل الاول: أسباب اتخاذ الشعراء البصرة موضوعا شعريا

الفصل الثاني: سياق مجيء البصرة في الشعر.

الفصل الثالث :دلالات البصرة في الشعر.

الفصل الرابع : الملامح الفنية.

  وهناك موضوع اخر مثير بعنوان " تشكيل المشهد الأسطوري في الشعر العراقي الحديث" تناول فيه الكاتب دلالة الألوان في الشعر العراقي الحديث، ومسارات الجدل والمعارضة في قصيدتي المحرقة ولغة الثياب في شعر الجواهري الى اخره من الموضوعات المهمة التي يجد القاريء فيها نقدا ودرسا وتحليلا ، اما الشعراء البصريين الذين تناولهم بدراساته وبحوثه فنذكر بعض الاسماء مثل : علي الإمارة ، منذر عبد الحر، احمد العاشور، شاكر العاشور، وثامر سعيد ال غريب، وَعَبَد العزيز عسير.

  ان اهتمام الدكتور صدام بشعراء البصرة لم يكن عن تعصب ولم يأتِ كونه من هذه المدينة فرسالته في الماجستير كانت عن رشدي العامل وهو شاعر من الأنبار كما انه درس الجواهري الكبير وعلق على شعره وهو نجفي غير ان اهتمام الدكتور الباحث بالبصرة وشعرائها في بحوثه يأتي من كونه يتعامل يوميا مع واقع هذه المدينة وينفعل بأحاسيسه مع حركتها الادبية فيتاملها لكونه في عمقها لا أقول انه قريب منها بل اؤكد انه منها فهذه المدينة هي روحه ووعيه وإحساسه يتفاعل معها بصفته شاعرا وينفعل بها فيبدأ من هذا المنطلق يتابع نشاطها ويتعامل معه بصفته ناقدا وكم درس من شاعر وأديب لكن هناك من الأدباء والشعراء من تنكروا له ولجهوده لكنه  باحث وناقد موضوعي لا ينتظر ممن يكتب عنه شكرًا او جزاء. 

ومن البحوث الأكاديمية التي تضمنها هذا الكتاب دراسة مهمة عن الشاعر رشدي العامل " نحت من ضباب في شعر رشدي العامل" والموضوع رسالة ماجستير طبعت عام ٢٠٠٨ في مطبعة السلام/ البصرة تحدث فيها الباحث عن حياة الشاعر رشدي العامل  والظروف المحيطة به ثم ليدرس شعره ويحلله تحليلا منهجيا موضوعيا. رسالة الماجستير هذه تنفع الباحثين الذين يهتمون بالشعر العراقي والطلاب حيث يستفيدون  خلال قراءتهم الرسالة من طريقة البحث ومنهج المؤلف ومعالجته موضوعه حتى يتجنبوا الوقوع في اخطاء تستنزف وقتهم وجهدهم ووقت المشرفين عليهم وجهودهم.

والحقيقة ليس هذا وحسب ان الكاتب جمع في مؤلفه هذا كل نصوصه النثرية مما يستوجب ان نخصص له  اكثر من مقال ان شاء الله.

 اعود فاذكر ثانية انني استعرضت هذا السفر الضخم على عجالة وقرأت بعض نصوصه وعلي ان أقف مع هذا الكتاب/الكتب وقفات اخرى، عسى ان نفي نحن القرّاء والكتاب والباحثين للمؤلف بعض حقه من خلال ما بذله من جهد في جمع أعماله النثرية في هذا السفر الضخم الرائع.

 

عدنان المشيمش

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم