صحيفة المثقف

كراسيكم لن تكون سفينة نوح ولن تأخذكم إلى بر الأمان

الحرية سر التكوين  فكرة لن تأتي يوما على طبق من فضة،من يصنع السيد هو العبد.  لن يكون العبد عبدا الا إذا آمن أنه حذاء ينتعله  سيده .

أيها المسؤول يا من سلطت علينا، لو قرأت ما أكتب ولم يحرك بك ساكنا، فاعلم أنك ميت

لو شعرت بالخجل فاعلم أن شعبك ينتظرك وسيغفر لك لأنه طيب و يسامح

 أما إن أغضبتك كلماتي وخرج  ثورك وحملت كاتم الصوت لتخرسني  . . .

فأنا أعلم أن لكل أجل كتاب

(لقد خلقنا الله أحرار لن نورث أو نستعبد بعد اليوم)

فيا أخي يا صديقي يا رفيقي الحياة  قصيرة لن نعيش إلا مرة واحدة ولن نموت إلا مرة . . .

 فانتصر لحياتك، لن يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

هل سألت نفسك من الذي  أغلق كل الأبواب أمام شبابنا وشباتنا وشد الوثاق وجعل الموت صديقهم المهذب؟ من الذي أفقدهم الرغبة في الحياة وسلب إرادتهم وخيرهم بين النار والسعير فاختاروا الجحيم؟ اليوم لفت انتباهي  ثورة الشباب حين تمرد الخريج سعيد اللولو على صمته ورفض قانون الانتحار الذي لم يحرك بكم ساكنا وحمل يافطة كتب عليها

 (لن  أنتحر لن أحرق نفسي أنتم ستحرقون)

ابتسمت لأنني آمنت أن طيور وطني ستحلق، لن تموت داخل أقفاصها .

عزيزي المسؤول قبل أن تكبر الحكاية تعال نصارح بعضنا بعضا . ..

هل وفرت لابنك فرصة عمل ؟ هل نمت يوما  على العتمة جائعا؟ هل فكرت بمستقبل جيل محروم من كل شيء؟ هل سألت نفسك  ما مصير مجتمعنا وشبابنا وشباتنا بدون  زواج؟

هل تتخيل شكل الغابة التي صنعتها بإهمالك؟

غزة  المدينة المهمشة هي من وهبتكم الحياة ، من صنعت لكم هذا الكرسي

 فلا تراهن على صمتها، لن تكون مجرد صورة في ألبوم

لن  نرفع الراية البيضاء لأناس  يسرقون قوت أطفالنا  ويشوهون أحلامنا  ويخربشون مستقبلنا  ويأكلون لحمنا ليتصدقوا علينا بفضلاتهم

فإلى متى ستتجملون علينا  ...  شكرا لكم  أن تذكرتم مدينتنا المطحونة على استحياء

" زوال الدنيا أهون عند الله من قتل مسلم بغير حق "

فيا سادة الكراسي ...  يا عبيد المرآة، أبصروا صورتكم القبيحة، يؤلمنا صدقكم فأعطونا مزيدا من الكذب والكذب والأقنعة والنباح،كراسيكم  لن تكون سفينة نوح،لن تأخذكم إلى بر الأمان، يوما ما ستأكل دودة الأرض عروشكم وستسقطون واحد تلو الآخر  ما دمتم لا تبصرون إلا أنفسكم وتنظرون إلى شعبكم المذبوح على أنه قطيع

الإنسان يا سادة حلم حين يتبرأ من حلمه يموت لم أتخيل يوماً أن أرى شابا فلسطينيا يقتل نفسه ، لم أتمنى للحظة أن أكتب بكائيات غزة على اللوحة السوداء، فما بين اكتئاب واكتئاب أعد سلفا، ستة شباب هربوا للرمضاء حرقا، شنقا وألقوا  أنفسهم من أماكن مرتفعة، سنوات  العتمة غزت أرواحنا حملتنا وزرا لا طاقة لنا به، فالمتربصين، المستغلين،المتسلقين، ينظرون إلينا على أننا قطيع نلهث وراء عظمة وموت 

مشهدنا  الواقعي سريالي أغرب من الخيال يصعد متوتر  وكأن لغة النهايات أصبحت سيمفونية المقهورين المستضعفين، سادت ظاهرة مرعبة  طفت على السطح  وقودها  شباب يمتلكون  طاقة يحلمون بالبناء فيصدمون بالفراغ ،لا يحق لهم أن يتنفسوا أن يعملوا  أن يتزوجوا  يهربون من الرتابة إلى الرتابة وننتظر منهم الاستقامة  !

 فيا سادة يا من تعتقدون أنكم كرام ...

 ليس على المذبوح حرج، فقولوا ما شئتم ... اقنعوا أنفسكم بالخرافة، لكن عليكم أن تقرأوا الواقع  جيدا، كلا منا ينتحر على طريقته الخاصة فإلى متى؟!!

 الصورة القاتمة تنبئنا بملحمة الخراب ...

فمن تهون عليه نفسه سيهون عليه وطنه،مجتمعه وأهله، فاحذروا  من تسونامي قادم

 لن يرحم مادامت  قيمة الإنسان هنا صفر

أتنتظرون أن تتفشى الفواحش و يسقط أبناءنا بالوحل لتعاقبوهم؟!!

لا تراهنوا على صبرنا

  وكفى ..

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم