صحيفة المثقف

الحكومة والثقه وما بينهما

warda bayaلن تخرج الحكومة الحاليه خالية من الأمراض كما توهم أو حلم الطيبون به، فهي ستستنسخ المشاكل بطريقة منمقة بعض الشيءـ، لكنها ستبقي على نار هادئة تحت رمال الفشل المتراكم، بسبب تنوع اللاعبين ومشاريعهم ولان مصلحة العراق وأهله يصفها البعض ب" ترف سياسي في غير محله"، بينما تحمل جمالهم الغنائم ليل نهار خارج الوطن، فالاستثمار فيه ليس مضمونا ، كما ان روائح الفساد ليست كريهة جدا عندما توظفها المصارف الأجنبية حتى ضد مصلحة العراق

وبعثت مشاورات تشكيل الحكومة الحاليه اشارات سلبية على كافة الصعد لأن البعض لم يخرج من عقلية الأقصاء صوب فضاء الشراكة الوطنية ، فيما حول البعض الأخر المناصب الى مقاصل لذبح ارادة العراقيين بابهض الأثمان وابخسها في وقت واحد، لغياب المشروع الوطني الجامع بعيدا عن الأرقام العددية و"الانفلاقات" الحزبية والطائفية، فيما يتقاسم العراقيون الأبرياء شظف العيش وقسوة الاجراءات البيروقراطية الادارية من مبدا " العدل في توزيع الظلم"

لا نهتم كثير بالمعلن من تصريحات ومواقف لأن ما يجري في الأروقة السرية والحدائق الخلفية فيه من الشطط ما هو كثير جدا، بطريقة لا تختلف عن بكاء البعض على هموم المواطنين والعيش في ترف فاضح في عواصم الجوار، ما يختزله المثل العراقي القائل " اليدري يدري والمايدري كضبة عدس" ، فشعب العراق يعيش ضائقة انسانية خطيرة جدا، حيث مستقبله على الأرض بات مهددا بافلاس السياسيين وعدم قدرتهم على ادارة أمور البلاد والعباد بسبب فساد المنصب وملفات الدفاع والداخلية والمالية وغيرها من الوزارات وهروب الكفاءات خوفا من المجهول ، في مفارقة حكم مفصلة على مقاسات تخريب العراق على مراحل، وولادة ضحايا ليسوا أبرياء لكل مرحلة ، مثلما يجري اليوم من ذرف لدموع التساميح لخسارة المنصب ومعه الجاه والاحترام ، لترابط هذه الثلاثية ببعضها هذه الأيام العجاف!!

لا نعرف سببا يدعو الى اعادة تلميع صورة الفاسد والمرتشي والجاني والله تعالى يقول ان مصيرهم الى النار، والخطر ان الذين يقفون وراء هذه المهمة يرفعون من الشعارات الدينية ما يدفع الى الاعتقاد بالعفة الزائدة عن حدها، رغم ان الحقيقة لها لون أخر ، ونحن هنا لا نحدد جهة دون غيرها لأن المسؤولية جماعية، على غرار خوف المسؤولين الكبار من تاثير التخندقات الطائفية والقومية على تشكيل (الحكومة ) الجديدة، وكأن سياسة الحكومه أقترحتها الحكومة الصومالية ونفذتها قوات حفظ السلام الدولية

ان ما يجري من حوار طرشان سياسي يعود الى فلسفة حكم غير منطقية، لأن البناء على أساس الأكثرية والأقلية حسب مقاسات الديمقراطيه الأميركية في هذه المرحلة وبدون حنكه سياسيه هو أخطر أنواع الحكم ، الذي لا يتوافق وطبيعة التوزيع الجغرافي والسكاني في العراق، ما يتطلب موقفا وطنيا يترفع عن " أنكر" أصوات الفتنة، التي لا يجيد غيرها بعض المراهقين السياسيين ومن تجار المال والطائفية بوجوه مختلفة وتناسل غير شرعي في عالم السياسة، العراق ليس بحاجة الى المزايدين وقطاع الطرق والمرتشين ، ،الذين اساءوا الى سمعة شعبه وتاريخه ، والخطوة الأولى تبدأ بكشف انتماءات العازفين على الفرقة حتى داخل البيت السياسي الواحد، وبما يضع حدا للعملاء والمحتالين على مشاعر الأبرياء بشعارات كاذبة ووعود بائسة تذهب أدراج الرياح مع خسارة المنصب، الذي بدونه لا يتذكرهم أحدا ، والأمثلة على ذلك كثيرة لأنهم وصلوا بزواج سياسي غير شرعي ، ما يمنع عليهم الحديث باسم شعب العراق، الذي لا يحتاج بكاء العملاء لأنهم سبب النكبة ورأس الفتنة ا!!

 

الدكتور يوسف السعيدي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم