صحيفة المثقف

الفنانان التشكيليان العالميان فريدا كاهلو ورفيقها رفيرا ولعنة النجاح .. الفرزة الاولى (2)

abdulelah alsauqالعرض: صباح السبت الثاني من مايس 2015 وهو اليوم الأول من عيد الفطر المبارك كما بلغني وانا بطبيعتي اكره الاعياد فكيف نحتفل بالعيد وعراقنا يغرق في بحور النفاق والدماء والنفط والسرقة والتطرف والخرافة وتخدير العقل الجمعي) باسم الدين سرقونا الحرامية) لكنني لن اغض الطرف عن ان اتمنى للعراقيين وانا منهم ولكل شعوب القارة العربسلامية ان تشفى من ادواء سلطات العشيرة والخرافة والتطرف والحكام اللصوص مصاصي الدماء، لا الدين يمنع الحكام ولا القيم ولا العيب ولا المذهب ولا... لكن البركان القادم قادم لاريب في ذلك،،ولعل اكبر فجيعة دمرت العراق هو سيطرة رجال الاسلام السياسي على الحكومة والقضاء والبرلمان والنفط والشارع، فمن ذا الذي سيمنعهم اذن؟ عيدكم مبارك رغم ملايين الارامل والايتام والعاطلين والجائعين والمهاجرين والتفكير التحشيشي اللهم آمين بارك لنا في هذا البلد ولا تدعني اغض الطرف عن التفاؤل فالمولودون اكثر من الميتين وذوو الوطنية اكثر من خونة الوطن والمؤتمنون اكثر من اللصوص والنجيبات اكثر من القحاب والقوادين والأمل ابقى من اليأس وانقى .،

يوم زيارة معرض كاهلو ورفيرا) هو رابع يوم على تسلماصغر بناتي الفنانة الشاعرة زمان الصائغ لشهادة البكالوريوس من جامعة وين ستيت يونفيرسيتي قسم الفنون وبدرجة امتياز عال، هذه الجامعة في مشيغن، ولأنني لم استطع حضور الاحتفالية الكبرى التي هيأتها الجامعة للخريجين وعوائلهم واصدقائهم لوعكة صحية ركبتني رغم رغبة كبيرة لاتقاوم لدى زمان في ان تتسلم شهادة التخرج وابوها الى جانبها، لكن زمان عاقلة فقد اجتهدت مشكورة ان تأخذني لزيارة معهد ديترويت للفنون الجميلةكأنها تقابل سيئتي بإحسانها، واقول انها المرة الاولى التي ازورفيها هذا المعهد ذا السمعة العالمية التي تجتذب اليها الزائرين من اقصى بقاع الدنيا، وان كنت امتلك فكرة بسيطة عن فريدا ورفيقها دييغو، و من الصدف ان شقتي التي لبثتُ فيها ستة اعوام المطلة على شارع وورن كانت تتمدد على شارع وورن قبيل تقاطعه مع شارع ويومنغ بينما تطل من جهتها الغربية على شارع فريدا كاهلو إذن انا جاورت فريدا منذ 6 اعوام، فانبهرت بلوحات الفنانة الاسطورة التشكيلية المكسيكية فريدا كاهلو وزوجها دييغو رفيرا وكانت زمان الصائغ حريصة الحرص جله كي تجعلني منتبها الى الوشائج الواقعية او الرمزية بين حياة فريدا وبين لوحاتها، قدمت لي موجزا عن مدينة الفنانة وبيتها والمصائب التي اعتورت حياتها، وبلغة شعرية مكثفة اوصلتني زمان الى مستوى من التأثر بحياة هذه الفنانة العظيمة فشعرت برغبة حقيقية في البكاء لكنني ايقنت ان الموت وحده هو الذي اراحها مما كانت تكابده من عذابات كارثية لايد لفريدا فيما اصابها، وداخلني احساس بتفعيل مخيالي) كي استشعر وجود فريدا الى جانبي ترافقني خطوة بخطوة وكان لي ما اردت فاحسست ان فريدا كانت تستعرض لوحاتها معي وهي تزهو امامي بكثرة زوار معرضها وانبهارهم بل وجمهرة عشاقها وعاشقاتها فقد شاهدت ومعي ابنتي زمان الصائغ ان الشابات كن يحاكين فريدا في ملابسها والوانها بل وكن يصنعن حواجبهن مقرونة مثل حاجبي فريدا المقرونين،.

 

العرض

فريدا كاهلو Frida Kahlo فتحت عينيها على الدنيا 06 يوليو 1907 واغمضت عينيها عن الدنيا 13 يوليو 1954 ولدت وماتت في المكان اياه في أحد ضواحي كويوكان بالمكسيك هي فنانة تشكيلية مكسيكية ذات شهرة عالمية واسعة ففي اي دولة من دول العالم الغربي إذا اقيم لأعمالها معرض للوحاتها فستجد الحضور واسعا كماً ونوعا،فليس ثمة موطيء قدم وقد زرت المكان الذي شهد عرضا لبعض لوحاتها ولوحات زوجها دييغو ريفيرا في صبيحة السبت الثاني من شهر مي مايس) 2016، فريدا مبدعة عظيمة لم تترك من العظمة شيئا تقول الفنانة التشكيليةالكبيرة الغجرية الأسبانية (المولودة في برشلونة عام 1961 يؤلمني جدا انني لم اعاصرها هي الفنانة فريدا كاهلو مثال للفنانة الخلاقة التي تتعامل مع الفجائع الإنسانية بوصفها هدايا تترجم طاقة الفنان القادرة على تحويل المأساة إلى حافز يثوِّر الحياة ويزوِّدها بمعنى جديد، انا متأثرة بفريدا ورفيرا ودستوفيسكي (في معرض حديثها عن معرضها فريدا ضمن مقالة لها،نشرت في صحيفة الفن الاسباني انتهى، والدتها فنانة مكسيكية من اصول هندية حمراء عشقت فنانا مهاجرا يهوديا عشقا عارما وكان قادما من المانيا وتزوجا رغم الصعوبات فكانت ثمرة الزواج فريدة وشقيقتها الصغيرة كرستينا، فريدا نجمة وهي ابنة الخامسة بزت اترابها،وزملاءها وحين بلغت فريدا السادسة من عمرها نكبت بشلل الأطفال الداء الذي لادواء معه البتة، فتشوهت رجلها اليمنى وقصرت فبات العرج ميسماً يسم مشيتها، وذلك ما اوجع قلبها الصغير منذ سن مبكرة، وقد تجنبت منذ السادسة الملابس القصيرة او الخفيفة اسوة بمن هم في عمرها، خشية ظهور العوق في ساقها، وقد اهتدت الى وضع كعب طويل لحذائها الأيمن مما جعلها تمشي مشية اعتيادية بل وتستطيع الهرولة و الرقص السريع فكان عليها ان تطيل تنورتها لكي تخفي كعب حذائها الطويل، فريدا رومانسية تعشق الموسيقا والرسم والرقص والاشياء الجميلة و تحذق التتوازن خلال الرقص، وهي على شيء من الملاحة والجاذبية رغم انها بعد ان راهقت احست بوجود مقادير ذكورية في تكوينتها الأنثوية،كما اشاع الناس (هذا شائع لكنه لم يثبت) ولم يكن الطب قد تطور ليحسم جنسها فتعيش انثى او ذكرا، وفي سن شبابها حصلت اعمالها الفنية على جوائز عالمية ذات قيمة كبيرة وباتت نجمة مكسيكية تحبو نحو العالمية ولما تبلغ الثامنة عشرة بعد، وفي سن الثامنة عشرة من ربيعهاوهي في اوج فرحها بجسدها وبفنها وبعمرها الغض كانت عائدة من معرضها الشخصي خيث تسلمت جائزة تقديرية مجزية و مهمة وتحديدا سنة 1925 كانت فريدا مع شلة من صديقاتها وكن ضمن سيارة باص كبيرة عائدة الى بيتها فكن يغنين ويرقصن فرحات بجائزة صديقتهن فريدا،، فيعرض الباص الكبير الى حادث ارتطام مروع حتى انقلب الباص مرتين وقد ان السائق كان تحت تأثير المخدر فادخلت فريدا كاهلو المشفى وهي غائبة عن الوعي وتبين للاطباءحدوث كسور في عمودها الفقري والحوض وحين افاقت فريدا وجدت نفسها في بيتها ملقاة على ظهرها وعلمت من امها ان عليها ان تلبث في فراشها مسجاة على ظهرها سنة كاملة دون حراك بله دون مغادرة الفراش، وكانت والدتها العظيمة مدرسة و فنانة ايضا و تركت ام فريدا مشاغلها جلها وتفرغت لابنتها فريدا، فماذا فعلت امها؟ صنعت ام فريدا لابنتها المعوقة شبه المشلولة سرير نوم بعجلات يتنقل بسهولة من غرفة النوم الى غرفة الاستقبال الى غرفة الطبخ الى الحديقة الى الشارع،وفي السرير بارتشن متحرك لتضع عليه الورق او الجلد او القماش يتحرك بارادة فريدا وفي غرفة فريدا الخاصة وفرت لها معدات الرسم من الوان واوراق وقماش واقلام بل ان والدة فريدا جعلت في سقف غرفة ابنتها مرآة كبيرة بحيث ترى فريدة شغلها في المرآة بسبب استلقائها الجبري على ظهرها وبهذا الابتكار شعرت فريدا ان الله لن يتخلى عنها فبدأت مرحلة صراع بين عفريت الموت وملاك الحياة (كما ورد في يومياتها) وَتَرْجَمَتْ لوحات تلك المرحلة عذاباً لايطيقه الناظر الى لوحاتها، لكنه عذاب البطلات الأسطوريات، وقد تبرع جارها بروف ديفد لاين وهو استاذ جامعي شاب فذ مختص بالفن التشكيلي تبرع بتدريسها مفردات الفن التشكيلي اكاديميا دون اجر مقابل بعد ان حرمت فريدا من الدراسة لعوقها وكانت سعادة جارها الأكاديمي انه اكتشف فيها قدرتها الخارقة على التلقيوالحفظ وقضاء وقت طويل بين كتب الفن ذات المنحى الاكاديمي وتوجيهها اسئلة صعبة عليه وجديدة ايضا تجعله يغيب في المكتبات كي يصل الى المعلومة الغريبة والجديدة التي يتطلبها سؤال فريدا، كانت فريدا حريصة على ان تستثمر الوقت كي تكتب رواية تشكيلية من خلال اللوحات رواية تشكيلية عنوانها : الأقدار تلاحق فريدا . وتعافت فريدا او كادت من عقابيل الحادث المؤسف لكنها لم تترك الكرسي المتحرك، بعدها خاضت تجارب عاطفية ساخنة ولكنها خائبة بسبب ازدواجية جسدها (المزعومة) وبسبب طبيعتها الإنفعالية فهي عصبية حادة المزاج حين تغضب فتفقد سيطرتها على نفسها وتمرض بسبب ذلك، اما زواجها فيمتلك سيناريوهات عديدة بينها ان فريدا عرضت اعمالها فزارها اعلام كبار من فرنسا وبريطانيا و ايطاليا وبين هؤلاء دييغو رفيرا واعجب رفيرا بأعمال ابنة بلده واستشعر الأثنان انجذابا يربط قلبيهما، وقيل غير ذلك اي حصل العكس فالمعرض كان لرفيرا وكان دعا فريدا لتطالع لوحاته واصبحا صديقين، وثالث السيناريوهات : في جلسة فنية مسائية احتفالية ضمن اعياد الميلاد في نادي الفنانين عشية 31 ديسمبر 1929 التقت فريدا كاهلو وكانت مراهقة التقت الفنان ديغو رفيرا كانت معجبة بلوحاته العملاقة وكان هو الآخر معجبا بلوحات فريدا،ومأخوذاً بجمالها المكسيكي العريق كان اللقاء حارا وهما سعيدان باللقاء واطل عليهما صباح الاول من جنوري وهما يتسامران ويتبادلان الإعجاب، وعشق كل منهما الآخر بحيث قادهما العشق الى اعلان الزواج في 21 اوغست 1929 وكان الفرق بين عمريهما عشرين سنة، هي في الثانية والعشرين وهو في الثانية والأربعين، ومع تداول الأيام شعرت ان زوجها غير مكترث بها كزوجة، ربما لوضعها الجنسي المعقد وربما لعصبيتها التي تجعلها انسانة ثانية كما لو انها تعاني من ازدواج الشخصية(شيزوفرينيا) على نحو ما، أو ربما لخيانات زوجها وحبيبها رفيرا التي لم يتستر عليها حتى؟ وذات ليلة افاقت من النوم وهي تسمع صرير السرير في الغرفة المجاورة التي ينام فيها رفيرا وكرستينا وكان لكل نتهما سريره الخاص وحدثتها نفسها امراً فتسللت خلسة الى غرفة شقيقتها الصغيرة كرستيناوفجعت حين شهدتهما بعينيها يمارسان الجنسدون حذر فغضبت وطردت رفيرا من بيتها الأزرق وطلقته سنة 1939،، ولما يتفرط عام واحد على الطلاق حتى افاق الحب في قلبي فريدا ورفيرا بعد ان هاجرت كرستينا وتركت المكسيك، وكان رفيرا يقيم في سان فرنسسكو فالتحقتفريدا به وتزوجا ثانية عام 1940 ووجد في اوراق رفيرا رسالة كتبتها له فريدا .. رسالة إليه كتبتها في23 جولاي 1935 (حبيبي رفيرا أفهم كل ما يدور بينك وبين الأخريات : الرسائل ومعلمات اللغة الإنكليزية والغجريات الموديل اللواتي يجلسن أمامك عاريات تماما كي ترسمهن، وكل النساء اللواتي يظهرن اهتماما بفنك غير مكترثات بالفن، بل بفحولتك كل هذه تفاصيل مسلية رغم انها مملة وأنا أعرف أن ما بيني وبينك هو حب بالمعنى الحقيقي للكلمة، وحتى لو عشنا كل هذه المغامرات وكل هذه الخناقات التي يليها دائماً أبواب تقفل وشتائم، فنحن نحب بعضنا، على الرغم من كل شيء، وأظن أنني بالفعل غبية إلى حد ما، لأنني وبعد كل نوبات الغضب التي كنت أمرّ بها، أرى نفسي اليوم أنني ما توقفت عن حبك، وأنني أحبك أكثر من جلدي، وحتى لو أنك لا تحبني بنفس القدر، فإنك على الأقل تحبني قليلاً) .،وفي مقالات اخرى جاء ان دييغ رفيرا هو الذي طلب الطلاق من فريدا كاهلو حين ضاق بمراقبتها له وهو يعاشق من يشاء ويضاجع الصغيرات ونسب اليه انه اتهم فريدا مدمنة على التدخين والشراب وحقن التخدير وانها حين تغضب تفقد قدراتها العقلية وتتحول الى نمرة متوحشة (كذا) ونحن نرى ان رفيرا استاذ ورجل حكيم ولن يتقول على فريدا مثل هكذا تقول اولا لانه رصينكما المعنا وله علاقات مع كبار رجال الحكومة المكسيكية رغم انه شيوعي وهو الى هذا مجنون بعشق فريدا ويقدس مشاعرها والطلاق غلطة ارتكبها الاثنان ثم سرعان ما ندما عليها وعادا الى وهلتهما الاولى،، زارها طبيبها في المستشفى وانهى اليها قوله ( فريدا انا مضطر ان اقول لك ان اصابع قدميك متعفنة بسبب الغنغرينا ولابد من بتر ساقيك من الركبتين وبسرعة حفاظا على حياتك،) وحين خرجت فريدا من المستشفىخرجت بساقين اصطناعيتين فقرر رفيرا الترفيه عنها لعلها تنسى ما حاق بها، فاشترى يختا ييتةقر على بيت كامل واستاجر سائقا لليخت وخادمة وطباخة وممرضة وطاف مع فريدا مناطق بحرية سياحية وزارا جزرا سياحية تفيض بكارة وجمالا، وكان لفريدا كاهلو ان تزور باريس فلديها ثمة معجبون بفنها فرنسيون بمستوى وزاء ومبدعين يحملون جائزة نوبل واستقبلت فريدا بحيث شبهت الصحف استقبالها باستقبال الفرنسيين للجنرال ديغول بعد تحرر فرنسا من كابوس النازية والفاشية، استاجرت فريدا شقة لتسكن فيها مع اختها كرستينا وخادمتها فقط، وكان وزير داخلية المكسيك قبلها قد زارها في قصرها الازرق وصارحها ان حكومته مضطرة لطرد تروتسكي من المكسيك وقد الغت الحكومة اقامته فهو سياسي غير مرحب به في المكسيك وان ستالن سوق يكلف من يقتله في المكسيك فانزعجن فريدا كاهلو جدا تروتسكي استنجد بقريدا ورفيرا ووافقرئيس المكسيك على قبوله لاجئا، قتارت ثائرتهاووبخت فريدا وزير الداخلية المكسيكية واتهمته بالتخابر مع ستالين وقيلان فريدا طردت وزير الداخلية من بيتها وكلفت الخدم ان يوصلوه الى الباب،، وجميل بل طريف جدا ان نذكر حين افتتحت المؤسسات الفنية والبلدية معرضا للوحات فريدا كاهلو تكريما لها في افخم القاعات وكان الجمهور فوق طاقة القاعة ومنظمي المعرض فضلا عن حضور مشاهير العالم والنجوم من ممثلي هوليود وفنانين تشكيليين وروائيين وامراء وموسيقيين ورياضيين الى اخره والكل يحلم برؤية فريدا وربما التقاط صور معها وكان رفيرا قد اتفق مع طبيب فريدا الخاص كي تلبث في سريرها ولا تحضر افتتاحية معرضها العظيم وبلغ الامر ان اخذا منها ساقيها الاصطناعيين واخفياهما بمكان مجهول وحين ابتدأ افتتاح المعرض تقدم رفيرا دون فريدا صاحبة المعرض وهو يتماسك حتى لايبكي واعتذر عن حضور فريدا لوضعها الصحي الحرج وقال : انا لن اتكلم عن زوجتي فريدا اطلاقا وانما اتكلم بوصفي فنانا معروفا عندكم اتكلم عن فنانة مكسيكية وقف لها العالم باحترام تستحقه هي فريدا، هي لا ترسم بل تصنع مخلوقات او تخلق موضوعات مبتكرة جدا، فريدا فنانة كبيرة محترفة الهمت عظماء العالم مثل بيكاسو ودالي كما الهمت همنغوي كما الهمت اندرية بريتون، (ولعل رفيرا حين قال ما يلي ارتفع بكاء الجمهور فقال بالحرف الواحد (فريدا كاهلو قاسية مثل قسوة الحياة رقيقة مثل جنحي فراشة مرة كمرارة مواجعها الصحية فريدا لاذعة مثل لوحاتها هي لا تحتاج الى ساقيها المبتورين لانها تمتلك جناحين تحلق بهما في السماء والامكنة،، هل اقول لكم انها). ..... وهنا سمع الجمهور صوت فريدا كاهلة وهي تقهقه كانت نائمة على السرير ويحملها اصدقاؤها ودخلت القاعة محمولة على سرير النوم والتفتت الى الجمهور وحيته تحية جديرة به ثم قالت لحبيبها رفيرا ايها السمين لقد نصحتني انت والطبيب حتى اترك مغادرة سرير النوم انظر انا لم اغادر سريري ولكنني عصيت امركما فجمهوري هو حياتي وخاطبت الحضور: جمهوري العزيز كلما فتك بي المرض كلما فتكت بالكسل والياس والخمول، والتفتت الى دييغ رفيرا باحترام تام : انني اشكر استاذي وحبيبي رفيرا وواصلت حديثها مع جمهورها : ان معرضي هذا يتوفر على لوحات جديدة وافكارا جديدة، انا لن اغششكم وادلكم عليها بل سوف اهدي اللوحة ذات الافكار الجديدة المختلفة الى كل من يكتشف بنفسه اللوحة ثم خرجت على عجل ولحقت بها كرستينا وزرقتها في الوريد ابرة التخدير فنامت وحملت الى بيتها .وجدير بالقول ان احدا لم يكتشف اللوحة ذات الحساسية الجديدة وكانت تقدر بنصف مليون دولار، ورغم ثراء فريدا ورفيرا لكنهما ناشطان يساريان) ويؤيدان الثورة البلشفية بل ان فريدا كانت ناشطة شيوعية اذ حصلت على العضوية كما جاء في مذكراتها ابريل 1928 وكانت تراسل ليون تروتسكي وتعتده قائدا عماليا مثاليا،،وتفضله على ستالين بل هي لا تتعاطف مع ستالين وحين اختلف ليون تروتسكي مع جوزف ستالن 1927 اختلافا لا صلح معه واسقط عنه الجنسية السوفيتية تمهيدا لتصفيته الجسدية، هرب تروتسكي وطاف في عدد من الدول ,ولم تقبل اي من الدول فكرة لجوئه او منحه اقامة مؤقتة اي دولة رفضته لعلمها ان ستالين ليس رئيسا سهلا،، ثم توجه تروتسكي بعدها الى المكسيك حيث يقيم رفيقاه فريدا ورفيرا ولم يصطحب معه زوجته ناتلياوهي سيدة ساذجة وغيورة جدا لكن تروتسكي يحبها جدا و كان يخشى عليها من ستالين وهو على يقين ان ستالين سوف يغتالها ووصل تروتسكي الى المكسيك في ليلة 9 كانون الثاني 1937 وبات ليلته الأولى في بيت رفيقيه واقام معهما في بيتهما الأزرق ويزعم مؤرخو تروتسكي وبعض كاتبي السيرة لفريدا تروتسكي ان فريدا وتروتسكي ضعفا امام الحب وقد تبادلا الرسائل فضلا عن ان فريدا اهدت بعض لوحاتها لتروتسكي، ويزعم بعض المؤرخين ان تروتسكي : ..وفريدا عشقا بعضهما ومارسا الجنس دون هوادة، وقد لاحظ رفيرا ونتاليا زوجة تروتسكي التي انضمت الى زوجها ورفيقيه لاحقا الانجذاب بين فريدا وتروتسكي، وبان الارتياب على وجهيهما وربما اسمعا فريدا وتروتسكي كلمات توبيخ مهذبة، فغادر تروتسكي ونتاليا بيت والدي فريدا ليقيما بعيدا عن فريدا ورفيرا ولم ينعما طويلا بحياة.زوجية مشتركة بالمكسيك فجوزيف ستالين كان جبارا قاسيا وبخاصة مع رفاقه وقد كلف واحدا من معارفه سنة 1940 كي يغتال تروتسكي بساطور مسموم واسم القاتل رامون ميركاديروالقاتل كان من اصدق اصدقاء تروتسكي واحبهم اليه ولكن صدرت له اوامر حزبية لتصفية ليون تروتسكي فنفذ التعليمات دون عناء بسبب ثقة تروتسكي ونتاليا به بل وحتى فريدا ورفيرا، ولم توات تروتسكي السانحة كي يودع رفيقيه رفيرا وفريدا بل ان الشرطة اشتبهت بفريدا كاهلو واتهمتها بقتل تروتسكي وحققت معهاتحقيقا غير مهذب وفتشت بيتها وملابسها ومما زاد حنق البوليس على فريدا وجود عقيدة شيوعية مشتركة بين تروتسكي وفريدا فضلا عن وجود رسائل متبادلة غرامية بينهما وعقيدية معا، تركاتهام الشرطة لفريدا بقتل تروتسكي ترك ذلك اثرا مؤلما جدا في نفس فريدا وربما رفيرا ايضا، قلنا قبلها وفي يوليو 1937، اكتشف كل من ريفيرا، وناتليا، زوجة تروتسكي، العلاقة السرية بين فريدا وتروتسكي، الأمر الذي أدى بطبيعة الحال إلى انتقال تروتسكي وزوجته إلى مدينة أخرى، وهنا تأتي قصة البورتريه الذي نفذته فريدا لتروتسكي، ففي المنزل الذي عاش فيه تروتسكي، وجدت الشرطة اللوحة مخبأة بين الستائر بشكل مريب، ومكتوب على الورقة بخط يد فريدا في البورتريه "إلي تروتسكي بمحبة عظيمة، أهدي هذه اللوحة، 7 نوفمبر 1937، فريدا كاهلو، مدينة سان انجل، المكسيك"علما ان اللوحة كانت هدية رفيقها الاعز تروتسكي بمناسبة عيد ميلاده البائس الذي كان اخر عيد ميلاد في حياته، عودة الى البيت الازرق كان مسجلا باسم فريدا، لكن ثروة فريدا جعلتها تستطيع شراء ما تشاء من القصور والفلل ولكنها كانت توزع الفائض من ثروتها على الفقراء والجمعيات الخيرية،، البيت الأزرق الذي اصبح اليوم متحفا يؤمه مئات الآلاف من المعجبين بفني فريدا / رفيرا، البيت الأزرق شهد زيارة اندريه بريتون ومبيته فيه وبريتون هو الذي نبه فريدا الى الملامح السوريالية المبثوثة في لوحاتها،. ولم تتفق فريدا مع بريتون واكدت له انها وفق المدرسة الواقعية وكتبت في يومياتها ما يفيد هذا المعنى كما سنورده حين يحين حينه لكن بابلو بيكاسو خاطب دييغو ريفيرا مؤكدا (لا أنا ولا أنت بقادرين على تجسيد البورتريه وفق متخيل غرائبي كما تفعل فريدا)، ديترويت ملهمة همنغوي اغرت رفيرا وفريدا، .. فعاشا ردحاً من الزمن في ديترويت وانا اسميها مشيغن المحروسة عاشا حياة صاخبة ونجومية محرقة، وقبل أيام قليلة من وفاة فريدا كاهلو في 13 يوليو 1954، وهي تتطير من رقم 13، كتبت في يومياتها: أتمنى أن يكون خروجي من الدنيا ممتعا - وأتمنى أن لا أعود اليها ثانية - فريدا). السبب الرسمي للوفاة كان انغلاق الصمام الرئوي، لكن البعض يشك بأن تكون قد توفيت بسبب جرعة مفرطة من المخدرات التي ادمنت عليها بسبب عذاباتها الجسدية والنفسية والزوجية، قد تكون عملية الانتحار مقصودة أو لا تكون . لم يتم تشريح الجثة أبدا ولذلك لايمكن معرفة سبب الوفاةوكرستينا كاتمة اسرار فريدا لم تدل بشيء ومسكت عن الكلام لكن الاكيد انها اخريات ايامها كانت تصلي وتطلب الموت كي تتخلص من عذابات الحياة . كانت مريضة جدا خلال السنة الأخيرة وبترت رجلها اليمنى ومن ثم اليسرى حتى الركبة، بسبب الغانغرينا. كما أصابها التهاب رئوي في تلك الفترة، مما جعل صحتها هشّة، غادرت الدنيا وهي في السابعة والأربعين،، وكما قال الشاعر الصيني فيو قبل الميلاد : ولدوا وعاشوا فتعذبوا فماتوا،،، كان رفيق شوطها رفيرا يتعذب من اجلها وقد ابتلت يومياته بدموع الجزع واليأس من شفائها، كتب رفيقها وحبيبها وزميلها دييغو ريفيرا بعد موتها في يومياته التي شاهدت عددا منها (نسخ اصيلة) كتب ( أن اليوم الذي ماتت فيه كاهلو كان أكثر الأيام مأساوية في حياتي، يافريدا واسفاه اكتشفت بعد رحيلك ان حياتنا المشتركة مع ما شانها كانت اللوحة الأفضل في حياتي، فريدا لقد رحلت عني وانت موقنة انني احبك بل مجنون بحبك). وكانت اوصت رفيرا ان يحرق جسدها في الكنيسة ثم يحفظ رمادها في قارورة زجاجية تودع في بيتها الأزرق، بيتها الأزرق في كايوكان تحول إلى متحف يحتفظ بكل ماتركته فريدا الخالدة وقد شاهدت شيئا من مقتنياتها الشخصية والفنية مع صور فوتو ولوحات بورتريه صبيحة هذا اليوم المختلف .. جلسنا في معهد ديترويت الفني في قاعة نصف مضاءة وشاهدنا زمان وعبد الاله ريبورتاجا فيه مقاطع من حياتها وشيئا من فلم اسمه فريدا الذي يصور الحياة التراجيدية الصاخبة المؤثرة للفنانة المكسيكية فريدا كاهلو، التي خلّفت وراءها تراثاً تشكيلياً لايقدر بثمن، وملامح حياة تجسد مقدار الوجع والقلق والمعاناة التي لفت سنوات عمرها القليلة، مذكرة إيانا بتلك المصائر المأساوية لأصحاب القلوب الكبيرة والمشاعر المرهفة الرقيقة، نلتقي النص الجميل الراقي وكيفية المعالجة الفنية التي أمسكت بالنص، والتفت حوله لتخلق صورة وحدثاً متكاملين، وقد تفوقت الممثلة سلمى حايك على نفسها في هذا الدور المعقد والمركب وهي تترجم الانفعالات الداخلية لدى الشخصية المركبة المقهورة عاطفياً والمدمرة نفسياً وجسدياً، غير أن هذه الشخصية لم تكن سلبية بالمرة، فهي تدافع عن نفسها وتقاوم في سبيل الارتقاء بنفسها وبإبداعها حتى تصل إلى الهدف الذي تريده. يذكر أن الفنانة سلمى حايك جسدت دور فريدا في هذا الفيلم لكنها مرت على فريدة كناشطة يسارية معروفة عالميا دون ان تغني هذا الجانب، ويقال ان الفلم الذي شاهدناه كان مقطّعا وان اجزاء منه مختزلة بسبب وقت الزائر والمتحف معا، ومع ان اندريه بريتون صانع البيان السوريالي قد صنف فنها سورياليا لكنها تكتب في يومياتها : ..لم أرسم هلوسة او ً أحلاماً، بل أرسم حياتي فقط كما هي لاكما يظنها النقاد إ . هـ شاهدت لوحات وقد جعلت جسدها الحقيقي موديلا وكانت جريئة لم تخف شلوا من جسدها وقد ركزت على انوثتها المعجونة بسوء الطالع فثمة حاجباها المقرونان وقد شاهدت كثيرا من الشابات كما المحت قبلها الشابات اللواتي زرن المعهد معنا وقد حاكين فريدا بحاجبيها المقرونين بلا مسافة بينهما فوق الانف ويحاكينها في ملابسها المكسيكية والوانها المفضلة وترسيم الشفتين بارزتين مزمومتين كضرب من جاذبية جنسية او مرثاة ميتاجمالية بحيث تشيان بعذابات اسطورية (،،) في ليلة ليلاءاستفاقت فريدا من نومها اثر حلم كابوسي فقد شاهدت تروتسكي يقول لها تعالي يافريدا فالموت تجربة جميلة ليس فيه اعداء ولا اصدقاء ولا خوف تعالي هذه الليلة، استيقظت فريدا مذعورة ونادت كرستينا ورفيرا وقالت لهما تعالا بسرعة وحضرا،، عندها امرت كرستينا ان تلبسها اجمل ملابسها وان تعمل لها مكياج عروس وقالت لها كرستينا عطريني بأرقى العطور لديك ثم قالت لحبيبها رفيرا اسمع انا الليلة سأموت ووصيتي لك ان احرق جسدي وتجمع رماد جسدي وتضعه في قارورة مكانها في قاعة الاستقبال في القصر الازرق، ثم اغمضت عينيها للابد واشاعت الصحافة ان فريدا ماتت منتحرة لانها تناولت كمية من الكبسول المخدر تكفي لقتل خمس نساء، وقد ماتت فجعلت منها كريستينا بهيئة عروس، اما رفيرا فقد اصيب بازمة قلبية نقل اثرها الى غرفة الانعاش وخرج قبل ان يسمح له الطبيب ليكون مع فريدا كاهلوا في اغفاءتها الابدية وكانت تبدو مثل انسانة ممتلئة حياة، .انتهت الفرزة الاولى.

 

مصادر البحث ومراجعه

اشهد ان مصادر فريدا كاهلوا بالعربية والانجليزية تستعصي على الاحصاء كثر جدا اولئك الذين كتبوا عنها او عن لوحاتها، حاولت التوفر على المصادر والمراجع فلم اوفق لكثرتها وعلمت ان الدراسات التي كتبت عنها بالاسبانية تؤسس مكتبة ومع ذلك اجتهدت وضع بعص اللنكات وذكر اسماء بعض الكتاب :

اولا ويكابيا (فريدا كاهلو) https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A7_%D9%83%D8%A7%D9%87%D9%84%D9%88

معرض فريدا كاهلو ودييغ رفيرا بباريس فيلم

https://www.youtube.com/watch?v=H4aaPgUhHYE

ثانيا / بي بي سي 75 عاما على اول معرض لفريدا كاهلو فيلم

https://www.youtube.com/watch?v=H4aaPgUhHYE

ثالثا / صفحة فريدا كاهلو على التواصل الاجتماعي فيس بوك

https://www.facebook.com/kadart0127/

رابعا / مترجم البيت الازرق http://www.sasapost.com/la-casa-azul-the-life-of-artist-frida-kahlo/

 خامسا/ الحمداني . د. فائز الحمداني انظر بحثه للحب فضاء الجسد عاشَ ريفييرا في الولايات المتّحدةِ مِنْ عام 1930 إلى 1934، حيث أنجز جداريات مدرسةِ كاليفورنيا للفنون الجميلةِ في سان فرانسيسكو (1931)، ومعهد ديترويت للفنونِ (1932)، ومركز روكيفيلير في مدينة نيويورك (1933). عاد الى المكسيك 1921 وكان حريصا على انجاز جدارية ملحة المكسيك في القصر الوطني لكن موت فريدا كاهلو قصم ظهره فمات 1957 قبل ان يكملها؟.

سادسا / شنانة . علاء . فريدا كاهلو الرسامة التي تعذبت كثيرا صحيفة السفير نقلا عن موقع اريج البحر

http://www.areejalbahr.com/vb/showthread.php?t=5328

 سابعا / عبد الوهاب . إسراء : المبدعون.. حياة صاخبة ونهايات مأساوية

ثامنا / موقع البوابة http://www.albawabhnews.com/549174

تاسعا / فلم نادر وثائقي يبين اللقاء بين تروتسكي وفريدا ورفيرا

https://www.youtube.com/watch?v=45Z0keLaGhQ

عاشرا / المستقبل موقع المستقبل

http://www.almustaqbal.com/v4/Article.aspx?Type=np&Articleid=237861

احد عشر / الإمارات .موقع الإمارات اليوم : ليتا كابيلوت

اثنا عشر / العبادي امل فريدا كاهلو

http://www.al7akaia.com/forums/archive/index.php/t-12663.html

ثلاثة عشر / فريدا ودييغو: زيارة مغربية

اربعة عشر / عزيز أزغاي زيارة مغربية موقع العربي الجديد

 http://www.alaraby.co.uk/culture/2014/9/20/فريدا-ودييغو-زيارة-مغربية

www.alaraby.co.uk/culture/2014/9/20

عبد الرحيم محمد :ضمن عروض «استديو الأربعاء»: Frida.. الحلم وهواجس قسوة الواقع

موقع الطليعة http://altaleea.com/?p=6617

خمسة عشر / أحمد بلال في دوت مصر

http://old.dotmsr.com/ar/604/1/60371

ستة عشر / صبري . عبد الله :من الكويت استوديو الاربعاء يعرض الفيلم الاسبانى " فريدا"

سيبعة عشر / الصرخة : موقع الصرخة الاخبارى

ثمانية عشر / موقع الجزيرة نت http://www.aljazeera.net/news/cultureandart/2014/3/2/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A7-%D9%83%D8%A7%D9%87%D9%84%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%B4%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AD%D8%A9

تسعة عشر / موقع قصص مهمة https://mobile.twitter.com/Storymlh/status/414765592080814080

عشرون / عبد الصمد . ندى : معرض عن فريدا كالو في بيروت موقع بي بي سي - بيروت

https://www.youtube.com/watch?v=ou0EOcpdJm

 

واحد وعشرون /

https://www.youtube.com/watch?v=kiwIxW5jb38

اثنان وغشرون /

https://www.youtube.com/watch?v=MSdnP1JfybA

ثلاثة وغشرون / علاء . آية : قع دوت مصر

اربعة وعشرون / موقع فريدا كاهلو بالانجليزية

http://www.frida-kahlo-foundation.org/

 خمسة وعشرون / أحمد . بلال . احمد : في دوت مصر :

http://old.dotmsr.com/ar/604/1/60371

سنة وعشرون / في عام 1937، رسمت الفنانة المكسيكية فريدا كاهلو بورتريه ذاتي، وككثير من البورتريهات الذاتية التي نفذتها في تلك الفترة، كان ذلك العمل مخصصا للزعيم الشيوعي ليون تروتسكي، وفي عام 1932 نُزعت الجنسية الروسية عن تروتسكي، وتنقل بين عدة بلدان، ليستقر في آخر الأمر في المكسيك التي وصل إليها عام 1936، وهناك أقام في ضيافة الفنان ديوجو ريفيرا زوج الفنانة فريدا كاهلو.

 

بورتريه لفريدا كاهلو 1937

كانت علاقة ريفيرا وفريدا تشهد توترا بعدما اكتشفت فريدا خيانة ريفيرا لها مع أختها الصغرى كريستينا، ومع وصول تروتسكي، الذي لم تصل زوجته إلى المكسيك إلا بعد عام من إقامته بها، بدأت فريدا بالانجذاب ناحية تروتسكي، وتطور الأمر سريعا لتنشأ بينهما علاقة غرامية، وبعد وصول زوجة تروتسكي إلى المكسيك، كان تروتسكي وفريدا يتحدثان في أمورهما الخاصة بالإنجليزية حتى لا يكتشف الزوجان أمرهما، وكان تروتسكي يكتب لفريدا رسائل غرامية، كان يضعها في الكتب التي يُعيرها إياها.

 

تروتسكي وفريدا كاهلو

وفي يوليو 1937، اكتشف كل من ريفيرا، وناتليا، زوجة تروتسكي، العلاقة السرية، الأمر الذي أدى بطبيعة الحال إلى انتقال تروتسكي وزوجته إلى مدينة أخرى، وهنا تأتي قصة البورتريه الذي نفذته فريدا، ففي المنزل الذي عاش فيه تروتسكي، وجدوا اللوحة مخبئة بين الستائر، ومكتوب على الورقة التي تمسكها فريدا في البورتريه "إلي تروتسكي بمحبة عظيمة، أهدي هذه اللوحة، 7 نوفمبر 1937، فريدا كاهلو، مدينة سان انجل، المكسيك"، ويُعتقد أن اللوحة كانت عبارة عن هدية لتروتسكي بمناسبة عيد ميلاده الذي يوافق اليوم المدون على اللوحة.

 

لحظة وصول زوجة تروتسكي إلي المكسيك

تروتسكي بصحبة طلاب من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1940

أصبحت العلاقة بين فريدا وتروتسكي، علاقة صداقة اندفعا من خلالها حتى تم اغتياله في 1940، على يد رامون ميركادير، بأمر من ستالين، وكانت فريدا أحد المشتبه بهم في جريمة القتل، واحتجزت للاستجواب لمدة يومين، وحول الخطابات الغرامية بينهما، فقد قال صاحب كتاب "تروتسكي.. السقوط من الثورية"، "برتراند بيتنود"، إن تروتسكي طلب من فريدا في نهاية علاقته بها أن تُعيد إليه رسائل الحب التي بحوذتها حتى يحرقها.

تاريخ الولادة 6 يوليو 1907

مكان الولادة المكسيك

تاريخ الوفاة 13 يوليو 1954 (47 سنة)

فريدا كاهلو Frida Kahlo فنانة تشكيلية مكسيكية ذات شهرة عالمية واسعة ففي اي دولة من العالم الغربي إذا اقيم لأعمالها معرض تجد الحضور واسعا كما ونوعا، وقد زرت المكان الذي شهد عرضا لبعض لوحاتها ولوحات زوجها دييغو ريفيرا في صبيحة السبت الثاني من شهر مي (مايس) 2015 رسامة شهيرة ولدت في أحد ضواحي كويوكان، المكسيك في 06 يوليو، 1907 وتوفيت في 13 يوليو، 1954 في نفس المدينة.

أبوها مهاجر يهودي ألماني وأمها من أصل مكسيكي.في السادسة من عمرها، تعرّضت لمرض وأصيبت بشلل الأطفال فتأذت رجلها اليمنى، وخلّف ذلك عوقاً بساقها مما ترك ذلك العوق أثراً نفسياً سيئاً عليها لفترة طويلة من حياتها، لم ترتدِ الفستان في حياتها إلاّ مع الجوارب الصوفية في عز الصيف كي تخفي أعاقتها.

لكن فن الرسم كان محور أعمالهابين الواقع والقدر، إذ نبع ذلك من تجربتها الخاصة في المعاناة، وكان الرسم المتنفس الوحيد لآلامها وعذاباتها وقدرها التعس، والمعاناة جعلت تجربتها الخاصة منبعاً للخيال، ولم يكن ذلك إلغاء للواقع للوصول إلى مملكة الخيال، إذ ان لوحاتها كانت واقعية قابلة الفهم غير مستعصية الإدراك، وفيها الكثير من التوثيقية والتقريرية وواضحة حتى للمشاهد البسيط.

تزوجت فريدا كاهلو من الرسام المكسيكي دييغو ريفيرا في 21 أغسطس 1929 وقد كان عمرها 22 سنة بينما كان عمر ريفيرا 42 سنة ونتيجة لطباعها الصعبة ولخيانته لها مع أختها تطلقا عام 1939 ولكنها تزوجا من جديد في عام 1940 في سان فرانسيسكو.يذكر ان كاهلو كان لديها ازدواجية جنسية مما ترتب عليه حدوث المشاكل أثناء زواجها ب دييغو ريفيرا

كمتعاطفين شيوعيين ناشطين، تصادقت فريدا وزوجها مع ليون تروتسكي الباحث عن ملجأ سياسي بعيدا عن نظام جوزيف ستالين في الإتحاد السوفييتي. عاش تروتسكي في البداية في منزل الزوجين (حيث حدثت علاقة بينه وبين كاهلو). انتقل تروتسكي وزوجته بعدها إلى منزل آخر في كيوكان حيث اغتيل تروتسكي لاحقا.

قبل أيام قليلة من وفاة فريدا كاهلو في 14 يوليو 1954، كتبت في مذكراتها: "أتمنى أن يكون خروجي من الدنيا ممتعا - وأتمنى أن لا أعود اليها ثانية - فريدا". السبب الرسمي للوفاة كان انصمام رئوي، لكن البعض يشك بأن تكون قد توفيت بسبب جرعة مفرطة قد تكون أو لا تكون مقصودة. لم يتم تشريح الجثة أبدا. كانت مريضة جدا خلال السنة الأخيرة وبترت رجلها اليمنى حتى الركبة، بسبب الغانغرينا. كما أصابها التهاب رئوي في تلك الفترة، مما جعل صحتها هشّة.

كتب دييغو ريفيرا لاحقافي سيرته الذاتية أن اليوم الذي ماتت فيه كاهلو كان أكثر الأيام مأساوية في حيات، مضيفا أنه اكتشف متأخرا أن الجزء الأفضل من حياته كان حبه لها.

يحفظ رماد جثتها اليوم في جرة من الفترة القبل كولمبية معروضا في منزلها السابق (البيت الأزرق)، في كايوكان. المنزل حوّل إلى متحف يضم عددا من أعمالها الفنية ومقتنيات عديدة من حياتها الخاصة.

الاعتراف والتقدير المتأخر

في فيلم فريدا الذي يصور الحياة التراجيدية الصاخبة المؤثرة للفنانة المكسيكية فريدا كاهلو، التي خلّفت وراءها تراثاً تشكيلياً رائعاً، وملامح حياة تجسد مقدار الوجع والقلق والمعاناة الذي لف سنوات عمرها القليلة، مذكرة إيانا بتلك المصائر المأساوية لأصحاب القلوب الكبيرة والمشاعر المرهفة الرقيقة، نلتقي النص الجميل الراقي وكيفية المعالجة الفنية التي أمسكت بالنص، والتفت حوله لتخلق صورة وحدثاً متكاملين، وقد تفوقت الممثلة سلمى حايك على نفسها في هذا الدور المعقد والمركب وهي تترجم الانفعالات الداخلية لدى الشخصية المقهورة عاطفياً والمدمرة نفسياً وجسدياً، غير أن هذه الشخصية لم تكن سلبية بالمرة، فهي تدافع عن نفسها وتقاوم في سبيل الارتقاء بنفسها وبإبداعها حتى تصل إلى الهدف الذي تريده. يذكر أن الفنانة سلمى حايك جسدت دور فريدا في هذا الفيلم.

ورغم أن النقاد يصنفون أعمالها ضمن الاتجاه السريالي، فإنها تقول في سيرتها الذاتية:« لم أرسم أبداً أحلاماً، بل أرسم واقعي الحقيقي فقط »، هذا الواقع الذي تراه مجسداً في ملامح وجهها، وفي جسدها المثخن بالجراح الذي حاولت أن تنقل تفاصيله التي تعكس ظاهرها الباطن، وحاجباها المقرونان كأنهما غراب ينعى تلك النظرات، وشفتاها المنقبضتان تعبير عن مأساتها وتحملها لآلام شديدة تمزق جسدها.

 

بعد سنين من وفاتها

المخرجة جوليا تيمور اخرجت فيلم سينمائي عنها وعن حياتها وسيرتها الذاتية بعنوان فريدا الحياة المتنافسة فيلم عن حياتها وأيضا كيف جعلت نفسها امراة تعيش في الخيال السعيد وغير الواقعي وتنسى حياتها الصعبة الواقعية

كتب- أحمد بلال:

في عام 1937، رسمت الفنانة المكسيكية فريدا كاهلو بورتريه ذاتي، وككثير من البورتريهات الذاتية التي نفذتها في تلك الفترة، كان ذلك العمل مخصصا للزعيم الشيوعي ليون تروتسكي، وفي عام 1932 نُزعت الجنسية الروسية عن تروتسكي، وتنقل بين عدة بلدان، ليستقر في آخر الأمر في المكسيك التي وصل إليها عام 1936، وهناك أقام في ضيافة الفنان ديوجو ريفيرا زوج الفنانة فريدا كاهلو.

بورتريه لفريدا كاهلو 1937

كانت علاقة ريفيرا وفريدا تشهد توترا بعدما اكتشفت فريدا خيانة ريفيرا لها مع أختها الصغرى كريستينا، ومع وصول تروتسكي، الذي لم تصل زوجته إلى المكسيك إلا بعد عام من إقامته بها، بدأت فريدا بالانجذاب ناحية تروتسكي، وتطور الأمر سريعا لتنشأ بينهما علاقة غرامية، وبعد وصول زوجة تروتسكي إلى المكسيك، كان تروتسكي وفريدا يتحدثان في أمورهما الخاصة بالإنجليزية حتى لا يكتشف الزوجان أمرهما، وكان تروتسكي يكتب لفريدا رسائل غرامية، كان يضعها في الكتب التي يُعيرها إياها.

وفي يوليو 1937، اكتشف كل من ريفيرا، وناتليا، زوجة تروتسكي، العلاقة السرية، الأمر الذي أدى بطبيعة الحال إلى انتقال تروتسكي وزوجته إلى مدينة أخرى، وهنا تأتي قصة البورتريه الذي نفذته فريدا، ففي المنزل الذي عاش فيه تروتسكي، وجدوا اللوحة مخبئة بين الستائر، ومكتوب على الورقة التي تمسكها فريدا في البورتريه "إلي تروتسكي بمحبة عظيمة، أهدي هذه اللوحة، 7 نوفمبر 1937، فريدا كاهلو، مدينة سان انجل، المكسيك"، ويُعتقد أن اللوحة كانت عبارة عن هدية لتروتسكي بمناسبة عيد ميلاده الذي يوافق اليوم المدون على اللوحة.

 

لحظة وصول زوجة تروتسكي إلي المكسيك

تروتسكي بصحبة طلاب من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1940

تروتسكي بصحبة طلاب من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1940

أصبحت العلاقة بين فريدا وتروتسكي، علاقة صداقة فقط، حتى تم اغتياله في 1940، على يد رامون ميركادير، بأمر من ستالين، وكانت فريدا أحد المشتبه بهم في جريمة القتل، واحتجزت للاستجواب لمدة يومين، وحول الخطابات الغرامية بينهما، فقد قال صاحب كتاب "تروتسكي.. السقوط من الثورية"، "برتراند بيتنود"، إن تروتسكي طلب من فريدا في نهاية علاقته بها أن تُعيد إليه رسائل الحب التي بحوذتها حتى يحرقها.

 

كوليت مرشليان

يحتفل المكسيك بمئوية ولادة الرسامة التشكيلية فريدا كاهلو التي تعتبر اليوم واحدة من أبرز فنانات القرن العشرين. وقد تركت مجموعة لوحات ضخمة يُشار إليها على أنها تحمل من مضامين وإيحاءات ما يدعو الى جدل أوسع بين النقّاد حول تمايز أعمالها. وهذا ما حصل منذ أن بدأت هذه الفنانة ترسم

 

نضالها الفني والسياسي الثوري

ليس مستغرباً أن تكون فريدا قد انخرطت في شبابها في المعترك السياسي والنضالي فهي تقول عن نفسها: "ولدت في "الحقبة الزابّاتية" أو حقبة الثوري زاباتا الشهير"... وذلك ترك أثراً في روحها وسعياً الى الحرية والعدالة. عام 1928، انخرطت في صفوف الحزب الشيوعي المكسيكي، وسعت سنوات طويلة، من ناحية ثانية، الى تحسين أحوال المرأة المكسيكية الاجتماعية ورفضت على الملء واقع نساء بلادها، ومنذ سن المراهقة قررت "عدم سلوك طريق نساء بلادها اللواتي عانين الفقر والجهل والحرمان"، واختارت لنفسها "العلم والسفر والحرية واللذة والحب والفن"... التقت دييغو مجدداً وأعجب بأعمالها أشد إعجاب واعتبر منذ بداياتها أنها ستكون فنانة المكسيك: في 21 آب 1929، تزوّجت الفنان "الجداري" الشهير دييغو ريييرا وكان يكبرها بـ21 عاماً. سكنا في مكسيكو في محترف ضخم عمل فيه الإثنان، وكانت فريدا في قمة سعادتها، غير أنها سرعان ما اكتشفت خيانة دييغو المتكررة لها وهي كرّست هذه السنوات الأولى التي تسميها "سنوات حبها العميق" بلوحة "فريدا ودييغو" الرائعة التي استوحتها من صورة زواجهما التقليدية. وسافرت مع زوجها الى أميركا وتحديداً الى سان فرانسيسكو...

عام 1930، أجهضت للمرة الأولى، وعلمت من طبيبها الخاص أنها غير قادرة على الإنجاب، بسبب حادثة الباص السابقة، إلاّ أنها حملت للمرة الثانية وتعرّضت لمشاكل صحية طارئة جعلتها تجهض للمرة الثانية، وعلى فراشها في "مستشفى هنري فورد" رسمت رائعتها "السرير الطائر" حيث هي في اللوحة على سرير المستشفى ويطير من بطنها جنين صغير هو على صورة دييغو: "انه الطفل الذي كنت سأهديه لدييغو..." فخلدته في لوحة رائعة.

بعد هذه الحادثة، صارت فريدا ترسم حزنها وايضاً قرفها من حياتها في أميركا، كانت ترغب في العودة الى المكسيك لكن دييغو، على عكسها، فتنته اميركا واراد البقاء فيها.

في تلك المرحلة، رسمت فريدا "رسم ذاتي على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة" كما رسمت "ثوبي معلق هناك"....

بعد العودة من أميركا، سكنت في مكسيسكو ورسمت كثيراً، لكن خيانات دييغو جعلتها تترك منزلها واختفت فترة طويلة اعلنت فيها عن خيانتها له علناً "علّ ذلك يداوي جراحها"...

 

فريدا وتروتسكي...

عام 1927، وتحديداً في 9 كانون الثاني من ذلك العام، استقبل الثنائي دييغو وفريدا ليون تروتسكي وزوجته في "منزلهما الازرق" وكان عنوان المرحلة "اللجوء السياسي" وعنوانها "الحب المجنون". فقد أُغرمت فريدا بليون تروتسكي وانتهت هذه المغامرة العاطفية برحيله عنها بعد اشهر قليلة وخلدت حبها له بلوحة "رسم ذاتي مهدى الى ليون تروتسكي" حيث رسمت وجهها: انه وجهي في أجمل يوم من عمري"... اما تروتسكي فقد قُتل بعد عامين.

حتى ذلك الحين، لم تكن فريدا قد قدمت اعمالها بعد في معرض فردي وخاص بها، لكن ذلك حصل بعد لقائها الشاعر اندريه بروتون الذي قدم الى المكسيك مع جاكليم لامبا ونزلا في "المنزل الازرق" ايضاَ لفترة قصيرة. اعجب بروتون بجنون بأعمال فريدا وقال عنها: انها قنبلة ملفوفة بشريط زينة ملون".

وعمل بروتون على تنظيم معرض لها وكان ذلك في تشرين الأول 1938 في "غاليري جوليان ليي"، وتوالت بعدها المعارض ما بين اميركا وباريس. عام 1940، وكانت قد اصيبت بوعكة صحية عالجها على اثرها الدكتور ايلوبيسر في سان فرنسيسكو، فأخدته لوحة عنوانها: "رسم ذاتي مهدى الى د. ايلوييسر"، في تلك المرحلة، كان قد وقع الطلاق بينها وبين دييغو. لكن هذا الأخير لحق بها الى سان فرانسيسكو وبعد اشهر من التودد لها، وقعت من جديد تحت سحره وتزوجا مجدداً، وعاشا في البيت الازرق" من جديد، ذاك البيت الذي ورثته عن والدها بعد موته في تلك السنة، والذي ابصرت فيه النور والذي هو اليوم "متحف فريدا كاهلو".

مذكرات كاهلو / تاريخ النشر الثلاثون من جولاي 1999

 

عبد الاله الصائغ

مشيغن المحروسة السبت 6 مايس 2016

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم