صحيفة المثقف

قناة العراقية.. الاخفاق الواقعي والفشل الرقمي

mohaned semawلم تنل قناة فضائية من بين كل القنوات العراقية التي ظهرت للواجهة الاعلامية بعد 2003 حصة من النقد والتهجم والاتهام بقدرالفضائية العراقية باعتبارها احدى واجهات ومؤسسات شبكة الاعلام العراقي التي تعتبر مرجع اعلامي حكومي رسمي او " شبه رسمي " كما يحلو للبعض ان يصفها، وخيمة اعلامية كبيرة تضم قنوات العراقية العامة والاخبارية والرياضية واذاعة جمهورية العراق والفرقان،وراديو العراقية بالاضافة الى جريدة الصباح ومجلة الشبكة ومعهد التدريب الاعلامي.

ومع ادراكي بان بعض من هذا النقد او التهجم الذي يوجهه البعض للعراقية وللعاملين فيها ولبرامجها المختلفة يقوم على وجهات نظر شخصية ومبني على مواقف مسبقة وخلفه طموحات تتعلق بمناصب معينة في القناة بحيث يصح ان يوصف هذا النقد بانه تهجم وقذف وتشهير وليس نقدا اعلاميا وتحليلا موضوعيا لما يجري فيها ...اقول مع ذلك فان هذه القناة قد أخفقت وخيّبت الآمال ولم ترتق الى مستوى التحديات الكبيرة التي تواجه العراق في هذه المرحلة، ولم تكن على درجة من التوقع المفترض الذي ظنه الكثير حينما تم تأسيسها.

فهذه المرحلة التي يمر بها العراق بعد سقوط نظام البعث عام 2003، تضج، ولاسباب عديدة لامجال للتعرض لها الان، بالمشكلات والعقبات التي تواجه بناء الدولة على كافة المستويات وتحتاج من اجل مواجهتها الى خطاب اعلامي متزن وذكي قادر على ايصال الرسالة المراد نقلها للاخرين ومجابهة الاشاعات التي تبثها الاطراف المعادية وتفنيدها وكشف كذبها، بالاضافة الى اظهار الوجه الايجابي لما يجري في العراق،ولابأس، احيانا، ان تقوم القناة بالكشف عن المظاهر السيئة والزوايا المظلمة التي اكتنفت هذه التجربة والمسيرة السياسية.

وعلى الرغم الامكانيات المادية الهائلة التي وفّرتها الدولة لشبكة الاعلام العراقي بكل مؤسساتها، ومع وجود هذا الكادر الكبير من الموظفين الذي بلغ المئات ( يقال ان عددهم يناهز الــــ 5000 الاف موظف)، الا ان نتاج كل هذا الدعم لم يأت بأكله ولم يثمر عن خلق جبهة اعلامية رصينة للدفاع عن العراق وشعبه ومشروعه السياسي الجديد كما هو المفترض من هكذا صرح اعلامي يتألف من عدد كبير من المؤسسات الاعلامية التي كان يمكن لها ان تقوم بدور كبير ومهم في فضاء العراق الاعلامي.

ومع ان الخوض في الانتقادات والاخطاء التي ترتكبها هذه المؤسسة قد بلغ حدا اصبح فيه النقد الجديد "حجي زايد" كما نقول بالعامية العراقية، وبلا قيمة وعبث كبير ولن يقود الى اصلاح كل ماتم ارتكابه من اخطاء خلال مسيرتها، الا انني اود اليوم التركيز على جانب اخر من النقد، وهو حسابات العراقية على مواقع التواصل الاجتماعي،وتواجدها فيها، وهو الموضوع الذي تم تجاهل الحديث عنه من قبل الكثير من المراقبين والاعلاميين لعدم معرفتهم ووعيهم الكامل بكافة ابعاده واتجاهاته، وبذلك يعجزون عن تقديم الافكار البديلة والخطط والمشاريع التي ينبغي ان تقوم بها العراقية في ساحة التواصل الاجتماعي.

دعونا قليلا نقف امام هذا الموضوع لنضع العراقية امام مرآة الساحة الرقمية ونقوم بقراءة بسيطة لها في ضوء نشاطها في العالم الافتراضي.

عند الدخول الى الموقع الالكتروني الرسمي لشبكة الاعلام العراقي على الانترنيت وهو http: //www.imn.iq سوف نجد ان لديهم روابط الكترونية تقودك الى صفحاتهم الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة( مثلا تويتر 244 الف متابع - كوكل بلس 4317 متابع - يوتيوب 22447 مشترك - انستغرام 23 متابع وهكذا) ومايهمني هنا هو الفيسبوك فقط، اذ وجدت لديهم اكثر من رابط يؤدي الى صفحتهم على الفيسبوك، وباسم "Iraqiachannel" وفيها حوالي 136 الف معجب، ورابطها الالكتروني:

‏ https: //www.facebook.com/iraqiahannel 

كما يوجد لديهم صفحة اخرى رسمية تابعة لشبكة الاعلام باسم "اخبار العراقية" وفيها حوالي 203 الف معجب ورابطها الالكتروني: https: //www.facebook.com/News.imn/.

كمتابع ومراقب لما يجري في هذا العالم الافتراضي، اجد اولا ان اسم Iraqiachannel غير صحيح على الاطلاق، ولايجوز لصفحة تمثل قناة فضائية ناطقة باللغة العربية ان تظهر بمثل هذا الاسم، وقد انفردت العراقية بهذه التسمية، اذ لم تفعل هذا الامر اي قناة عراقية ولا حتى عربية في كل مواقع التواصل الاجتماعي، ولاندري على ماذا استندوا في هذه التسمية؟ ومن اي تجربة اعلامية قد استقوا هذا الاسم ؟ بل لماذا لم يتم تغييره بعد كل هذه الاشهر من عمل هذه الصفحة خصوصا وهو يرون اسمها شاذ وغريب ولا يشبه اي اسم اخر.

وعندما ننظر الى فاعلية الصفحة، نجد انها غير مؤثرة بحيث يمكن ان تكون جناح آخر فاعل لقناة العراقية او مظهر مهم من مظاهر القناة على فضاءات العوالم الرقمية، كما ان الصفحة غير موثقة من قبل شركة الفيسبوك مع العلم ان هنالك قنوات عراقية كثيرة قد حصلت صفحاتها على التوثيق الرسمي، بل وتوجد برامج معينة في قنوات ما لديها توثيق رسمي،وكان من الاولى ان تكون العراقية هي السباقة في هذا التوثيق قبل غيرها من القنوات لاسباب تتعلق بقدراتها المالية من جهة وعلاقات من يعملون لديها بالحكومة من جهة اخرى.

عدم توثيق الصفحات واهمال كل مايتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي يعني، ببساطة، جهل من يقف وراء هذه المؤسسة باهمية هذا العالم وماينشر فيه وبكل الاليات المتبعة والقواعد التي يجب ان يتسلح بها الاعلام المعاصر. وواضح جدا ان من يقف وراء هذه القناة غير جدي ولا يمتلك وعيا بمتطلبات الاعلام الجديد ومقتضيات العالم الافتراضي، ولذا وجدنا مدراء العراقية غير معنيين بتوثيق صفحات القناة ومؤسستهم الاعلامية وبالتالي يسمحون، من حيث يشعرون او لايشعرون، بقيام اشخاص اخرين مغرضين بعمل صفحات مزيفة وبث اخبار مغرضة واشاعات خبيثة تؤثر بصورة حقيقية على مايتم نشره، وتخلط الكذب بالحقيقة.

تخبط العراقية في هذا الملف دفعها قبل ايام الى نشر خبر يقول بانها لاتمتلك اي صفحة رسمية على شبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك، وهو خبر يدل على حالة الضياع والارتباك الاعلامي الذي تعيشه هذه القناة في هذا الجانب بحيث يجعلها تنفي وجود صفحة لها على الفيسبوك على الرغم من علمنا بوجود صفحتين لها، وليست واحدة فقط، تنشران النشاطات على الفيسبوك، ولايزال رابط وصورة احدى هذه الصفحات وهي Iraqiachannel موجود لحد هذه اللحظة في الموقع الالكتروني للشبكة، والاخبار التي في الصفحة توضع لحد الان كرابط الكتروني يحيل لموقع الشبكة بشكل رسمي ومتسق مع ماهو موجود فيها.

وقد يباغتنا معترض قائلا؛ علينا ان لانتوقع من قناة تفشل واقعيا في الاعلام ان تنجح في المجال الرقمي وفضاء التواصل الاجتماعي، فمالا تستطيع ان تنجح به واقعيا سوف لاتنجح به رقميا.ومن وجهة نظري ان هذا الاعتراض غير صحيح، لانه يربط، بصورة خاطئة، بين كلا الواقعين، الحقيقي والافتراضي مع اننا نستطيع ان ننجح في احدها ونفشل في الاخر، ولدينا نماذج كثيرة لقنوات فضائية لها تواجد مؤثر في عوالم التواصل وموثقة رسميا من قبل الفيسبوك وتعمل بدهاء على نشر بعض الفيديوات والمقاطع والاخبار وتُحدث تأثيرا كبيرا بالنسبة لمتابعي مواقع التواصل ومن يملكون حسابات فيها، مع ان قناتهم على القمر الصناعي قد لاتكون متابعة بشكل كبير، ولهذا اعتقد بانه مع وجود تقصير واخطاء في بعض مفاصل عمل العراقية الا انه كان ممكنا لها ان تتطور في مجال وسائل التواصل من خلال تخصيص جزء ضئيل لاقيمة له من ميزانيتها الضخمة لهذا المشروع، ثم تضع الرجل المناسب في هذا المكان من اجل القيام بهذه المهمة.

وبسبب فشل قناة العراقية في ايجاد موطئ قدم لها في عالم التواصل الاجتماعي وعدم قدرتها على متابعة مستجدات الاعلام المعاصر،رأينا ظهور عدة صفحات باسم العراقية بحيث ادت الى ارباك مستخدمي التواصل وعدم التمييز بين الصفحة الحقيقة التابعة للشبكة والاخرى المزيفة التي يقف وراءها من يبحث عن غايات شخصية خاصة به،ومن ضمن هذه الصفحات التي مازالت تعمل لحد الان:

1: العراقية نيوز

‏https: //www.facebook.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D9%8A%D9%88%D8%B2-1465136087084664/?ref=ts&fref=ts

2: العراقية نيوز

‏https: //www.facebook.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D9%8A%D9%88%D8%B2-1631614037076249/?ref=ts&fref=ts

3: قناة العراقية نيوز

‏https: //www.facebook.com/%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D9%8A%D9%88%D8%B2-1638842756353206/?ref=ts&fref=ts

4: قناة العراقيه

‏https: //www.facebook.com/iraqtv

5: قناة العراقيه

‏https: //www.facebook.com/%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D9%87-312801235550849/?ref=ts&fref=ts

6: قناة العراقيه

‏https: //www.facebook.com/%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D9%87-693644394003599/?ref=ts&fref=ts

7: قناة العراقيه الفضائية

‏https: //www.facebook.com/%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-329424843737101/?ref=ts&fref=ts

8: قناة العراقيه الفضائية

https: //www.facebook.com/%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-336945066467086/?fref=ts

9: شبكة الاعلام العراقي‏https:

//www.facebook.com/%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A-678619292282146/?ref=ts&fref=ts

 اشعر شخصيا بالالم الشديد على ملايين الدولارات التي تُهدر في هذا البلد وفي العديد من المؤسسات الرسمية التي تنطوي تحت خيمته، ومع ذلك تجدها ضعيفة اعلاميا ومهلهلة في اسلوب عملها وغير واعية ولا مدركة لاهمية العالم الافتراضي الجديد الذي امسى الان هو المتحكم في الرأي العام في اغلب شعوب العالم.

 

مهند حبيب السماوي

باحث في مجال التواصل الاجتماعي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم