صحيفة المثقف

أقعدوا مقتدى الصدر وعمار الحكيم في بيوتهم واطيحوا برئاسة مسعود برزاني تفوزوا بوطن كريم!!

لنسأل شعبنا: من هم رؤساء هذه الكتل السياسية التي داست باقدامها على كرامة العراقيين؟ من هم الاكثر كذبا ورياءا وسقوطا اجتماعيا واخلاقيا؟ من هم ألاكثر سخرية واستهتزاءا وتحقيرا وتلاعبا بمصير شعبنا؟ ومن هم من يسمون انفسهم بالعراقيين لكنهم اول من يسارع بطعن الامانة والمسؤولية الوطنية؟ من هم سراق قوت الشعب ومبادي نظامه الديمقراطي؟ ومن هم الاكثر استعداءا على ممتلكات الدولة والمواطنين وأخراجهم من بيوت امتلكوها قبل ان يتعرف شعبنا على هذه الاسماء المجرمة؟ من هم من جلسوا خلف الاسوار العالية وبنوا لانفسهم مثل ما بنى الطغاة الاخساء من قبلهم؟ من هم من استدعوا المجرمين والبعثيين والسفلة الهاربون عن وجه العدالة ليؤوهم ويسكنونهم في المصايف والمنتجعات؟ من هم الذين اصبحوا يفعلوا ما يشاؤون بلا حياء من شعبنا ولا من انفسهم؟ من هم الذين تبرأوا من عراقيتهم ويقولون انهم من الآن وصاعداً ليسوا مواطنين عراقيين ولا توجد أية روابط ثقة معنا ؟من هم من بصق على القيم الاخلاقية العراقية وعطل الحياة الانسانية وجعل المهانة والذل سمات للنفس؟ من هم من اهانوا الشرعية وصناديق الاقتراع وركلوا النظام الجديد وافرغوه من قيمه وأصابوا منه مقتلا؟ من هم الذين يحتمون بالمجرمين وسقطة المتاع من بعثيين ويحمونه من جرائمهم البعثية؟ من اقتحم البرلمان واهان السلطة التشريعية وأذل اعضائه ولم يفتح فمه لاعتقال تلك الحثالات بعد أن تجروأ على الاعتداء بالضرب عليهم واهانتهم؟ من لهم سجلات اجرامية ومتهمون بقتل الابرياء؟ ومن استعدى على العلوم والمعرفة وتلبس بلبوس "الشقاوات" بينما هم اميون يجهلون حتى كتابة اسماؤهم؟ من هم من أوصلهم استهتارهم والتمادي باحتضان المجرمين والمطعونين اخلاقيا وفاسدين ومفسدين وشجعوهم على الاستعداء على العراق؟ ومن هم من خربوا المجتمع وأذلوا الكرامات واهانواشعبنا امام عيون الجميع؟ ومن هم من تأمروا على اخوتهم في المصير وتعاملوا معهم كأشد الاعداء؟ من هم الذين يعيشون على صدى زعامات دينية طيبة الذكر، لكنهم كوارثين، الاشد تخريبا للحياة؟ من هم المسيؤون الى اخلاق اؤلائك الطيبين من العراقيين ويتشبثون باذيال الاجنبي؟ من هم من غرقوا في السحت ومستعدون لقطع الرقاب لمن يجرأ الوقوف ضد مصالحهم؟ ومن أحال العراق الأبي الزاهي الى سواد عريض وليل طويل باسم الدين، لكنهم يمتلكون جميع وسائل الترفيه التي يحرمونها في بيوتهم؟ من هم الذين لديهم مغنون ومداحون يصدحون في تمجيدهم، تماما كما كانوا يفعلون للمقبور؟ ومن هم الذين يعتقدون انفسم اكثر ذكاءا من العراقيين واكثر شرعية في ادارة مصير العراق ويتصرفون وفق أهوائهم؟ ومن هم من يستغلون نفوذهم الديني للانتقام من الاخرين ويلقون عليهم فشلهم السياسي والاجتماعي؟ ومن هم الذين يتناسون  انهم يتعاملون مع شعب واعي ولا يدركون ان ليس من بين العراقيين من لا يستطيع ان يرى الشمس من خلال الغربال، وان العراقيين وكما يقول المثل "مفتحين باللبن"؟ ومن هم الذين  يعيشون على وهم ان العراقيين يثقون  بوعودهم ؟ومن هم الذين كانوا أول من وقفوا ضد الاصلاحات ولا يازالون متمسكون بحصص وزاراته ؟ ومن هم الذين هدموا البيت الشيعي ولا يزالون بعيدون عن التوافق حتى على رئيس لتحالفهم الوطني؟

هؤلاء هم أعداء شعبنا . هؤلاء هم اسباب البلوى العراقية الكبرى، فمتى تفيقوا أيها العراقيون على زمانكم؟ والعراق ليس بخال من  الاصلاء الوطنيين؟؟؟!!!

فلو تسائلنا عن نسبة العراقيين الشرفاء المستعدون للتضحية بكل شيئ من اجل بناء وطن عراقي كريم تسوده العدالة والمساوات ويحفظ كرامة ابناءه، فلربما  لا نستطيع التوصل الى جواب دقيق من النواحي العلمية، اللهم سوى من خلال التضحيات الكبرى التي يقدمها ابطال الحشد الشعبي والبعض القليل من ابناء العشائر، ذلك لان القوات المسلحة البطلة في تضحياتها تمثل موقفا رسميا لمسؤولياتها وواجباتها التي هي من صلب مهامها الوطنية. ولكننا ربما قد نستطيع التكهن فقط. وذلك بسبب اننا نرى ان بعض هؤلاء ممن يسمون انفسهم بزعماء سياسيين من اغلبية الكتل، قد جمعوا من حولهم اعدادا كبيرة لنصرتهم في غيهم وهم مستمرون في الاساءة الى الوطن العراقي ولشعبنا من خلال ولائاتهم الخارجية ومواقفهم غير الوطنية. ولذلك، فان الاصلاء من العراقيين والطبقة الفقيرة بالذات، نجدهم يعانون معانات كبرى نتيجة لعدم عدالة المجتمع العراقي ونظامه الجديد معهم منذ 2003 . فمن جانب اخر، ان ليس في العراق اليوم ما هو سائر وفق مسارات الحياة الطبيعية في شيئ لكي يصبح نموذجا فذا حتى في هذه التكهنات، حيث يختلط الحابل بالنابل وحيث عدم الاستقرار . فالكل يتبجح بالوطنية ولكن أكثرهم اثمون . فقد نضطر في هذه الحالة الى اللجوء الى افتراضات تستند على الظواهر الاجتماعية والسياسية ولكنها هي الاخرى ايضا قد لا تخلوا من مظاهر تأثرها بالاعلام العراقي وتفضيل البعض على البعض الاخر نتيجة المصالح والحسابات المعروفة، كما وأن (شبيه الشيئ منجذب اليه). فالنتائج التي نتوقع فهمها هي من خلال رصد ما يطفوا فوق سطح النسيج الاجتماعي من ظواهر السلوك العراقي  بشكله العام من خلال تخوف الكثيرين من بطش الزعامات السياسية وحدها للادلاء بارائهم الحقيقية أو تحركهم ضدهم.  كذلك أن ظواهر السياسات الشائنة المتبناة من قبل الاكثرية من الكتل السياسية، نجدها تستمر نتيجة لعدم ردع هذه الزعامات التي تشجع على الاستمرار في الاحتكار السياسي لمصالحهم ضد شعبنا. يقابل ذلك ضعف الحكومات المتتالية وعدم توفر برلمان وطني متجانس . هذا البرلمان الذي لم نسمع يوما ان أحد من اعضاءه قد تبنى موقفا وطنيا من اجل الاخرين. برلمانا لا نجده ناشطا سوى من اجل المواقف السيئة والمتناقضة.  

فما يمكن التعويل عليه هنا في الاجابة على هذا "الافتراض"، هو ان هذه الاكثرية العراقية  التي ربما لا تزال تتسم بنوع من شبه انعزال عن المجتمع نتيجة انشغالها بحياتها الخاصة وتوفير لقمة العيش، بما يجعلها معطلة عن أخذ دورها الحقيقي المفترض . حيث تعتبر وتحت الظروف الاجتماعية القمعية التي تمارسها الزعامات السياسية، هي أكثرية غير نافعة بحكم نتائج وجودها وتأثيرها غير الايجابي في المجتمع نظرا لما تعيشه من مستويات فقرها بشكل عام، وحيث تعيش تحت مستويات خط الفقر. وتعيش الاكثرية منها في بيوت الطين والصفيح وتحت اتعس ألاوجه الصحية والمناعية ضد الامراض . هذه الاكثرية بدلا من ان ترسل ابنائها للمدارس لمواصة العلم والمعرفة، تضطر الى ارسال ابنائها الى الشوارع للتسول، وفي احسن الحالات لبيع الماء البارد او اللبن أوالشربت، فهي محرومة حتى من خيرات وطنها. أن سبب عطلها ناجم لما تعانيه من حكم ابدي لتعيش في جميع الازمان والحقب في بؤس وفقر مدقع نتيجة عدم توفر العدالة الاجتماعية بسبب وجود الحيتان السياسية التي ذكرناها اعلاه والتي يجب ان تنتهي من اجل ان يعود الوطن العراقي للجميع وليس للصوص ومفسدين .

ولكن، حينما نحاول تقصي هذه الاكثرية من الفقراء العراقيين من خلال استعراض جوانبها الوطنية، نجدها هي الاكثر استعدادا لتضحيات اسطورية لدرأ الخطر عن الوطن وحمايته، فهل في الوجود من يعيش تحت طائلة الظلم ولكننا نجده مستعدا للموت في سبيل الوطن؟ ألا يهز ذلك المشاعر العراقية لتتحرك من اجل اعادة تنظيم الحياة، لا ان نجد مثل حكومة العبادي وقد مضى على تبنيها "اصلاحاتها" المزعومة شهورا طويلة، وهي تماطل وتكذب وتفتري على الملاييم من شعبنا وتعيش استفزازها ضد الجماهير الغاضبة في خروجها للشوارع العراقية، ونجدها أضعف من تنبس ببنة شفة، حينما يضعها جانبا ويأخذ دورها، رجل امي كمقتدى الصدر . أو أن يقف عمار الحكيم ضد ارادتها أو يتبرئ منها ومن الوطن مسعود برزاني على لسان ابناءه؟؟!! ثم نجد هذه الحكومة، "تتفاجئ" حينما تصاب بانتكاسة ما؟ فهل يتوقع أحد من المظلوم التسامح مع جلاديه ومجرمين يستهترون بقيم الحياة والعدالة، بل وحتى بدين الله تعالى وخلقه، ممن يدوسون على كرامة العراق وأبناءه ؟ وهل نتوقع غير خوف هذه الزعامات السياسية من الدعوة الى انتخابات مبكرة، لانها تدرك مدى احتقار الاكثرية من الشعب لها ؟

والسؤال الذي يجب ان يتكرر، فحتى متى سيظل الشرفاء في سبات لا ينتهي من اجل النهوض وفرض الواقع على مجتمع ووطن اصبح  لا يمنح سوى الخجل للعراقي جراء الصمت الطويل على ما يجري؟ والغريب، ان حكومة العبادي والبرلمان، وكأنهم قد "تفاجؤا " ولم يتوقعوا ما الذي يجري في العراق عند دخول الشعب الى المنطقة الخضراء؟ والحمد لله وحده، انه لم يحصل ما كان يخشى عقباه.  فلسنا مع الفوضى والاستهتار والتخريب الذي ركبته جماعات وضيعة ومستهترة ولها نوايا معروفة، ولكن ما حصل كان يمكن أن يكون أعظم لولا فضل الله ورحمته. فكان من الممكن ان يكون انفجارا هائلا ونزيفا لا يتوقف ضد قيم خلعت عنها الزعامات السياسية والحكومة والبرلمان جلابيب الوفاء والعفة والنزاهة . فمتى يا ترى يستعيد شعبنا مفاتيح حلول اقفال لمصائب لا تزال بأيدي هذه الجماعات التي هي السبب وراء كل خراب؟   

حماك الله يا عراقنا السامق...  

 

أ . د . حسين حامد

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم