صحيفة المثقف

نصوص: من الشّعرِ لحكمة (1)

karem merzaنصوص من الحِكمِ الرائعة في الشعر العربي، وأحشر شعري معها:

 

  1 - أنا ابن الإنسان، والكمال لله وحده، يقول ابن الرومي علي بن العباس بن جريج  (توفي سنة : 283 هـ)  في أبيات غاية الروعة:

رقادك لا تسهر لي اللـيل ضلّة ً *** ولا تتجشم فيّ حوكَ القصائدِ

أبـي وأبــوك الشيخ آدم تـلتقي ****مناسبنا في ملتقىً منه واحد ِ

فلا تهجني حسبي من الخزي أننّي** وأيـّـاك ضمّتني ولادة  والدِ

 

2 - يقول السموأل بن غريض بن عادياء  الأزدي  (توفي سنة 560م):

إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ**** فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَــــــديهِ جَميلُ

وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها * فليس إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ

تُعَيِّرُنا أَنّـــا قَليلٌ عَديدُنـــــــا  ******فَقُلتُ لَهـــــا إِنَّ الكِرامَ قَليـــــلُ

وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا  ******شَبابٌ تَســــامى لِلعُلى وَكُهولُ

وَما ضَرَّنا أَنّـــــا قَليلٌ وَجارُنـــــا  ****عَزيزٌ وَجــــارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ

 

 3 -  قال لبيد بن ربيعة أبو عقيل  العامري (توفي 41 هـ /  661م) :

أرى الناسَ لا يَدرُونَ ما قَدرُ أمرِهمْ **بلى: كلُّ ذي لُبٍّ إلى اللّهِ وَاسِلُ

إذا المرءُ أسْرَى ليلة ً ظنَّ أنـهُ  **قضَى عَمَلاً والمَرْءَ ما عاشَ عامِلُ

فتَعْلمَ أنْ لا أنتَ مُدْرِكُ ما مضَى  *** وَلا أنـ تَ ممّا تَحذَرُ النّفسُ وَائِلُ

ألا كُلُّ شيءٍ مـــا خَلا اللّهُ بـــــاطِلُ  ***** وكلُّ نعيمٍ لا مَحـــالة َ زائِلُ

سوى جنـّـــة الفردوس أنّ تعيمها ***يدومُ وأنَّ المـــوت لا شكَّ نازلُ

وكلُّ أُنَاسٍ ســــــوْفَ تَدخُلُ بَينَهُمْ *** دُوَيْهة ٌ تصفَرُّ مِنهـا الأنَـــــامِلُ

وكلُّ امرىء ٍ يَوْماً سيعلمُ سعيـــهُ  ***إذا كُشِّفَتْ عندَ الإلَـــهِ المَحاصِلُ

 

4  - بشار بن برد (توفي سنة 168 هـ ، يقول في الصداقة:

 إذا كنت في كل الأمور معاتباً ***** صديقك لم تلقَ الذي لا تعاتبهْ

فعشْ واحداً أو صلْ أخاك فإنّه ******  مقارف ذنبٍ مرّةً ومجانبه

ومن ذاالذي ترضى سجاياه كلها ** كفى المرء نبلا أن تعد معايبه

 

5 - المتنبي (توفي: 354 هـ،) ، قال في الدنيا:

ومن صحب الدنيا طويلا تقلبت  ***  على عينه حتى يرى صدقها كذبا

 

6  - وقد سبقه ابن الرومي  (توفي 283 هـ) بقوله:

ومَنْ صحبَ الدّنيا على جور حكمها *** فأيامهُ محفوفةٌ بالمصائبِ

فخذ خلســـــةٍ من كلِّ يومٍ تعيشه ***وكن  حذراً من كامناتِ العواقب

7  - و سبقهما  بشار (توفي : 168 هـ):

ومنْ يأمن الدنيا يكنْ مثل قابضٍ *** على الماءِ، خانتهُ فروج الأصابعُ

 

8  -  المتنبي، أحمد بن الحسين (توفي 354 هـ / 965 م)، يمدح سيف الدولة الحمداني:

لكل امرىءٍ مِنْ دَهْرِهِ مـــــــا تَعَوّدَا  *** وعادَةُ سيفِ الدّوْلةِ الطعنُ في العـــــدى

هُوَ البَحْرُ غُصْ فيــــــهِ إذا كـــــــانَ ساكناً *****على الدُّرّ وَاحذَرْهُ إذا كان مُزْبِدَا

إذا أنــــــت أكرمــت الكريـــــم ملكتــــــه*******  وإن أنت أكرمـــت اللئيم تمردا

وَوَضْعُ النّدى في موْضعِ السّيفِ بالعلى ** مضرٌّ كوضْع السيفِ في موضع النّدى

 

9 - من قصيدة لي  (البحر الكامل) :

لا تقتل الأملَ البصيصَ لصــغرهِ ***فلربّمــــا   ثمراتُـــه   القمــرانِ

كم ذي المروءاتُ الّتي بضمـائرٍ  ***ماتتْ   ولطـف ُالله ِ ليس   بفان

هذي الحياة ُ ترى الممات َ بدايةً ***لتفتح  الأجيـال ِ في     الزمكانِ

فتعيدُ نشأتها،وتسحقُ سلفـها **** وتركّبُ  الإنســــــانَ   بالإنسان

 

10  - إيليا أبو ماضي (1889 أو 1890 م توفي 23 نوفمبر 1957 م):

 

ما للقبور كأنّما لا ساكن  ***فيها، و قد حوت العصور الماضية

طوت الملايين الكثيرة قبلنا،****ولسوف تطوينا و تبقى خالية

أين المها و عيونها و فتونها ****أين الجبابر و الملوك العاتية ؟

زالوا من الدنيا كأن لم يولدوا ****سحقتهم كفّ القضاء القاسية

إنّ الحياة قصيدة أعمارنا *******أبياتها، و الموت فيها قافية

متّع لحظك في النجوم و حسنها         فلسوف تمضي و الكواكب باقية

 

كريم مرزة الأسدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم