صحيفة المثقف

يا قبلة المجد

MM80يزورني الهم ليلاً يشتكي ولهًا

ويسكب الشوق في أحداقه سأمي

 


 

يا قبلة المجد../ جودت العاني

 

أحببتُ طيفك يا بغداد في حلمي

وجاءني الطيف يسري في مدا قلمي

شعرًا ونثرًا غدا حتى بدا قدرًا

يهمي ويعلو على من حوله نغمي

 

أحببت فيك نسيم الفجر حين غدا

فيضًا من السحر يحبو فوقه ألمي

 

أحببت قلبك يا بغداد في شغفٍ

لا يثلم الدهر مهما طاله سقمي

أو ساده البعد يشكو من هواجسه

قلبًا كبيرًا تناهى عابقًا ودمي

نهرًا من الشوق يسري في محاجرنا

عل الحياة تجاري كل محتكم

ضاقت علينا دروب البعد آن لنا

أن نمحق القهر مهما لآذ بالنقم

*  *

يا قبلة المجد ما عاد الهوى قدرًا

يحبو ويحبو وإن سارت به قدمي

ما عاد في غربتي شيء لراحلتي

تمشي الهوينا وفي أعتابها ندمي

ما دمت أشكو وأشكو كلما غمرت

تلك الضفاف عصيب البعد لم تدمِ

في كل يوم لنا في الحزن عاصفة

هوجاء تمضي بنار الصبر والكظم

تقتات من وجع الدنيا وإن عصفت

مهما غدا البعد يبقى سيف منتقم

*  *

يزورني الهم ليلاً يشتكي ولهًا

ويسكب الشوق في أحداقه سأمي

ويسرح الغيم في أجفان غافية

ويرقص الطير مذبوحًا من الألم

ويصدح القلب مهما طاله ألم

ويقدح الكون أنغامًا من العدمِ

*  *

يا نفحة القلب قلنا إنه زمن

قد شابه الحزن حتى قمة القمم

ياشمعة الوجد ظل يقتفي أثري

في كل ليل طواه الهم لم أنمِ

في كل ليل أرى في الأفق ملهمتي

تستنشق الغم من قلبي ومن عدمي(*)

 

(*) قصيدة مستلة من الديوان الأول " هو البحـــر"

 

Madrid

19 / 01 / 2007

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم