صحيفة المثقف

الملتقى الثاني حول علماء الشلف

moamar habarحضرت البارحة الملتقى الوطني الثاني حول القرآن والحضارة، حاضرة تنس أنموذجا "، بالمركز الثقافي بالشلف، المجاور لمحطة القطار، والملاصق بالمسجد الكبير. والمقام من طرف مديرية الشؤون الدينية بالشلف.

تطرق الأساتذة المحاضرون لعلماء الشلف، وبخاصة علماء تنس، وبيّنوا دورهم في نشر العلم والفقه والحديث، وتميّزهم وتفردهم، فكانت النقاط التالية..

• علماء تنس أيّدوا سيّدنا المغيلي في فتواه المتعلقة باليهود.

• كان بعض علماء المغرب الوسيط، يفسّرون بعض الصور، وقد أبدعوا في هذا النوع من التفسير.

• إقتبس العلاّمة الونشريسي من علماء تنس في عدة قضايا وفتواها إعتمد عليها. معترفا لهم بالعلم والاجتهاد والفتوى. بل سماهم يومها بـ "علماء الشلف"، رغم أنه يومها لم تكن تسمى الشلف. وكان ينقل عنهم ويصفهم بالحافظ، وشيخنا، مايدل على مكانة علماء الشلف.

• إمتاز سهل الشلف بالصلحاء والعلماء، ومن محاسن هذه الأمة أنها تهتم بالنوازل والفقهاء.

• من عجائب الدنيا، أن الشهرة كتبت لإبني الإمام ولم تكتب للإمام الأب، لكن يكفي الأب فخر، أنه ترك إمامين عظيمين.

• إلتقى إبني الإمام مع ابن تيمية الحنبلي ، وتنظارا وتظاهرا عليه، فزادت في محنة ابن تيمية. مايدل على المكانة العالية لإبني الإمام، وتمكنهما الجيد من المنطق الذي لم يحسنه ابن تيمية ، لذلك إنهزم على يدي إبني الإمام.

• حثّ أحد المتدخلين على ضرورة حماية الدولة الجزائرية للمذهب المالكي. وأعطى مثالا على ذلك فقال.. الحجاز كان يتبع المذهب المالكي إلى أن جاء سلاطين آل سعود وفرضوا المذهب الحنبلي بالقوة.

• إعتبر أحد المتدخلين أن مسجد تنس بني في القرن الثامن الهجري في عهد الأندلس، وهو ثالث مسجد بالجزائر، بعد مسجد ميلة، ومسجد سيدي بومدين. والولي الصالح سيدي معمر يحمل غسمه ورفاته اليوم مسجد سيدي معيزة.

• تحدث أستاذ عن العلامة أبو إسحاق التنسي المطماطي، فقال.. كان كلما زار فاس بالمغرب، يطلب منه العلماء تقديم دروس فيما يخص الفقه والحديث. وقال عنه السلطان المريني.. كل من يصافحني يرتعش، إلا أبو إسحاق التنسي المطماطي، كلما صافحته إرتعشت يداي. مايدل على الهيبة والمكانة التي يتمتّع بها لدى العلماء والفقهاء والسلاطين.

• تحدث الأستاذ محمد أمين أو حلوفة، فقال.. الدراسات الفرنسية تركز على تنس من حيث كونها إمتداد للإمبراطورية الرومانية، سواء تعلق الأمر بدراستها لمسجد تنس، وتتعمد القول أن هندسته رومانية، أو المشاريع المتعلقة بالبنايات القديمة، وتتعمد الدراسات الفرنسية ذلك، لتظهر أن الجزائر قبل الاحتلال الفرنسي، لم تكن ذات حضارة عربية مميزة، وأنها تبع للحضارة الرومانية، كما تريد أن تظهر ذلك.

• وعنصرية الدراسات الفرنسية ظهرت جليا في التأكيد على أن مسجد تنس بني على أرض بربرية، وتتعمد عدم ذكر أرض عربية، لتثير العنصرية والتفرقة من خلال الدراسات "العلمية".

• وقال الأستاذ نصر الدين داوود من جامعة تلمسان.. إمتاز علماء الشلف ومنهم علماء تنس، بالموسوعية، والمشاركة الفعالة في القضاء والفتوى، والتدريس، وكانوا يمثلون المرجعية العلمية، خاصة العالم الفقيه أبو إسحاق التنسي المطماطي.

• تعجبت الأستاذة بلقاسم ليلى من تسمية أهل الشلف مسجد الشهيد بمسجد السعودية، واعتبرت ذلك إهانة لشهداء الجزائر، وتاريخ الجزائر. واقتربت منها، وأبديت لها إعجابي بما ذكرته من ملاحظة، كنت وما زلت أرددها على المسامع. وأعلمتها أني الوحيد فيما أظن وأعتقد، الذي يطلق لقب المسجد المجاور لمحطة القطار، ولذلك بدأت مقدمتي بذلك.

• وجاء في التوصيات.. تثمين مثل هذه الملتقيات. جمع تراث علماء المنطقة. وضع المخطوطات تحت تصرف الباحثين. تفعيل قيم الحوار والتواصل وإحترام الآخر. تسمية المؤسسات العلمية والثقافية بأعلام المنطقة.

 

معمر حبار

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم