صحيفة المثقف

هل يخرج من معطف المسرح الحسيني شكسبير .. برخت .. أو عادل كاظم؟

الاحتفاء بذكرى واقعة الطف هاجس نبيل سيما أن ذلك الاحتفاء يشكل حجر الأساس في طقوس  ملايين المسلمين .. وأن اختلفت أشكال ذلك الاحتفاء ..

ثمة رؤى متعددة يمكن الأخذ بها أو ببعضها .. والاشتغال عليها في ان واحد ..شرط ان يكون العمل تكامليا..يؤشر للمستقبل ..من هذه الرؤى ...

1- العمل على أنشاء أكاديمية متخصصة بالمسرح..تابعة للروضتين المطهرتين ..تسبقها مرحلة إعدادية يقبل فيها خريجو المتوسطة والإعدادية .. من الجنسين على أن يخضع القبول فيها لشروط فنية عالية وبإشراف أكاديميين كبار ..وكما أن بعض المسارح في العالم متخصصة بالعروض الشكسبيرية ..أو ما قاربها .. يمكن لنا أن نحلم بمسرح حسيني رصين على غرار تلك المسارح ..

2- السعي لان تتضمن مناهج الدراسة النظريات المسرحية المختلفة ..والاطلاع على أصول المسرح ..  بحيث يتاح للطالب الاطلاع على تاريخ الفنون المسرحية ..وتجربة المسرح اليوناني الفخم القديم ..  وتنظيرات وأعمال المسرحي الكبير بريخت ..وتطبيقاته العملية .. ودراسة مسرحياته ..

3- يزود الطالب بدروس في علم التاريخ .. وعلم النفس .. وعلم الاجتماع .. وعلم السياسة .. تسبقها دروس في النحو والصرف وفقه اللغة ..على أن يكون الدرس ممتعا محببا دون تعقيدات مفتعلة ..

4-الاهتمام بالعنصر النسوي بما يتلائم وتقاليد المجتمع العراقي ..

5- الاستفادة من خبرات الأكاديميات المسرحية العالمية ..

6-التعمق في دراسة فن الديكور .. وفن الإضاءة .. والإخراج ..والإدارة ..والاهم .. فن التمثيل ..والاقتباس من الشعائر الحسينية السائدة .. كاستخدام البخور والعطور ..ورش ماء الورد .. والموسيقى التصويرية .. والألحان الجنائزية والإبداع فيها بما يعزز فكرة النهوض .. لا الانكفاء ..

7- العمل على بناء مسرح فخم تقدم فيه العروض الحسينية المتجددة بحيث تقدم شخصيات عاصرت الإمام الحسين أيضا .. مثل سيرة أبي الفضل عليه السلام .. وهاني بن عروة .. وحبيب ومسلم بن عوسجة .. وبرير .. كل له مآثر عظيمة .. تقدم شخصياتهم وفق رؤى معاصرة .. قوامها العمق الفكري ..والعمل على تثبيت مقولة الإمام الصادق عليه السلام رحم الله من أحيا أمرنا .. وإحياء الأمر بمعنى الإبقاء عليه مشعا راهنيا يتساوق وفق أرقى النظريات المعاصرة ويلقى قبولا عند الآخر قبل الموالي ..

8- تكون قضية الحسين بؤرة استقطاب لإعمال مسرحية رصينة أخرى..لإعطاء حيوية للمسرح وتكوين مدارس رصينة تخرج من معطف المسرح الحسيني .. مثلا يمكن في أيام الأعياد والأفراح أن تقدم مسرحية  دائرة الطباشير القوقازية لبرشت .. أو أعمال عادل كاظم الرصينة .. أو بغداد الأزل لقاسم محمد ..

9- يمكن النهوض بمسرح الطفل ... بما يحقق التنوع في إيصال الرؤى النبيلة.. والفكر الحضاري ..

10- على هامش تلك الأعمال يمكن النهوض بالفن التشكيلي.. وإقامة المعارض والفعاليات ..

11- السعي لاغناء الطقوس الجماهيرية بكل ما هو مثمر ومفيد ..

لاشك أن ما ذكرت يبدو حلما طوباويا.. إلا أن علو الهمة .. وصدق النية .. ونبل المقاصد .. وتوفر الإمكانيات يتيح لنا أن نجعل هذا الحلم واقعا يستقطب نقاد العالم ومثقفيه .. وليس ذلك على المخلصين ببعيد...

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1269 الاحد 27/12/2009)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم