صحيفة المثقف

الحكومة العراقيّة ونخلة سمرة بن جندب

كان لسمرة بن جندب نخلة ينحصر طريق الوصول إليها بالمرور ببيت رجل من الأنصار، وبحجّة الاستطراق إلى النخلة كان سمرة يغدو ويروح عليها دون استئذان من ربّ البيت، ولأنّ للبيت حرمته وأسراره طلب الأنصاري من سمرة أن يستأذن حين الدخول ويتحنحن، فتمنّع سمرة كعادته وأبى، فشكاه الأنصاري إلى رسول الله "ص"، فتمنّى عليه النبي أن يستأذن فرفض ذلك أيضاً، عرض عليه عروض مغرية في سبيل القبول بذلك فأبى واستنكر، قال له: سأمنحك نخلة في الجنة فلم يقبل أيضاً، فما كان على الرسول "نفسي له الفداء" إلّا أن خاطب سمرة قائلاً: ما أراك يا سمرة إلّا مضّاراً؛ أذهب يا فلان فاقلعها وأضرب بها وجهه، فلا ضرر ولا ضرار في الإسلام.

أقول لمن أعنيهم: منذ سنوات وأنتم تنصحون وتتمنّون وتتودّدون من ساسة العراق خيراً دون فائدة تُذكر، ومنذ شهور وأنتم تذكّرونهم بعهد عليّ إلى مالك الأشتر ولا جدوى، قرّرتم أخيراً أن تشكوهم إلى الله ولا اعتقد إن الله سيغفل الخيارات الأخرى الممكنة التي بأيدكم...، ألم يئن الأوان لتأمروا الشعب باقتلاعهم كما أمر الرسولُ الأنصاريَّ بذلك؟! هل كانت حرمة بيت الأنصاري أهمّ من دماء العراقيين وأعراضهم وأموالهم؟! أ لم تُثبتوا في كتبكم الفقهيّة إن مثل هذا النوع من الولاية لا يختصّ بالنبيّ وأهل بيته "ع"، بل هو ثابت للفقيه المتصدّي للشأن العام والذي له مقبوليّة بين المؤمنين أمثالكم؟!

أجل؛ حينما يتحوّل الفقه الشيعي إلى نصوص جامدة تجثو على صدرها العناوين الثانويّة؛ وأدوات الفقيه الاحتياطيّة؛ والمواضيع المنقّحة من المقرّبين، فلا عتب ولا ملامة.

 

ميثاق العسر

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم