صحيفة المثقف

اختراع بريطاني جديد وقصة خيال علمي من تأليفي

qusay askarفي عام ٢٠١١ نشرت قصة  ضمن مجموعتي "روايات وقصص من الخيال العلمي" فكرتها تدور حول ثني الضوء وتسليطه على النائم  اي حرفه عن مساره لنحصل على نبؤات في المستقبل، وقبل يومين نشرت القنوات الانكليزية خبرا علميا مهما كررته بعدها بعض القنوات العربية ومنها قناة الجزيرة، الخبر مفاده ان العلماء الإنكليز تمكنوا من اختراع جديد يستطيع او يتمكن من ثني الضوء bend حول جسم الشخص فيختفي عن الاعين .انها طاقية الاخفاء الجديدة وقد أظهر بعض العلماء للإعلاميين  ذلك الجهاز الذي يسلط الضوء على الجسم ليثنيه او يحنيه وهو اختراع علمي خطير تتبعه وفق رأي المحللين البريطانيين تبعات اخلاقية ففي هذه الحالة  يصبح  الشخص قادرًا على الدخول في كل بيت وغرفة وفي كل مكان حيث يمكن ان يسرق او يقتل وهناك من يتجسس وفي الحروب يزحف جنود من غير ان يراهم عدوهم. لقد أعادني الخبر لا الى فكرة قصتي فحسب بل الى مجمل أفكار من واقعنا العربي اذ اضحت فكرة قصتي اسهل بكثير من الاختراع الجديد وأول ما خطر بذهني طاقية الاخفاء كنّا نضحك ونعدها خرافة وإذا بالإنكليز يقولون لا انها حقيقة وهي في مختبراتنا تمر بتجربة أولى، وهناك فكرة اخرى تمثلت لي في الفكر الشيعي، الشيعة يقولون ان من علامات ظهور الامام المهدي "ع" انه يمكن ان يقف في الشمس فلا يبدو له ظل، هذه الفكرة حققها العلماء الإنكليز بصورة واقعية، فهناك الكثير من الأفكار بدت في وقتها من المحال لكنها أصبحت فيما بعد حقائق علمية والسؤال الذي شغل ذهني هو ما دمنا نحن اصحاب هذه الأفكار فلم اذن لم نستطع ان  ننجزها او نحققها في الواقع الملموس؟

هل مجرد ما نكتبه احلام او أصبحنا اصحاب فرضيات نقدمها للغرب لكي يقوم بايجاد ارضية واقعية لها؟

انا شخصيا حين كتبت فكرة ثني الضوء بقصة لم يبد لي محالا ان يتحقق ما فكرت به لكن لم تكن لدي الشجاعة الكافية والامل في ان اطبق عمليا ما فكرت به، وعندما ورثنا عن ديننا ومجتمعنا ان الامام المهدي"ع" يُرينا معجزة حين يظهر وهي وقوفه في الشمس من غير ظل هل فكرنا لماذا نجح الإنكليز في تحقيق هذه الفكرة؟ ربما يكون السر في اننا ناخذ الجانب الجمالي من الفكرة كما في طاقية الاخفاء والجانب الروحي كما في علامات الظهور ونغفل الجانب الواقعي وبذلك يكون فهمنا ناقصا تماما .

لا اعرف انها مجرد فكرة لقصة كان للمثقف السبق في نشرها ونشر حوار عنها ثم فجاة وجدنا ان العلماء الإنكليز كان يعملون بجهد من اجل تحقيقها وجعلها واقعا لا غرابة فيه من دون ان ندري.

 

قُصي الشيخ عسكر

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم