صحيفة المثقف

زمن من زجاج

MM80هكذا انهال عليهم

فائض الخوف، يبحثُ عن أمانْ..

 


 

زمن من زجاج ..!!/ جودت العاني

 

قلوبٌ هفتْ

مثل آنية الزهور أريجها

نبعٌ يسامرُ وآهنات القلبِ

في نعشِ السبات..

ترنو وكأنها تبدو

أراها، في موطن الصحو تشكو،

صامتات الريح في ضفةِ الفراتْ..

* *

هي نسمةٌ جاءتْ تعانق ثغرها

في كلِ محتكمٍ

يقتاتُ رجع العائدات النازفات،

وما تهدج من تراتيل العراة..

* *

هي صرخة حرى، فجرت صوتًا تيبسَ

في حناجرهم وساد

ثم عادَ الظامئون الجائعون كأنهم قدر الحياة..!!

وجموع السائرين العازمين تهزهم ريحٌ تشاكسُ

عندما شاءتْ وشاءَ الظالمون

وأشباه السراة ..

* *

هي صرخة خجل، تهادتْ، تكشف الهمَ

والغمَ وويلات الوباء ..

هي هكذا جاءتْ، عندَ مفترقِ الدرب تدوي

وفي القيظ، وفي برد الشتاء ..

عندها، راحت تجاري الواقع المأزوم

وأكوام المزابل والمهازل

والدماء الجاريات على الرصيف..

* *

ما كل هذا الجهل الطافح في رحم الولادة..؟

ما كل هذا الطفح الجلدي يسري

في عروق الوافدين المدمنين على البلادة..

والصمت يفضح حاله فوق الوساده..؟!

لكنْ، "كيف يمكن أن يخون الخائنون،

وكيف يخون إنسان بلاده"..؟

كل هذا، لم يكن وجعًا شفيف..

* *

تلك أحجية جوفاء تحتل المقامات،

التي راحت تحابي همسات الريح

من خلف الطواحين، غدت تقتات

ما استبقى من البلوى وأكداس النفايات

أراها، أخذت تعلو وتعلو كل مستور

له باب وشباك ونار ورغيف..

* *

هكذا انهال عليهم

فائض الخوف، يبحثُ عن أمانْ..

منْ يفرزالقمح، في الحقلِ

وأكوام الزؤان؟

هل يجاري لعنات بتنَ عرايا في لآ مكان..؟

ربما يصغي طويلاً لثغاءٍ أو مواءٍ

ثم يعدو كشريدٍ ويلوذ بالفرار؟!

كيف يمكنْ، لفقيرٍ يحتمي

من لسعة البرد ومن قيظ النهار..؟

هل يرى نفسه نمرًا يأكل العشب

ويخشى رجعة الظلماء في جوف القفار..؟

يا لهذا الهم والريح غدت

تكنس الأوساخ من درب

التلاميذ الصغار..

أي عار..

كومة الأزبال والأنقاض

والبشر اللعين،

يقضم الزمن المعفر بالرهانات الكبار..

ويسيح القيح من جهة الجوار..؟!

هل يرون الناس تعتاش في قنً دجاج..

ترسم الأحلام وهمًا لزمانٍ

باتَ لوحًا من زجاج..؟!

 

Canarck

2016/05/20

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم