صحيفة المثقف

بندقية تقاتل وخطاب يفكك بيئة الارهاب

aziz alibrahimiالموازين اضحت مقلوبة في عراق ما بعد 2003، فالعاطفة اخذت موقع الحكمة، والبغضاء حل بدلا للنصح، فكان نتيجة ذلك الخطاب العاطفي، الذي يسفه احلام الناس، ويسرق وعيهم، ويديم من مأساتهم، ولم يقتصر هذا الخطاب على المتخاصمين من الطبقة السياسية، بل امتد للمثقفين واصحاب الاقلام الذين يقع على تجردهم وموضوعيتهم حماية وعي الامة وفاعليتها.

تحقيق النصر في الحروب بحاجة الى عزل العدو وتضييق دائرة اصدقائه ومسانديه، بقدر احتياجه الى العدة والعتاد، ولا يكون ذلك الا بخطاب معتدل، يتضمن رسائل التطمين للاطراف ذات العلاقة، وفي منطق الدول فان للحراك السياسي وطبيعة الخطاب المنتهج ابلغ الاثر في تحقيق النصر، وتقليل الدماء المراقة.

هجمة هي على الوعي والمنطق اقرب منها على شخص السيد عمار الحكيم، تلك التي يقودها كثير من بسطاء الناس وجملة من اصحاب الاقلام المأجورة، على اثر تصريحاته الاخيرة بصدد الفلوجة، بعد زيارته لقطعات المجاهدين المستبسلين من اجل تحرير هذه المدينة من هيمنة الدواعش، الذين حلت لعنتهم بهذا البلد بفعل السياسات الخرقاء لحكومة العراق السابقة.

وهنا علينا التحلي بالموضوعية ولو قليلا ونتسأل عن الموقف المثالي لاي قائد سياسي في هذا الظرف الحساس، الذي يمر به البلد؟ أليس هو تجنيد انصاره ومريديه وشحذ همهم من اجل قتال العدو واستئصال شأفته، من جهة، ثم العمل بحكمة من اجل تفكيك البيئة التي يعيش فيها الارهاب، والحرص على تحييد اصدقائه، في الداخل والخارج؟ ألم يقم السيد عمار الحكيم بزج مريديه في سرايا عاشوراء، وسرايا انصار العقيدة، وسرايا الجهاد، ولواء المنتظر، والتي تأسست في اليوم الاول لانطلاق الفتوى المباركة، وخاضت اشرس الحروب مع داعش، وتقف اليوم على اعتاب الفلوجة لتقدم الدماء الزكية من اجل تحرير هذه البقعة التي تقع في قلب العراق؟

نعم كان خطاب السيد الحكيم موجها للشارع السني من اجل طمأنته، وسد الذرائع لمن يتربص الهفوات، لتصوير المعركة بأنها قتال بين السنة والشيعة، وبالتالي ادامة الدعم الدولي لهذه المعركة، وتحييد الدول الاقليمة، التي لا يرضيها تقهقر داعش في العراق، ومن الطبيعي فأن لهذا الخطاب ضريبة على الرجل ان يدفعها، وهي عدم الرضى ممن اعتادوا الخطاب الذي يرضيهم لا الذي يقلل دماء المعركة ويعجل من النصر المرتقب.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم