صحيفة المثقف

توضأ!

wedad farhanتوضأ بماء الهور قبل الالتحاق، وقبِّل كحل عيون الصحراء، أوقد شمعة لعودتك فوق هامة الجبال، وأنظر لصقور الوطن في حومة السماء، اقرأ ما شئت واجعل بينهم وبين عدوهم سدا.

أراك في وثبتك منتخيا ب"جرغد" العراق وفوطة بغداد تحزم بها بندقيتك حرزا.

إنها أعراسكم التي ارتديتم الشهادة ثوبا لها تتسابقون بحناء أوردتكم في هودج الإصرار.

موعد انتظرتموه فجاءكم في أيام مباركة، أشهر نصر وعدتم بها، إنه النصر السماوي الذي لن تخذلوه.

غبار المعركة وصهيل الخيول مصحوب بنداءات الانقضاض على كائنات ليس لها في الخلق شبيه. أيها المنتصرون، مع صليل السيوف، أفئدتنا جميعنا تلاصق السماء بدعاء من صميم الايمان بنصركم المجيد.

دموع الفرح يسيل من عيون كردستان أنهرا، يغذي أودية وسهولا ممتدة الى الجنوب.

وعدتم السبايا بمسح دموعهن وحمل صواني الفرح مزدانة ب"شوباش" رصاصكم.

أيها الليوث، طهروا من الرجس بساطيلكم بعدما دعستم بها الأوباش واعتليتم صدور غلهم ووهمهم.

زغاريد البردي وشجر الجوز تعانق القمر، وزقزقة عصافير الصباح ترتل آية الحفظ وتنثر الأشجار زهورها في مسير الأرتال.

أنتم لها وما ترددتم عن تلبية وعدكم، "نصر من الله وفتح قريب". 

يا من فتحتم صدوركم للمنايا، وحملتم في حدقات عيونكم شهداء سبايكر، وضحايا نينوى، وسبايا سنجار، وضحايا  الطائفية في كل قصبة وقرية في عموم الوطن، نقف معكم بكل الجوارح ونهتف للسماء بصمتنا ونناجي دعاء تتفتح له أسارير السماء لنصركم.

لا تعودوا إلا وأن تأتوا بشمسنا الغريبة من سنين، احملوها على أسنة الحراب ترفرف حولها راية العز والكرامة، تحفكم الملائكة من كل حدب وصوب.

 

وداد فرحان- سيدني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم