صحيفة المثقف

المثقف خزين من عطايا أمومة لا صنو لها

mayada aboshanab2 بعد صمت جداول المداد وقطيعة الإبداع طول دهر من التوق والحنين .. صلّى قلبي صلاة استسقاء وجداني فأمطرني القدر بمفاتيح الأبجديّة .. وصلتني بشائر "المثقف"  خلال مشاركتي في مهرجان أدبي في نهاية سنة 2010.. ففتحتُ رتاج مدينة عريقة بعزيمة الغازي الأندلسي...

في غفلة من الألوان التي كانت تستقبل ربيع 2011 ، كانت زيارتي الأولى لأروقة الفكر والثقافة والإبداع في "المثقف" كعودة النطق بعد فقدان معجم الذاكرة ...

تمّ نشر نصوصي الإبداعية الأولى وانتشيت بتفاعل الأدباء مع حرفي الغرير.. وكان أول من صافحت مفرداتهم تجربتي الإبداعية بعمق وموضوعية.. الشاعر المبدع عامر هادي، الشاعر القدير مكي الربيعي، الشاعرة المائزة وفاء عبد الرزاق، الشاعر الكبير سعود الأسدي، الأديب الشامل زاحم جهاد مطر، الشاعر الكبير فائز الحداد، الشاعرة المبدعة فرح دوسكي، الشاعر المبدع جمال عباس الكناني والشاعر المرهف علوان حسين..

في ظلال سقيفة "المثقف" عقدت هدنة مع الصمت وانطلقت لمشاركة الأدباء والتفاعل مع نصوصهم...

كانت مداخلاتي المغايرة.. التي تحاكي النقد الأدبي.. المحفز لرئيس تحرير المثقف الاستاذ ماجد الغرباوي لطلب مشاركتي في متابعة التعليقات حسب النظام السابق.. فرِحت لثقته العالية وبدأت مشاركتي في أسرة التحرير كجندي مجهول يعمل في ساعات ليل استراليا...

وتفتّح في وجداني، لكل كاتب، برعم له لون وايقاع يحاكي أسلوبه وحسّه الفني.. فابتهجت باقتراني بلغتي الجميلة وتواصلي مع أخوة أطالع قلقهم الوجودي وأشاركهم به.. تلك لحظات "تجلي" تخطفني من بين قضبان الغربة...

وبعدها جاء اقتراح الأستاذ ماجد الغرباوي بفتح باب "نص وحوار".. باب منحني صلاحية تشريح النصوص والولوج إلى خفايا روح الكاتب واستنطاق حروفه والكشف عن جماليات نصه بأدوات نقديّة استعيرها من المعرفة والتجربة...

نجاحي في "نص وحوار" ومتابعة التعليقات، استدرجني إلى المشاركة في لجنة تقييم النصوص الأدبية ومن ثم تحريرها ونشرها..

وبعد فترة قصيرة من الإنضمام إلى سرة التحرير، ألفيت نفسي أتناوب على متابعة الصحيفة في ليل استراليا وفي غياب الأستاذ ماجد الغرباوي المتكرر نتيجة خضوعه للعلاج في المشفى..

ايثاره للصرح الثقافي وإصراره على نجاح رسالته متحديًا وضعه الصحي الصعب، كان أعظم دروس الحياة لي في العطاء والتضحية... 

بالإضافة إلى الأجواء الأسرية الحميمية التي يوفرها لنا.. بإرشاداته.. نصائحه.. وإنسانيته، يتبدّد التعب ويتلاشي كسحائب من أثير في فضاء مفعم بدفء الاستقرار والانتماء...

لنشعل عشر شموع للمثقف.. تشعّ أكثر بتكافلنا.. وتضيء عالمنا المختصر على شرفاتها النور .. تمحو الحدود وتتجاهل المحيطات ما بيننا .. تجمعنا بجاذبية المحبة والتسامح .. لنتعاهد على إنقاذ الإنسانية...

لكم جميعاً، كتاب وقراء المثقف، فخري واعتزازي

 

ميّادة أبو شنب

 

للاطلاع على مشاركات ملف:

المثقف 10 سنوات عطاء زاخر

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم