صحيفة المثقف

قصائد ”في البدء كانت الأنثى“ لسعاد الصباح بالفنلندية

haseeb shahadaقليلة هي الأعمال الأدبية العربية الحديثة، التي تُرجمت مباشرة إلى اللغة الفنلندية. من هذه الآثار نعرّج في هذه العُجالة على خمسة، ونولي الأخير، وهو الأحدث، بعض التفصيل (للمزيد يُنظر في: ُTranslating from Arabic into Finnish. Data Collection, analysis and write up by Maria Pakkala, 2011، على الشبكة العنكبوتية).

١) الجزء الأوّل من كتاب ’الأيّام‘، ذي الثلاثة أجزاء، وهي السيرة الذاتية لطه حسين، عميد الأدب العربي (١٨٨٩-١٩٧٣)، ترجمة الأستاذ المرحوم يوسّي تنلي أرو (Jussi Taneli Aro, 1928-1983، ترجم القرآن إلى الفنلندية عام ١٩٥٧)، الذي شغل كرسي الأدب الشرقي في جامعة هلسنكي في السنوات ١٩٦٥-١٩٨٣ (منذ العام ١٩٧٩ أصبح الاسم: لغات سامية، فاللغات السامية وثقافاتها، فدراسات الشرق الأوسط حاليا!، سبحان مبدّل الأحوال). نُشر كتاب الأيام عام ١٩٢٩ (يشمل قرابة الـ ٧٠٠ ص.)، أمّا  الترجمة الفنلندية الجزئية: Päivät، فقد رأت النور بعد تأخير طويل، في هلسنكي عام ١٩٨٢ من قبل دار النشر Librum، (عدد الصفحات ٢٢٢؛ في مكتبة جامعة هلسنكي نسخة من هذه الترجمة).

يبدو أنّ هذه الرواية، كانت أوّل رواية عربية ترجمت إلى الفنلندية. كنت قد تعرّفت على الأستاذ أرو  للمرّة الأولى، في صيف عام ١٩٧٤ في جامعة هلسنكي. إنّها قامة شامخة في الأخلاق السامية والعلم والمعرفة في ميادين كثيرة؛ أجاد العربية بشكل يثير الإعجاب، حديثا وكتابة، بالرغم من أن مجال تخصّصه الأساسي كان الأشوريات، وقلّما زار بلدانا عربية. ما زلت أذكر جيّدًا، كيف تحسّر كصبي يافع، على أنّه لم يحظ بمدرّس، كما هي الحال في المدرسة العربية في حصّة الخطّ، ليمسك بيده و’يجلّسها‘ ويرشده خطوة تلو الأخرى إلى الكتابة العربية الجميلة والواضحة. كما وتتطرقنا ذات يوم، لموضوع سَعة اللغات في مجالات معيّنة، وعَوَزها في مجالات أخرى (نحويا، أنظر مثلًا: إبراهيم السامرائي، من سعة العربية. بيروت: دار الجيل، ط. ١، ١٩٩٤). عندها، أتيت بما يقال في لهجتي الجليلية الكفرساوية بالنسبة لبعض من كل مثل: حزّ بطّيخ/خرّوش/بردقان، راس بصل، سنّ تومه، كوز رمّان/صبر، قرن موز/بامي/لوبي، حبّة بندورة/بردقان/خوخ/زتون الخ. عندها قهقه أرو كعادته معقبًا: وكيف تسمّي: mansikka, mustikka, puolukka,  punainen viinimarja, mustaviinimarja, juolukka, tyrni, lakka, vadelma, mesimarja, karviainen, kataja, tuomi, ahomansikka، عندها دُهشت، وآونتها لم أعرف سوى اسم نوع أو اثنين من هذا الكم من أصناف التوت في فنلندا، برية وجوية؛ ضحكنا سوية وقلنا تووووووت، توت أرضي، توت كذا وكذا. ممّا يجدر ذكره في هذا السياق، أن شقيقي المرحوم سميح، عندما رأى وذاق المُسْتاڤينيمَرْيا ذات يوم قال: هادا عُنّيب، unnēb‘!

الحقّ يُقال إنّ المرحوم يوسّي أرو، أحبّ العربية وأهلها، فأقام علاقاتِ صداقة متينةً، مع نخبة من العرب الذين سكنوا في هلسنكي منذ منتصف ستينات القرن الفائت فصاعدًا، ومارس التحدّث معهم بالعربية. ننوّه بالتالية أسماؤهم: أسامة القادري من العراق، يوسف نجا من لبنان، بشر أحمد مروة وشقيقه سحبان من لبنان، عبد المجيد عرار من سوريا وفاروق أبو شقرا من لبنان. لسبب ما في نفس يعقوب، مثل تلك العلاقة المثمرة للطرف الفنلندي بشكل خاصّ، لم تكتب لها الحياة لاحقًا. [حول أرو أنظر: 

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2005/11/08/30125.html، ومقال الأستاذ هيكي پالڤا على الشبكة العنكبوتية: (Jussi Aro (1928-1983].

 

٢) رواية حنان الشيخ، إنّها لندن يا عزيزي. بيروت: دار الآداب، ط. ١، ٢٠٠١، ط. ٢، ٢٠٠٣. ٤٠٨ ص. ونقلها إلى العربية الأستاذ الحالي لمساق ما يدعى باسم ”العربية والأبحاث الإسلامية“، ياكّو هامين-أنتلا (Jaakko Hämeen-Anttila, Kaukana lontoossa)، وصدرت في Jyväskylä: Gummerus عام ٢٠٠٣؛ ٥٣٩ ص. أمامنا مثل لترجمة قام بها شخص، بناءً على العربية التي  درسها نظريّا فقط، في غضون بضعة أعوام في جامعة هلسنكي، في حين أن قدرته على التحدّث بإحدى عامّياتها التي لا تحصى، أو بالعربية المعيارية الحديثة (MSA) لم تتجلّ قطّ حتى يوم الناس هذا، وبعد حصوله على الأستاذية بعقد ونصف! هذا الوصف، الذي يبدو غريبًا عجيبًا، وكأنّ منبعه من عالم الخيال والأساطير، ينسحب على الكتابة أيضًا. هذا الوضع، يذكّرني بما صرّحت به الكاتبة اللبنانية الشهيرة، إيملي نصر الله (١٩٣١-)، حول مترجمة كتابها ”الإقلاع عكس الزمان“ إلى اللغة الدانمركية عند لقائهما: دُهشتْ بأنّها لا تتكلّم العربية فتحادثتا بالإنكليزية! التمكّن الفعلي من اللغة، أية لغة حيّة شيء، والترجمة منها إلى لغة الأمّ، شيء آخر بالمرّة، وهذا الموضوع يحتاج لبحث لغوي ونفسي معمّق، لا سيّما بالنسبة لمستويات اللغة المختلفة والدلالات الاجتماعية العميقة، التي لا يسبر غورها، من لا يمارس اللغة بمهاراتها الأساسية الثلاث: قراءة، كلام وكتابة؛ ولا أذكر هنا مرحلة التفكير بها، وهي أسمى درجات الرسوخ في اللغة، وهي الملكة اللغوية عند ابن خلدون. لا يخفى على أحد أن هناك إمكانية اعتماد مثل هؤلاء المترجمين أو المستشرقين على ترجمات بلغات معيّنة يجيدونها أكثر من العربية، وعلى وجود أشخاص وراء الكواليس، لا تذكر أسماؤهم ولو بكليمة امتنان في ثنايا المقدّمة، في الغالب الأعمّ.

 

٣) ظل الغيمة للشاعر والأديب والمربّي الفلسطيني حنّا أبو حنا، ط. ١، الناصرة، ١٩٧٧، ط. ٥، بيروت، ٢٠٠١، ط. ٦، الناصرة، ٢٠٠٦، ٢٥٣ ص. هذا هو الجزء الأول من سيرة الكاتب ذات الثلاثة أجزاء (الجزء الثاني: مهر البومة، حيفا: مكتبة كل شيء، ٢٠٠٤، ٢٦٥ ص.، الجزء الثالث: خيمة الرماد. حيفا: مكتبة كل شيء، ط. ١، ٢٠٠٤،  ٢٢٥ ص.). نقل هذا الجزء الأوّل إلى الفنلندية السيد القِسّيس كارلو إرْتياهو (Kaarlo Yrtiaho)، أبو إسكندر، حامل شهادة الماجستير في اللغة العربية وفي علم اللاهوت،  وصدرت الترجمة في هلسنكي عام ٢٠٠٧ تحت عنوان: Pilven varjo, Hanna Abu Hannan omaelämäkerrallisesta teoksesta، ٣١٨ ص. حاز ”ظل الغيمة“ على جائزة فلسطين للسيرة الذاتية سنة ١٩٩٩.

السيّد إرتياهو يهوى العربية ويجيد التكلّم  والكتابة بها على حدّ سواء. زار وعمل في عدّة أقطار عربية كلبنان وليبيا والعراق وفلسطين؛ كما عمل قِسّيسًا في الكنيسة اللوثرية الناطقة بالعربية في هلسنكي، وهو من طلائع المترجمين المحلّفين من العربية إلى الفنلندية في بلد الشمال، منذ العام ١٩٧٣. عالجت أطروحته للماجستير لهجة بيت ساحور. [; http://www.wata.cc/forums/archive/index.php/t-35630.html

http://www.sofiea.net/index.php?option=com_content&view=article&id=1496:2010-08-09-02-49-55&catid=95:articals3&Itemid=45].

 

٤) ساحات زَتونْيا، رواية  للصحفي والكاتب الفلسطيني عودة بشارات، ابن قرية معلول، والساكن في يافة الناصرة الآن، وهي باكورة أعماله. صدرت في حيفا، دار نشر الشجرة، ٢٠٠٧، ٢٣٧ ص. نقلها بشارات نفسه إلى اللغة العبرية، ونقّح الترجمة البروفيسور موشه (موقي) رون، أستاذ الأدب الإنجليزي والآداب المقارنة في الجامعة العبرية، إضافة إلى كونه مترجمًا ومحرّرًا أدبيا. חוּצוֹת זַתוּניא. תל–אביב: עם עובד, 2009, ٢٥٥ص. يكتب السيد بشارات مقالًا أسبوعيا رزينًا، كل يوم اثنين ويُنشر في الصحيفة العبرية اليومية هآرتص (البلاد) ومقالاته مطعّمة بنكهة من التراث العربي.

ترجمت هذه الرواية، التي تعالج موضوع الانتخابات الحمائلية في قرية فلسطينية في الداخل، إلى اللغة الفنلندية، وصدرت في هلسنكي عام ٢٠١٥. قامت بهذه الترجمة آيْنو ڤيسَنِن (Aino Vesanen) الحائزة على شهادة الماجستير في اللغة العربية والأبحاث الإسلامية في جامعة هلسنكي، بإشراف المترجم المذكور أعلاه في رقم ٢. قضت ڤيسَنِن مدّة معيّنة في القاهرة، وتعمل الآن مساعدة في روضة أطفال للسودانيين في مدينتها. Zatunia kadut, Helsinki: into, 2015 وبالعربية: شوارع زتونيا، ٢٤٥ص. يبدو أن هذه الترجمة، حتى الآن، لم تحظ  كمثيلاها السالفة برواج لافت، وما كتب عنها بالفنلندية قليل، وعصارته أن التركيز غائب أحيانا في سرد الرواية، والترجمة الفنلندية مملّة لحدّ ما، وأحيانًا غير صحيحة حتّى، ومسؤولية ذلك تقع على دار النشر أيضا. من سمات هذه الرواية استخدام كلمات وتعابير عامّية يعسر نقلها إلى ثقافة بعيدة كالفنلندية، من تلك يمكن ذكر: قزمة، جاهة الصلح، سياسة لاعنة أبو أبونا، زواج خطيفة، أزعر، ماذا تنفع الماشطة في الشعر العكش، الزعرورة، لا في العير ولا في النفير، إلتم المتعوس على خايب الرجا، المقصوفة، شرّابة خُرج، الحزّة واللزّة، خبط لزق، شلقة، عجقة.  صدرت لبشارات مؤخّرًا روايته الثانية بعنوان ’دنيا‘.

 

٥) في البَدء كانت الأنثى (هذا العنوان يذكّرنا بـ: في البدء كان الكلمة، إنجيل يوحنا ١: ١)، هذا العمل يختلف عمّا سبق. أمامنا سبع وتسعون قصيدة قصيرة  في الديوان المذكور، للشاعرة الكويتية المعروفة، سعاد الصباح، وفي الفنلندية Alussa oli Nainen (في البدء/البداية كانت امرأة/الإمرأة). النصّ العربي مثبت في الجهة اليمنى ومقابله في الجهة اليسرى الترجمة الفنلندية. المحرّر هو الأستاذ اللبناني فاروق أبو شقرا، والمترجمة إلى الفنلندية هي سَري كوسْتولا (Sari Kuustola)، دار عماطور، شارع مانرهيم ٩٦أ ٤، هلسنكي ٢٠٠٦، ٢٧١ ص. الأصل العربي صدر عام ١٩٨٨ في لندن عن شركة رياض الريس للكتب والنشر (ص. ٨ وفي ص. ١١ ذكر ١٩٩٤!). هناك ترجمات: للإنجليزية  بقلم  عبد الواحد لؤلؤة، وللصينية والجورجية، وللسويدية بقلم حائزة الماجستير هيدي يوهنسون (Heidi Johansson). فاروق أبو شقرا أستاذ متقاعد الآن، عمل محاضرًا للغة العربية في جامعة ابنة البلطيق في السنوات ١٩٧٢-٢٠٠١. المترجمة الفنلندية، سَرِي كوسْتولا، تحمل شهادة الماجستير منذ العام ١٩٩٦، في مساق اللغات السامية وثقافاتها، وقد عالجت أطروحتها موضوع: الحوار بين الكنائس الأرثوذكسية في الشرق الأوسط. تعمل منذ العام ١٩٩٧ في مضمار الترجمة، بجانب عملها الرئيسي كمنسقة ترجمة في شركة للترجمة الشفوية. أمضت كوسْتولا مدّة سنة ونصف في سوريا ولبنان وهي ناطقة بالعربية.

ولدت الشيخة سعاد عبد الله المبارك الصباح، في ٢٢ أيار ١٩٤٢ في الكويت، وتتحدّر من عائلة أمير، عاشت في القاهرة وانچلترا، وهي ناشطة في جمعيات حقوق الإنسان ونشر الثقافة العربية، وهي ذات توجّهات قومية. إنّها من مؤسّسي المنظمة العربية لحقوق الإنسان، التي أعلن عن إقامتها في قبرص، ومقرّها في القاهرة. وهي عضوة في مجلس أمناء منتدى الفكر العربي، وجمعية الصحفيين الكويتية، والمجلس الاستشاري الأعلى للتربية، واللجنة العليا لتدعيم التعليم، ورئيسة شرف جمعية بيادر السلام النسائية. هنالك باسمها جائزة أدبية لشعراء شباب، وكتّاب الدراما والقصّة القصيرة، ولها أيضًا دار نشر باسم دار سعاد الصباح افتتحت عام ١٩٨٥. حصلت الصباح على شهادة الماجستير في الاقتصاد مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة القاهرة عام ١٩٧٣، وفي العام ١٩٨١ حصلت على شهادة الدكتوراة من الجامعة البريطانية Surry- Guildford في الاقتصاد والعلوم السياسية. إنّها واحدة من أهم خمس شاعرات عربيات، ص. ٩؛ قسم من قصائدها مغناة؛ تتمتّع بانفتاح واضح على الأديان والثقافات الأخرى؛ أصدرت كتبًا عن اقتصاد الكويت ودول الخليج ودول أخرى؛ في ١٧ أيار ٢٠١٥ مُنحت المرأة الكويتية حقّ الاقتراع (هنا في فنلندا كان ذلك قبل ١٠٠ عام)، وكان لسعاد الصباح دور في تحقيق هذا المطلب.

بدأتْ الشيخة الشاعرة سعاد الصباح في نشر قصائدها العمودية منذ سبعينات القرن المنصرم، وقد اقترن اسمها باسم نزار توفيق قبّاني (١٩٢٣-١٩٩٨)، فهناك تشابه بينهما من حيث الجوّ الشعري والمفردات. وقيل عنها في السويد إنّ شعرها يشبه شعر الشاعرة والباحثة والمترجمة البولندية فيسوافا شيمبورسكا (ًWislawa Szymborska, 1923-2012) التي حصلت على جائزة نوبل للآداب سنة ١٩٩٦.  تتناول قصائد الصباح القصيرة والبسيطة والمباشرة بشكل لافت، العلاقة غير الندّية بين الرجل والمرأة. في شعرها تتردّد مفردات مثل: الرجل الشرقي، سيّدي، القبيلة، غابات، مطر، موسيقى، مقاهٍ، احتجاج، مدن أوروبية، عصافير، عشق، خوف، مطارات، ذراعان، تجوال. ثمة جرأة جلية في المحتوى الرومنسي. يبدو أن زخم شعرها، في الأساس، يكمن فيما تطرح الشاعرة من مواقفَ اجتماعية ونفسية، أكثر منه لغويًّا وفنيًا. قارىء قصائدها قلّما يعثر على مفردات مبتكرة أو صور شعرية أخّاذة. التفنّن في الألفاظ والتعمّق في الشعر نادران. وهناك من قال: ثمة تسطيح فكري وفنّي. 

من مؤلفاتها:

أ) الشعرية: آخر السيوف، ١٩٩٢؛ إليك يا ولدي، ١٩٨٢، ١٩٨٥، ١٩٩٠؛ امرأة بلا سواحل، ١٩٩٤؛ أمنية، ١٩٧٢، ١٩٩٢؛ برقيات عاجلة إلى وطني، ١٩٩٠، ١٩٩٢؛ حوار الورد والبنادق، ١٩٩٠؛ فتافيت امرأة، ١٩٨٦، ١٩٨٩، ١٩٩٢ (ترجمتها للإنجليزية نهاد صليحة)؛ قصائد حب، ١٩٩٢؛ أمنية، ١٩٧١؛ لحظات من عمري، ١٩٦١؛ ومضات باكرة، ١٩٦١.

ب) دراسات ومقالات: الأوبك بين تجارب الماضي وملامح المستقبل، ١٩٨٦؛ السوق النفطي الجديد: السعودية تسترد زمام المبادرة، ١٩٨٦؛ صقر الخليج عبد الله المبارك، ١٩٩٥ (زوجها، حوالي ٧٠٠ ص.)؛ عودة إلى المشاكل المالية والآمال المستقبلية، ١٩٨٥؛ هل تسمحون لي أن أحب وطني، ١٩٩٢. ترجم العديد من كتبها إلى لغات عدة كالإنجليزية والفرنسية والصينية والأكرانية. ولها كتابان في الاقتصاد بالإنجليزية:

Development Planning in an Oil Economy and the Role of the Woman: The Case of Kuwait. London: Eastlords Pub., 1983.

Kuwait: Anatomy of a Crisis Economy. London: Eastlords Pub., 1983.

 

النصّ العربي للديوان قيد العرض والمراجعة مشكّل جزئيّا. وفيما يلي عيّنة مما رصدت عيناي من ملاحظات لغوية في خلال المطالعة؛ الصغيرهْ ص. ١٣؛ نقطتان بدلا من واحدة في آخر السطر تردان كثيرا في الكتاب؛ في أسفل صفحات الترجمة تجد أحيانًا شرحًا قصيرًا للفظة معيّنة مثل شهريار ص. ١٤ وقريش وكليب، ص. ٤٦ ولكن في ص. ٢٠٨ بقيت الألفاظ: قيس ابن الملوّح وجميل بثينة والعذري، بدون شرح، القارىء الفنلندي العادي، لا يعرف أي شيء عنها، وكان من الأفضل استخدام الحبّ الأفلاطوني في الترجمة ؛ والأمر ذاته ينسحب على عبارة ”حي الباطنية“ في القاهرة حيث تجّار المخدّرات، ص. ٢٢٩؛ التنوين على الألف، هكذا: خلطاً ساذجاً، عطراً فرنسياً ص. ١٧، ١٩، عاماً، ص. ٢٦٧؛ كلْمةٌ، ؟. ص. ٤٣؛ صليي بدلا من صليبي، ص. ٤٩؛ إسْماً بدلا من اسمًا، ص. ٥١؛  تمارسُ عنَّ القتل والمطلوب فنَّ، ص. ٥٥؛ الهاويّهْ، ص. ٦١؛ عندكَ إسْمٌ آخرٌ، ص. ٦٣؛ تكرِج على صدركْ، ٩٣؛ )أُحبُّكْ.(.، ص. ١٠٧؛ العنوان: ’فضول‘ يتكرّر مرّتين، ١٤٧،  ١٧٩؛ )زواج فيغارو.(.، ١٧٣؛ رحلتْ الحضارةُ، ص. ٢٠٥؛ سحبت نقطة من دمي، ٢٣٧؛ أنظر ترجمة: مياه عينيك الصافيتين ص. ٢٤٥-٢٤٤ حيث يعود الصفاء إلى المياه.

السيّدة كوسْتولا وُفّقت بشكل عامّ في نقل مضمون القصائد بدقّة وبلغة فنلندية واضحة، مثلها مثل لغة الأصل التي تخلو من أيّة تعقيدات لغوية أو صور شعرية مبتكرة، كما نوّهت. في اللغة الفنلندية لا وجود لأل التعريف وحروف المعاني شبة منعدمة، إذ فيها خمس عشرة صيغة إعراب تعبّر بعضها عن ذلك، ولا فرق بين صيغة المذكّر والمؤنّث. في بعض الأحيان، يبدو أن  المترجمة قد ابتعدت لحدّ ما عن فحوى النصّ الأصلي وغّيرت فيه ليتلائم وروح اللغة المنقول إليها وثقافتها: مثلا: الثرثرة غير النميمة ص. ٢٥؛ أتحمّص ومقابلها تتشمّس/تتسمرّ/تأخذ شمس، ص. ٢٧ أتثنّى كالملكات ترجمتا والمشي حول نفسي كالملكة، ص. ٢٩؛ الأزياء ليست بالضرورة ملابس المساء، ص. ٣١؛ القمع ليس بالضبط إخضاعًا، ص. ٣٥؛ اخترتُ نُقلت أردتُ، ص. ٤١؛ القميص غير البلوزة، ص. ٤٥؛ تضيق عليّ غير محدود جدا، ص. ٤٥؛ علم الغيوب يختلف عن علوم سرية، ص. ٤٧؛ نبشتُ غير تصفّحت، ص. ٥٠؛ تنفر غير تهرب، ص. ٥٧؛ الثغر والهاوية غير الشفة والفجوة، ص. ٦١، ٢٢١؛ أفكّر غير أخطّط، ص. ٦٥؛ في الهواء الطلق غير في الهواء، ص. ٧٣؛ عندما يحينُ موعدي مَعَكْ غير عندما ألقاك، ص. ٨٥؛ الشقاوة شيء والعصيان أو عدم الطاعة شيء آخر، ص. ٩١؛ قطرة عرق تكرج على الصدر تختلف عن قطرة عرق تقطر، ص. ٩٣؛ عرفتُ غير فهمتُ، ص. ٩٩؛ تتدخل من جهة وتأتي من جهة أخرى، ص. ١٠١؛ رائحة في العربية حيادية، قد تكون زكية وقد تكون كريهة، وذلك وفق السياق، أمّا اللفظة tuoksu الفنلندية فهي دائمًا إيجابية، زكيّة، ص. ١٠٥، ص. ١٨٧، ٢١٧؛ أتسكّع بالعربية وأسير بدون هدف في الفنلندية، نفس المدلول ولكن شتّان ما بينهما من حيث الصورة الشعرية التي تنبعث من اللفظة، ص. ١٠٧؛  أتغرغر من جهة وأهدل/وأجزل/أسقسق/أفتن في الناحية الأخرى، ص. ١٠٧؛ فأنا … وأنتْ … ومقابلها: أنتَِ وأنا، كما في الثقافة الغربية، ص. ١٠٩؛ يخترع في العربية ويخلق في الفنلندية، ص. ١١٣؛ ضارّة ومقابلها سيّء(ة)، ص. ١١٥؛ وهميَّهْ ومقابلها قاتمة، ص. ١١٩؛ رجال الأمن غير فاحصي جوازات السفر، ص. ١٢٧؛ السفر غير الرحلة، ص. ١٣٣؛ أدخلني وإزاءها أقدتني، ص. ١٣٩؛ الدانةُ الأغلى أي حبّة لؤلؤ كبيرة ترجمت: أثمن لؤلؤة، ص. ١٤١؛ بلادي غير منطقتي، ص. ١٤١؛ لا أتصوّر ومقابلها: لا أستطيع أن أتصوّر، ص. ١٤٥؛ الفضول ليس بالضبط حبّ الاستطلاع، ص. ١٤٧؛ نكتشف وإزاءها ندرك، ص. ١٥١؛ منبرا للخطابة ومقابلها كرسي الوعظ، ١٦٣؛ قبل أن أعرفَكْ وإزاءها قبل أن التقيتك، ص. ١٨١؛ تترك وإزاءها تطير، ص. ١٩٨؛ وأعيدُ النظرَ في هذه الفوضى وفي الفنلندية: أتمكن من تنظيم الفوضى، ص. ٢١٧؛  أقولُ بالفم الملآنِ (لو كان مستعمل هذه العبارة من فلسطينيي ١٩٤٨ لتبادر فورًا إلى ذهن القارىء المثقّف تأثير العبرية، בפה מלא) وإزاءها أصرخ بأقوى ما يمكنني، ٢٢٩، ولكن المعنى في العربية: بصراحة تامّة؛ تتناول ومقابلها تتمتع، ص. ٢٣٥؛ للفظة ”تحليل“ معنيان رئيسيان وهذا لم ينعكس في الترجمة بل اختيرت اللفظة غير المقصودة في القصيدة، ص. ٢٣٧؛ خِفْتُ ومقابلها لم أجرؤ، ص. ٢٤٣، ٢٥١؛ فتفضحني لم توفق الترجمة، ص. ٢٤٧؛ المأثورة غير التقليدية، ص. ٢٥٣؛ كتاب ومقابلها قصص، ص. ٢٦٣؛ جحافل مقابل جيوش، ص. ٢٧١.

قضيت وقتا لا بأس به في قراءة الأصل العربي ومقارنته بالترجمة الفنلندية، واستفدت من ذلك. من نافلة القول، إنّ الأصل عامّة يفقد شيئًا ما من روحه ورونقه عبر الترجمة (يقال: المترجم خائن بالإيطالية: il traduttore è un traditore)، بالرغم من مهارة المترجم، وفي حالات نادرة تفوق الترجمة الأصلَ رونقًا وإبداعا. مدى هذا الفقدان يتوقّف بالأساس على مهارة المترجم ودرجة تمكّنه من اللغتين، أو قل بالثقافتين، ونقل الشعر بالطبع أعسر من غيره من الألوان الأدبية الأخرى، ويبدو أنّه لا مناص من شاعر يقوم  بالترجمة. هذه الأعمال الأدبية العربية الحديثة، وغيرها التي لم تذكر هنا، بحاجة إلى تقييم شامل وعميق في دراسة منفردة، أطروحة دكتوراة مثلا تعتمد على عيّنة من هذه الترجمات. لا ريب في أن هناك بونًا بين الذائقة الأدبية لدى العرب عامّة وتلك لدى الفنلنديين عامّة. الجزء الأول من سيرة طه حسين صدرت بعد تأخر طويل، إلى أن عُثر على ناشر، ويظهر أن الترجمة الفنلندية  للجزء الثاني من السيرة، كان جاهزا، إلا أنه لم ير النور.

أحيانا رأت المترجمة أن تحذف من الأصل لفظة ما مثل: عطري الخصوصي في الأصل وفي الترجمة عطري، ص. ١٣١؛ ضوء في ص. ٢١٣؛ سرية، ص. ٢٤٧؛ رسائلها، ص. ٢٦٧؛ حقنتها في دمي، ص. ٢٣١.

نادرًا ما تبتعد المترجمة عن الأصل مثل: ”من هذه الحديقة“ بدلا من ”أشجارها“، ص. ٥؛ أصبحتُ أخاف مقابل أخاف، ص. ١٣٣.

في كل لغة حيّة بعض الألفاظ التي من العسير جدًّا إيجاد بدائل لها (equivalents) في لغات أخرى، لا سيما في هاتين اللغتين المتباعدتين الواحدة عن الأخرى بشكل كبير. في هذه الحالات لا بدّ من الالتفاف واستخدام ألفاظ أخرى مثل: زغاليل حمام في الأصل وفي الترجمة حمام شاب، ص. ٢٣.

 

فيما يلي مثل من هذا الكتاب، الأصل العربي فالترجمة الفنلندية، كما هما، ص. ١٠٧-١٠٦.

 

 

 

لماذا فمي؟ .

 

إذا كنتُ لا أستطيعُ أن أشربَ

القهوةَ معكْ ..

فلماذا وُجدتِ المقاهي ؟ ..

وإذا كنتُ لا أستطيعُ أن أتسكّعَ

معكَ بغير هَدَفْ

فلماذا وُجدتِ الشوارعْ ؟ ..

وإذا كنتُ لا أستطيعُ أن أتغرْغَرَ

باسْمِكَ بلا خوفْ ..

فلماذا كانتِ الُّلغاتْ ؟ ..

وإذا كنتُ لا أستطيعُ أنْ أصرخَ (أُحبُّكْ).

فما جدوى فمي ؟ ..

MIKSI SUUNI ON OLEMASSA?

 

Jos en voi juoda

kahviani sinun kanssasi

miksi kahvilat ovat olemassa?

Jos en voi kuljeksia

kanssasi ilman päämäärää

miksi kadut ovat olemassa?

Josen voi lirkutta

nimeäsi ilman pelkoa

miksi kielet ovat olemassa?

Ja jos en voi huutaa: ‘‘Rakastan sinua’’

mitä hyötyä minun suustani on?

 

ترجمة الترجمة الفنلندية حرفيا تقريبا:

 

لماذا فمي في الوجود

إن لا أستطيع الشرب/أن أشرب

قهوتي معك

لماذا المقاهي في الوجود؟

إن لا أستطيع التجوّا/أن أتجوّل

معك بدون غاية

لماذا الشوارع في الوجود؟

إن لا أستطيع أهدل/أسجع/أتملّق

اسمك بدون خوف

لماذا الللغات في الوجود؟

وإن لا أستطيع الصراخ/أن أصرخ/أصيح: "أحبّك"

ما الفائدة من فمي؟

 

حسيب شحادة - جامعة هلسنكي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم