صحيفة المثقف

الاحتراق أثلج من سعير الاغتصاب!

wedad farhanما بين القضبان الصدئة، وثعابين النار، ثمة صرخة فزع لها ما بين السماء والأرض.

الموت حرقا أثلج على قلوبهن من سعير الاغتصاب في زنزانة الذل.

تسع عشرة زهرة قطفن من بستان العفة،

طنت حول أوراقهن دبابير سود، يرومون امتصاص رحيقهن.

أي رحيق تجده في زهرات كأنهن الرمضاء، اقتلعن من جذور حرياتهن.

دبابير يبحثون عن روح في حجارة لوَّنها الشرف فأصبحت تعجب الزراع.

هناك في استباحة الشرف، ما بين سنجار والموصل،

وضعن أكاليل الزفاف وأبين ألا يحسرن شعورهن للهيب الخلاص.

إنهن الأخت والأم والابنة، والحبيبة، اللواتي امتطين سروج التاريخ

ترفرف بهن أجنحة الخيول، وصهيلها يسابق الاعصار في الوصول الى منصة الشكوى،

والعالم مازال نائما متخما بموائد الفساد، لا تسمع له سوى الشخير الذي لا يرتجى منه كلمة يؤطرها الاعتذار.

أيتها الزهور ارفعي لمقام السماء صيحة، واصرخي بملائكة الرفع أن تنزل لرفع غمة العراق.

أيها الصمت المطبق أما آن لك الرحيل مع العفة المعدومة بين القضبان وأفاعي لهيبك التي فاضت حرارة احراقها على بطون حيات نار الإرهاب.

هكذا هي الزهور لو امتنع رحيقها من الامتصاص، تحال الى لوحة تجتمع فيها أحزان الأرض بكل ألوانه ويتصاعد الدخان، يبث ألمه الى ما وراء السماء.

ومازال العالم متخما، نائما على وسائد النفاق ينتظر الصباح ليصحو كي يغفو.

 

وداد فرحان- سيدني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم