صحيفة المثقف

ليبان وLes ben .. فرنسا استخدمت تقنية "جيفانو" لتشتيت الجزائريين

eljya ayshلقد استعملت فرنسا الخصائص الجسدية لسكان الجزائر بالاعتماد على التصور العلمي الإنتروبولوجي، وتطبيق تقنية "جيفانو"، حيث صنفت هذه التقنية البشر حسب المعطيات الجسدية، للمقارنة بين السكان القاطنين بمرتفعات القبائل والأوراس، والأطلس المغربي وبين القاطنين بوادي ميزاب، فالصنف الأول يتصف برؤوس مستطيلة الشكل، بقامة طويلة، وعيون فاتحة في الغالب، وشعر أشقر أو أصهب، أما الآخرون فرءوسهم قصيرة وكذلك قامتهم، عيونهم سوداء وشعرهم أيضا أسود، كما أن وجوههم عريضة ويميلون إلى السمنة، وكما جاء في أبحاث بارثلون bertholon وشانتر chanter، صنفت فرنسا البربر وقسمتهم إلى نماذج: النموذج الأول له قامة قصيرة، مستطيل الرأس، ذو شعر أسود وبشرة حمراء داكنة، وهو نموذج (إيليز كولينيون ellez de collignon )، النموذج الثاني له قامة قصيرة، قصير الرأس، له أنف رجل العصر الحجري، ذو بشرة تميل إلى الصفرة، عيون وشعر داكن (نموذج جربة كولينيون Djerba de collignon)، أما النموذج الثالث فله قامة طويلة، مستطيل الرأس، له أنف رجل العصر الحجري وهو النموذج العريق بما أنه أشقر، ذو بشرة بيضاء وعيون فاتحة.

ولم تكتف بهذا فقط بل خلقت ما يسمى بالصراع العربي الأمازيغي، بحيث أضافت حالة الميزابيين إلى التباين البربريوميزت الخصائص الجسدية بينهم وبين النماذج البربرية المعروفة في المناطق الأخرى، واعتبرت طوارق الهقار وأدرار يمثلون نموذجا مختلفا عن جماعة البربر، وحاولت فرنسا مسخ صورة الجزائري، من خلال تشويه "حالته المدنية"، l’état civil وإطلاق أسماء مُشَوَّهَةٌ على العائلات، ولا يسع المجال هنا لذكر أمثلة، من باب احترام الحريات الفردية للأشخاص وعدم التشهير بهم ليس إلاّ، وبعد استحداثها الحالة المدنية، سعت إلى زرع ثقافة التفرقة بين الجزائريين، فوضعت السُلَّم الاجتماعي للعائلات، وتفضيل عائلة عن أخرى، وإن كانت العائلات في الجزائر اللاتي يحمل اسمها الأول حرف (A)، وهم السكان القدامى في الجزائر، بالنظر إلى الانتماء الأمازيغي للجزائريين، فقد عملت فرنسا على حصارهم وتهميشهم، في المقابل عملت على تصنيف العائلات اللاتي يحمل اسمها حرفي بن (Ben) في الدرجة الأولى، ربما يتذكر البعض اتفاقية إكس"ليبان"، التي كانت عبارة عن مباحثات، تمت بين الوفدين الفرنسي والمغربي، ضمت شخصيات في الحكومة الفرنسية وضم الوفد المغربي شخصيات تمثل أحزابا سياسية والحركة الوطنية.

كانت فرنسا تريد من وراء هذه المباحثات تنظيم مؤتمر حوار مغربي مغربي، وكان لها ما خططته، حيث تم ذلك في 22 أوت 1955، وكانت هذه المباحثات وراء استقلال المغرب، حيث لقيت انتقادات زعماء ثوريين ومنهم عبد الكريم خطابي، ومفكرين ومنهم العالم المغربي مهدي المنجرة، لأن فرنسا كانت تسعى عن طريق تونس والمغرب إلى القضاء على الجزائر، ولكن تونس والمغرب وقعتا في الفخ الذي نصبته فرنسا، بوضعهما الاتفاقية حيز التنفيذ، خاصة وأن هذه الاتفاقية كانت سببا في ميلاد ما سُمِّيَ بــ: "القوة الثالثة"، التي استخدمتها فرنسا في الجزائر، من خلال استغلال الموظفين في الإدارة الاستعمارية والمتعاملين مع المصالح الاقتصادية لتركيز قوتها العسكرية في الجزائر وتتفرغ للقضاء عليها، ولكونها من مواليد "وجدة"، فلعل اختيار نورية بن غبريط - كما يقول المراقبون - وتعيينها على رأس قطاع التربية الوطنية من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ضمن التعديل الحكومي في يوم 05 ماي 2014، على إثر الحكومة الجديدة برئاسة عبد المالك سلال، إلا لتنفيذ مخطط فرنسا الاستعماري، وهو ضرب المنظومة التربوية الجزائرية وقلع جذورها الأصيلة، وفرض الثقافة "الغربية"، والدليل دعوتها باحثين من فرنسا واستقطابهم لتأليف المناهج والبرامج التربوية حسب تصريح رئيس اللّجنة الوطنية لشبكة الإعلام للاتحاد الوطني لعمّال التربية والتكوين (الإينباف)، وهو ما يؤكد بأن المدرسة الجزائرية اليوم في خطر، بسبب المشروع التغريبي الذي يطبخ في الخفاء.

 

علجية عيش

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم