صحيفة المثقف

لافروف وضع النقاط على الحروف!!

ali jabaralfatlawiجميع الدول تدعي أنها تحارب الإرهاب، بما في ذلك النظام الوهابي في السعودية منتج فكر التكفير والإرهاب في العالم، إذن من يخلق الإرهاب ومن يدعمه ومن يغطي على جرائمه؟ لماذا هذا الضحك على الذقون؟ إن المستهدف من الإرهاب هي الشعوب ولابد لهذه الشعوب أن تقول كلمتها في المنتج والداعم للإرهاب والمستفيد منه! السعودية خادمة الصهيونية هي من ينتج فكرالتكفيرالإرهابي في العالم، أما أمريكا وإسرائيل المستفيدتان من الإرهاب، فإنهما يصفقان للسعودية لأن التكفير والإرهاب الوهابي هو في خدمة أهدافهما.

 كشف لافروف وزير خارجية روسيا أن أمريكا هي من يحمي بعض المنظمات الإرهابية في سوريا عندما قال: (أن سلوك أمريكا بسوريا يجعله يفكر في أنها ترغب عدم تصفية جماعة (جبهة النصرة ) الارهابية لاستخدامها بعد ذلك للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.)، ونضيف إلى قول لافروف، أن سلوك أمريكا في دعم الإرهاب ليس في سوريا فحسب، بل في العراق والمنطقة والعالم، وليس هذا جديدا على أمريكا، والروس يعرفون ذلك جيدا، ويعرفون كذلك من هو المنتج للإرهاب ومن يدعمه ويموله؟  الشعوب كذلك تعرف أن أمريكا تستخدم الإرهاب المنتَج من فكر الوهابية التكفيري، أداة لتحقيق مشاريعها في المنطقة، فتختار من تريد من منظمات إرهابية لتسويقها في هذه الدولة أو تلك، ووسيلة السعودية لشراء الذمم الدفع بالعملة الصعبة، وإن لم تنجح في ذلك سوقت الإرهاب إلى هذه الدولة أو تلك تحت نظر وموافقة أمريكا، لأن الإرهاب هو في خدمة الأهداف الأمريكية الإسرائيلية، سوقت السعودية ودول الخليج الإرهاب إلى سوريا والعراق لأن أمريكا وإسرائيل تريدان ذلك، وبات هذا الأمر مكشوفا للجميع.

 وتأكيدا لقول لافروف في أن أمريكا راغبة في بقاء جبهة النصرة لتحقيق الأهداف الأمريكية الصهيونية في سوريا، ظهر في الإعلام كردّ على تصريح لافروف، خبر توقيع مذكرة من خمسين موظفا في الخارجية الأمريكة يطالبون بتوجيه ضربات عسكرية للجيش السوري، أي يدعون لتدخل عسكري إمريكي مباشر للهجوم على الجيش السوري دعما لمنظمات الإرهاب، وهذه أمنية إسرائيل، وأمنية السعودية التي صرفت من أجل تحقيقها المليارات من الدولارات ولم تتحقق، وجاءت دعوة هؤلاء الصهاينة الخمسين في الخارجية الأمريكة من أجل الإنتقام من الجيش السوري الذي يتقدم في سحق منظمات الإرهاب، وجاءت انتصارا لجماعات الإرهاب المتخاذلة التي لم تتمكن من تحقيق الأهداف الأمريكية لغاية يومنا هذا، والهدف هو تقسيم سوريا والعراق، لذا نرى السعودية ودول الخليج تتكالب لتحقيق هدف التقسيم لإرضاء إسرائيل.

هذه هي المهزلة الأمريكية عندما تدعي كذبا أنها تحارب الإرهاب، وحتى لو حاربت بعض منظمات الإرهاب فإنها تستثني البعض الآخر، وقد أكد ذلك لافروف، ووضع النقاط على الحروف فانزعجت أمريكا من تصريح لافروف، فهدد كيري وزير خارجية أمريكا روسيا عندما قال:

 (بدأ صبر أمريكا ينفذ في سوريا)، وجاء تهديد كيري هذا بعد قصف الطائرات الروسية لمواقع (جبهة النصرة).

ونحن بدورنا كشعب عراقي متضرر من إرهاب داعش، نقول لأمريكا  وأعوانها  من الحكام، أن داعش لن تنتهي في العراق إلّا بإرادة وجهود وقوة وعزيمة وتلاحم العراقيين الأبطال من الجيش والشرطة وقوى الأمن الأخرى والحشد الشعبي والحشد العشائري، وقد أثبت العراقيون ذلك في الميدان بتحرير الفلوجة من دنس داعش في عمليات بطولية ناجحة، تكللت بإعلان تحرير الفلوجة في (17 / 6 / 2016) بعد أن اختطفت لأكثر من سنتين، فقُطِع رأس الإرهاب في الفلوجة، فألف تحية إلى الأبطال من الجيش والشرطة والحشد الشعبي وجميع الأصناف المشاركة في التحرير، والرحمة والرضوان منه تعالى إلى الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل التحرير، إنّ إنهاء داعش والنصرة وغيرهما من منظمات الإرهاب في العراق وسوريا قبل تطبيق مشروع التقسيم، أمر لا يروق لأمريكا الشيطان الأكبر ولا يعجب الشياطين الصغار، وقد أكد ذلك مدير المخابرات الأمريكية بريان بيكر عندما قال:

(إن القضاء على داعش في العراق وسوريا أمر صعب وبحاجة إلى أمد طويل)، وفي تقديري حتى لو نجح العراقيون والسوريون في القضاء على داعش قبل تحقيق المشروع الأمريكي لتقسيم سوريا والعراق، فإن أمريكا ومعها السعودية ستخلق بدل داعش ماعش او أي عنوان آخر، وهذا أمر يجب أن يحتاط  له العراقيون المخلصون، لأنه يوجد وللأسف بعض العراقيين من يتعاون مع أمريكا لتحقيق مشروعها الشيطاني في التقسيم، لكن الشعب العراقي واعٍ لمثل هذه اللعب الأمريكية الصهيونية، التي تنفّذ بأدوات عربية وإقليمية، إنّ ما ظهر من إدعاءات أمريكية ورغبة للقضاء على داعش في العراق في هذا التوقيت، إنما هو بدوافع إنتخابية، لذا أرى إن لم تُكنَس داعش من العراق قبل موعد الانتخابات الرئاسية الامريكية، ستغيّر أمريكا موقفها لصالح بقاء داعش، أو بقاء أي نشاط إرهابي آخر بأي عنوان كان، لحين تطبيق المشروع الأمريكي لتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات،  لتقرّ عيون إسرائيل، ونفس هذا الحلم هو ما تريده أمريكا وإسرائيل لسوريا، ولهذا السبب جاء العداء الأمريكي السعودي لإيران وحزب الله في لبنان، لأنهما يدعمان جهود بقاء سوريا والعراق دولة واحدة، ويدعمان الشعب الفلسطيني للعودة إلى وطنه.

 الإرهاب في المنطقة هو برعاية السعودية ومحورها من الحكام العرب، إضافة إلى حكومة الإخوان في تركيا بزعامة أردوغان، والإرهاب موظف لخدمة إسرائيل أولا وأمريكا ثانيا، في (15 / 6 / 2016) صرّح هرتسي هليفي رئيس استخبارات إسرائيل أنّ (إسرائيل لا تريد أن ينتهي الوضع في سوريا بهزيمة داعش .. ولا تريد خروج القوى العظمى وأن نبقى مع حزب الله وإيران بقدرات أفضل )

 هذا هو الهاجس الإسرائيلي، وعندما خصّ هليفي داعش بالإسم لا يعني أن داعش فقط هي من تخدم إسرائيل، بل لإنها أصبحت عنوانا عاما للإرهاب، وإلا فإن جميع منظمات الإرهاب هي في خدمة إسرائيل، هذا ما يقوله الواقع وقالته إسرائيل، وإذا قالت إسرائيل قالت أمريكا وقالت السعودية وقطر وبقية الذيول، هذه المعطيات وغيرها تكشف لماذا الإندفاع السعودي الشديد وغيرالطبيعي ضد حزب الله في لبنان وضد إيران؟ بات مكشوفا أن الإرهاب في العراق وسوريا والمنطقة موظف لخدمة الكيان الصهيوني، وأصبح واضحا أن هدف الإرهاب بكل مسمياته بعد العراق وسوريا هو إيران، ومؤشرات ذلك واضحة من تصرفات السعودية مع إيران، فإيران عندما تدعم العراق وسوريا ولبنان ضد الإرهاب، إنما تدافع أيضا عن نفسها، فهي الهدف التالي للإرهاب بعد العراق وسوريا، ومؤشرات ذلك بدأت من الآن، إذ نسمع بين فترة وأخرى القبض أو قتل عصابة إرهابية دخلت إيران عبر حدودها الشمالية أوالغربية، لقد عرف الجميع أن السعودية هي الداعم الأقوى للإرهاب في المنطقة، فالإرهاب هو مخلب أمريكا لتفتيت دول المنطقة وإضعافها خدمة لإسرائيل خاصة تفتيت العراق وسوريا، اللتان تعدهما أمريكا وإسرائيل الأقرب إلى إيران، سيما وأن إسرائيل تعد إيران العدو الأول لها، كذلك السعودية تحمل نفس هذا الشعور إرضاءً وخدمة لإسرائيل، قال عاموس جلعاد رئيس الهيئة الأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية في مؤتمر (هرتسيليا 16) الأخير:

 (إن التهديد الأكبر على إسرائيل كان ولا يزال إيران.)، وهذا المؤتمر يعقد في كل عام في إسرائيل، لتطبيع العلاقات العربية معها، وقد حضره عدد من العرب منهم السفير المصري والأردني في إسرائيل، إضافة إلى عضو منظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، وممثل عن الجيش السوري الحرّ عصام زيتون، وسلمان الشيخ من قطر، وهناك شخصيات عربية أخرى حاضرة بعضها كُشفِت والأخرى معتم عليها، انكشف الغطاء وعرفت الشعوب إن ذيول إمريكا من الحكام في المنطقة يدعمون الإرهاب خدمة لها ولإسرائيل، ودخل معهم على الخط  بعض السياسيين العراقيين التابعين للمحور الصهيوني السعودي التركي الأردوغاني القطري، إذ صفقوا لمشروع تقسيم العراق، ومعهم على الخط وبشكل أقوى مسعود البرزاني، فقد صرح نجله مسرور في وقت متزامن مع تصريح هليفي وجلعاد، (إن العراق ما بعد داعش يقسّم إلى ثلاث دول كردية وسنية وشيعية، ولكل دولة عاصمتها.) ونقول للبرزاني وكل من يسعى لتقسيم العراق، أحلامكم هذه أحلام العصافير، فللعراق شعب يحميه ويحافظ على وحدته، ويبذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس.

لقد توضحت الصورة للشعب العراقي ولشعوب المنطقة خاصة الشعوب المستهدفة في هذه المرحلة، أن منظمات الإرهاب بكل عناوينها هي لعب تحركها أمريكا وإسرائيل لتحقيق غايات معروفة، ومخالب التحريك والدعم المالي واللوجستي السعودي وبقية المخالب غير خافية على أحد، وأصبح واضحا أن هذه المنظمات بكافة تشكيلاتها تتغذى من الفكر الوهابي الذي ترعاه السعودية على مستوى العالم، وقد صرح الكثير من المسؤولين في الغرب إضافة إلى أمريكا بهذه الحقيقة، وآخر تصريح كان لمرشحة الحزب الديمقراطي الأمريكي هيلاري كلنتون، إذ أتهمت السعودية وقطر والأمارت بشكل علني في دعم الإرهاب، وقبل كلنتون انتقد الرئيس الأمريكي أوباما السعودية لدعمها للإرهاب، كذلك إنتقدت دول أوربية السعودية في هذا المجال، بناء على هذه المعطيات، على إمريكا وحلفائها الغربيين إن كانوا جادّين فعلا في مكافحة الإرهاب ولا أظن ذلك، عليهم تغيير النظام الوهابي في السعودية، لصالح الشعب السعودي وشعوب المنطقة وشعوب الدول الأخرى، لأن الوهابية التكفيرية هي المنتجة لفكر الإرهاب في العالم.

  

علي جابر الفتلاوي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم