صحيفة المثقف

عذراً.. انه العراق

wedad farhan• أجهل طقوس الصلاة والتسبيح وأجهل النطق عندما تصيبني الدهشة فاتجرد، اسبح في الفضاء هاتفة: سلامات ياوطن، سلامات ياوطن، سلامة جبينك الناصع وسلامة عيونك الذابلة التي اعياها السهر. سلامات ياوطن، سلامة لونك الشاحب الذي يعتصر قلبي ويمزقه.. سلامات من آه قربك وآه وجع بعدك الذي طال فيه السفر.. سلامتك ياعراق، سلاماااات  ياوطن.

• ألوذ بك فيك، اقف بين يديك صارخة بعويل لا مدى لصداه، أتلمس الصوت الكامن في النبض الذي يزلزل حشرجة تتشهد السماء والبحر.

• في اليقظة جرح خيانتك دامي، وفي السبات كانت بيعتك باهظة المنى ورخيصة الثمن.

• ياسادتي ياكرام.. عذراُ انه العراق! هنا في المغترب أم هناك حيث يسكن فينا، نابضا بنا. متعبة بحبه، مهمومة لاجله.. خاشعة امامه، تطاردني اشباح الفضائيات الدامية والمحرضة لزهق أرواح الابرياء مرة، واخرى تبكيني بعثرته وهو يتلوى من سهام الاوغاد: قريبهم، بعيدهم وغريبهم.

• ياويلتي من الآت ومن بعد بعد الآت.

• بالامس قبّلت ترابك الذي تلحف نبض السلام، واليوم اشكيك وداع بقيته الفزعين الذين

لا يعرفون اين المصير.

• عصي أنت، كالمستحيل محميا من تربصات الواهمين والدجالين وسحرة القرن الحادي والعشرين، عتيا على العقول المعاقة، المتعفنة الخلايا بتكهنات الخائبين، عصيا محصناً بقلاعك ورافديك متطهراً من دنس الجبناء وحضيض المشعوذين المتهكمين الناهشين عرضك وأرضك.

• ماذا عساي أن افعل وانا بين يديك اتستر بدمعة ساكبة لوعة، خائفة قلقة عليك وعلى ساكنيك. ماذا علي أن افعل وانت تُسرق من كل حدب وصوب، ومعصمي مدمي بسلاسل البعد الغريب؟

• لن تتمكن منك خفافيش الرعب والغدر المدنسة باجندة تمزيق ثوب عفتك لا اليوم ولا في الغد، ومهما طال الزمن وطالت القرون.

• لن يغتالك السحرة والمجانين وهيهات ان يستبيحك ضاربو الودع والافاقين، ومحال ان يقربك الخداعون غربان الليل المتحولون.

• سلامات ياوطن.. ستنهض كالعنقاء، تنفض السبات بصفرة وجوههم الممسوخة وستبقى جبيني الناصع الذي لايعرف الزيف ولا باطل القسم ولا شرعنة اليمين.

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم