صحيفة المثقف

الكتابات الرّمضانية وشعار "أُمَّةٌ تَأكُلُ"

eljya ayshما إن يقبل شهر الصيام حتى تتحرك النساء في التحضير له بأيام لاستقباله، حيث تشرع بعض العائلات  في شراء الأواني الجديدة  وكل ما يلزم المطبخ، وأخريات يقتنين المفروشات لتزيين المنزل، وتحول السوق البيت الثاني عند ربّة البيت التي لا تترك شيئا تراه إلى وتشتريه، مهما كان سعره وبأضعاف الكميات، وكأن أزمة غذائية ستحل في هذا الشهر الكريم الذي تنزل فيه الرحمة والبركة، وتجدها تتفنن في أنواع الأطباق، وقد وجدت بعض العائلات ضالتها بما تخصصه بعض الصحف من صفحات لنشر ما يمكن أن نسميه بـ: "ثقافة البطون"  لإشباع رغبتها في التفنن في صناعة الأكلات ، لدرجة أن حولت المطبخ إلى "معبد" اعتكفت فيه، لتحضير شتى أنواه الأكلات والحلويات، المشكلة أنه عند آذان الإفطار تأكل ما تستطيع معدتها على تخزينه، ثم ما تبقى يذهب إلى "الزبالة"، أي ان نصف ميزانية البيت يذهب إلى القمامات،  إلا من رحم ربي (حتى لا نعمم).

وبدلا من أن تَرْفَعَ هذه العائلات (الملهوفة) شعار: " أمّة تقرأ، أمة تتسامح ، أمّة تستغفر وتتعبّد، وأمّة تتآخى..أو أمّة تصل رحمها، الخ" وهي شعارات تدعو إلى وحدة المسلمين داخل وخارج أوقات الصلاة في البيت وفي المساجد، فقد رفعت بعض العائلات شعار: "أُمَّةٌ تَأكُلُ"، فكان همها إشباع بطنها، ليس هذا الكلام هو دعوة إلى الإضراب عن الطعام، أو إهمال ما للأكل من قيمة غذائية للحفاظ على الصحة، وبالتالي مواجهة أعباء الحياة، لكن أن نجعل من الأكل قاعدة في حياتنا اليومية ونهمل أمورا أخرى هي ضرورية كضرورة الملح في الطعام، نكون قد أخلينا بركن الصوم الحقيقي المبني على القيم السالفة الذكر، ولذا فشهر رمضان ليس شهر يخصص لتزيين المائدة بشتى ألوان الطعام ، بل بالتعبد الحقيقي والتقرب من الله وطلب منه الغفران، وفتح صفحة جديدة بيننا وبينه وربط معه علاقة متينة تقينا عذاب النار.

 

علجية عيش

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم