صحيفة المثقف

الفلوجة الى العناية المركزة

aziz alibrahimiسطر المجاهدون اروع انتصار في ارض الفلوجة فتحررت ببركة دماء الشهداء وانين الجرحى (مَنَ الله عليهم بالشفاء والعافية) فذهبت الى غير رجعة اسطورة معقل الارهاب وشوكته

ولكن اي عملية كبرى يحتاج المريض بعدها الى عناية مركزة والا ذهبت كل الجهود هباءا منثورا ... ولم تحقق تلك الدماء الطاهرة التي اريقت غاياتها !!

فماذا تحتاج الفلوجة بعد ان انتهى الابطال من عمليتهم ؟ هذا السؤال يجب ان يحظى بعناية جميع الساسة والمهتمين بمستقبل الاستقرار في هذه المنطقة الحساسة من جسد الدولة العراقية وربما يتفق الكثير على امور منها:

1- ان تشكل لجنة تشترك فيها وزارة الثقافة وديوان الوقف السني لاختيار ائمة لمساجد الفلوجة يمتازون بخطابهم المعتدل ومذهبهم السني الواضح غير المتأثر بالنزعة الوهابية وان يتفق معهم على منهج ثقافي يستهدف استئصال افكار ومشاعر الحقد التي خلفها الفكر الوهابي في تلك المنطفة طيلة الفترة المنصرمة على ان تسجل كل الخطب والصلوات خصوصا صلوات الجمعة والجماعة وان ترسل الاقراص للجان مختصة في وزارة الثقافة لغرض متابعتها فضلا عن نقل الخطب على قناة العراقية بشكل دوري لسنتين على الاقل.

2- ضرورة ان تقوم قناة العراقية بفتح مكتب فعال يقوم بتسليط الضوء على حياة الناس هناك وثقافتهم وتاريخهم مع عصابة داعش .. هذا الدور ايضا ينبغي ان تقوم به بقية القنوات العراقية وان بدعم وتمويل مباشر من شبكة الاعلام العراقي فلابد ان تعيش الفلوجة ومحيطها من مناطق حزام بغداد في الاضواء بشكل مستمر الى ان يتم محو ثقافة الظلام التي تكاثفت طيلة الفترة السابقة ولا بد من ضرورة تشجيع ودعم منظمات المجتمع المدني الخاصة بنشر ثقافة التعايش والحياة الديمقراطية

3- ضرورة ان يوجد تشريع خاص يمكن الفلوجة ولو بشكل منفرد من اجراء انتخابات لمجلس القضاء باسرع ما يمكن ولابد ان تكون من ضمن الشروط للترشيح عدم المشاركة مع عصابات داعش في الفترة الماضية

4- لابد من انشاء محكمة ينتدب لها قضاة من مناطق مختلفة للنظر في الدعوات التي يقيمها المواطنون في الفلوجة على من آذاهم بمشاركته مع داعش فليس بمقدور الجميع ان ينتقم لنفسة وعرضه فالكثير من دواعش الفلوجة ربما هم من المتنفذين وذوي القدرة

5- لا توجد وسيلة تثبت الامن في اي منطقة الا عندما يشعر المواطنون ان مصالحهم مرتبطة بالامن وهذه الفكرة لها تطبيقات عديدة ربما الدولة اليوم عاجزة او طرحها في هذا الوقت غير مستساغ .. منها انشاء شركة قابضة حكومية تملك المناطق السياحية في الحبانية وبيع قسم كبير من اسهمها وتخصيص جزء منها لبيعها لاهل الفلوجة.

اضافة الى ما سبق لابد من تنشيط جهاز الامن الوطني والاستخبارات لملاحقة المجرمين واصحاب معامل التفخيخ ومن يمتلكون اسرار صناعة العبوات وو

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

 

عزيز الابراهيمي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم