صحيفة المثقف

تعال يا عراق

wedad farhanلم يبق في جسدي جزء ألطمه، ولم يبق في مقلي دمع أذرفه ..  أنا جرح أزلي لا ينضب نزيفه. .

تضامنا في الوطن، تزدادون مكاسبا، ونزداد ذبحا..

لمن أعتذر عن تهنئة العيد ووطني كله يسوده الحزن؟

تعال يا عراق نحمل على الأكتاف ما بقي من صبرنا نزفه الى مثواه الأخير، وعند شواهد السلام نبكي الطيور والعصافير  التي تساقطت بين دخان الانفجار وعصف الحريق.

جنوننا لم يطقنا ولم يتحمل الصبر الذي كان صخورا حملناه تحت لهيب المأساة.

 تائهون على وجوهنا، يهرب الفرج من أزقتنا الممتلئة اختناقا.

زغرودة حزن، هذه هي هستيريا الحيرة ومجهولية القدر.

نلتف على أنفسنا كالدراويش ننتظر صرخات أخرى وصوت انفجار جديد.

مذابح لا تصدأ سكاكين جزاريها ولا تنبس في قلوبهم رأفة يكشرون فرحا لرقصنا كالطيور المذبوحة، ولم يبق منا سوى بقايا إنسان متفحم أو مقطع الأوصال، كاد أن يكون في هودج السعادة بعد بضع ساعات.

يصك أسناننا صوت تسنين السيوف وتنتظر رقابنا الاختيار، فاليوم ذبحنا في الكرادة وأمس في الصدر، وغدا هناك حيث ما يشتهون.

اقتلوا العيد وفجروه، واتركوا صوت الرباب يلتقي الأرض  بحزن الوداع ورحيل الشباب على أبسطة الدخان يكفكفون الدمع من عين السماء.

 

وداد فرحان - سيدني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم