صحيفة المثقف

الفرن البشري..!!/

MM80ودنيا البؤس مشرعة للفرح

ومتخمة بالمشاوير

 


 

الفرن البشري..!!/ جودت العاني

 

(1)

الصراع شديدًا

بين الأقطاب،

وبين الأرهاب

كيف يثبت قدميه في أعلى القمة؟

وقال، أنا مرفوض ومحاصر

وأمامي أحجار العثرة

كيف أزيح العقبات

بتفجيرٍ قاتلْ ..؟!

 

(2)

أفتح كوه في جدارن الأمن

الكوة مفتوحة من قبل

أدخلَ شحنه

في قلب الشاحنة

أرتبَ وضعًا أمثل

لصيد أوفر

ترقب أعياد ما بعد الصوم

والأضواء كانت تتلألأ

ودنيا البؤس مشرعة للفرح

ومتخمة بالمشاوير

 

(3)

أقتربت ساعة الصفر

أنفجر شحنة غاز الفسفور

أندلع جحيم اللهب

وفتحت أبواب جهنم

وباتت دنيا الناس مجرد فرن..

 

(4)

أباد القاتل جمع الناس

وتفحَمَ منهم أعداد

لا تحصيها الأرقام

أحدهم قال: رأيت بعضهم

متلاصقين

لا يدري، هو حبٌ أم رعبْ

تعالت أرواحهم

مع سحب الدخان الأسود

نحو أعالي السماء

رأيتهم متفحمين

وبعضهم متلاصقين

يصعب تفريقهم

وكانَ الفرنُ مخيفًا

أحرق كل شيء

أمتزج كل شيء

اللحم الآدمي

بالسخام وبهدايا العيد..!!

 

(5)

أندلعت النار بعد العصف

العصف، لم يسقط حجرًا

لم يسقط مبنى

لم يسقط متجر

ولم يترك حفرة

ظل الحال على حاله شاخصًا

إلا الفرن..!!

الذي شوى البشر

ولم يشوِ الحجر..!!

 

(6)

من هو القاتل المحترف

من هو المتسلل

من هو المجرم المتسلسل؟

من أين جاء، وكيف؟

المكان معزز ومطوق

كيف دخل وكيف تسلل؟

بأي واسطة دخل

وبأي ترتيبات أخترقْ

كيفَ .. وأكداس السلاح،

وأكداس الكونكريت المسلح

من أعطى الأمر بفتح أبواب جهنم؟

أين اختفى وأين ذهبْ

وقبل ذلك، من أين جاء؟

 

(7)

الفرنُ يتقدْ

حرارته تصهر الحديد

فكيف بلحمِ، وعظام البشر؟

بعضهم كان مفرومًا على الجدران

وبعضهم مقطع الأوصال

وبعضهم متفحم بلا ملامح

وبعضهم متلاصق لحد الرعب

ومتفحمْ

 

(8)

يا الللللللله .. هذه (عيدية)

يقدمها القاتل للناس في عيد الفطر

دعنا مَنْ هُمْ

ومن أين همْ

وكيفَ يفكرون أو يميلون

لقد اختار القاتل أيام الأعياد

واختار مكانًا يتجمع فيه الناس

واختار التوقيت، الذروة

ليحصد أرواح مئات ومئات

هو لا تكفيه العشرات

يتطلع للألآف

يريد مزيدًا من دمٍ

ومزيدًا من تخريب

هو يستهدف أن يحدث شرخًا

بين الناس

ويريد معاودة الأفخاخ

وصنع الأفران

لا يعجبه فرح الناس بأيام العيد..

فتشوا أخوتي عن المستفيد..!!

 

Cinarcik

6 / 07 / 2016

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم