صحيفة المثقف

الرسامة زينب النفزي ضمن "تجليات" بين الوجوه والمشاهد

الفن التشكيلي حين يتقصد الألفة مع  الذات .. ومع الآخرين .. والعالم

فنانة تمضي مع العوالم الللونية بكثير من رومانسية اللحظة وعمق المعاني قولا بالابداع..

هي المرأة والبحر.. وهي..الوجوه الحائرة والمأزومة النسوة ولوحة الألفة بين الرجلين... في لوحاتها ضمن هذا المعرض تسعى الرسامة زينب  النفزي لابراز ذالك الحيز من العواطف والأحاسيس والتواصل حيث عوالم المرأة وما تشكله من حضور اجتماعي وثقافي ومشاهد أخرى للوقوف على ماهو كامن في الوجوه من خطاب يستبطن حالات فيها النفسي والاجتماعي المتوزع بين الحيرة والانتظار ضمن رؤية حرصت فيها الفنانة زينب النفزي على استقراء ما يحدث من خلال التوغل في الوجوه والذهاب عميقا في قراءة علاماتها بين الرجاء والأمل والريبة والتوجس والرفض..و هكذا...هي لحظة أخرى من نشيد الأكوان الضاجة بالحلم.. هي لعبة الحنين والأصيل الكامن في الذات تجاه التوحش وعولمة العناصر والتفاصيل..هي العذوبة تنتقي من الألوان عباراتها الملائمة..كما تبرز في لوحة البدويات  تلك الألفة التي تعنون عددا من أعمال زينب النفزي ضمن حميميتها وانسانيتها التي تنهل من المشاعر ومعاني الشعر الذي تعشقه عشقها للألوان ..أعمال في طياتها أحاسيس وألفة وحميمية ... أعمال نرى من خلالها الرسامة زينب النفزي طفلة طافحة بالألوان وما جاورها من مشاعر تكاد الروح تفتقدها في أيام الناس هذه..

1027-zeinebnefzi

مشاركتها في معرض تجليات تجربة جديدة..المعرض يتواصل بقاعة المعارض الفنية علي القرماسي بالعاصمة وتعرض فيه بعض لوحات الفنانات التشكيليات زينب النفزي وجميلة عكروت وعفاف مولود وسوسن هدريش ..الأعمال المعروضة مختلفة التيمات وتعكس اهتمامات تشكيلية متعددة ولكن الجامع بينها هو هذا البعد التلويني لتجربة الذات في تواصلها مع العالم ..

هذه ملامح تشكيلية لمجموعة تجليات حيث الفن تلك النظرة القريبة البعيدة يطوعها الفنان كما يشتهي وهو في جوهر الحالة الانسانية الباذخة... الفن اذن ضرب من ضروب النظر والقول... والبساطة والعمق... والدهشة بالنهاية.

في هذه التجربة تمضي الفنانة النفزي ضمن خيارها الفني عبر رؤيتها التي تقول بالفن في مواجهة القبح والسقوط والاحباط نحو حياة يتجدد فيها الأمل والفسحة المشرقة  من الألفة والوداعة والمحبة مع الذات والعالم..

 

شمس الدين العوني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم