صحيفة المثقف

علاء هاشم مناف: النظرية الإستطيقية للسينما.. دراسة تحليلية لسينما الحداثة وما بعد الحداثة

إن الحركة التنظرية والنظرية للفن تنطلق من الرؤية الاختلافية للزوايا المتعلّقة برؤية الموضوع المراد مناقشته، ونحن ناقشنا في هذا الكتاب الخصوصية الفعلّية لسينما الدوجما والمحكومة بالإطار المنهجي، هذا من ناحية، اما من الناحية الأخرى فقد ناقشنا المراحل التاريخية لنشوء الحركة السينميّة، وقد إنصب الجهد في تصنيف بعض المدارس التي سبقت سينما الدوجما لان سينما الدوجما هي نتاج لمدارس وحركات سينميّة سبقت هذه المدرسة، وكانت سنّة التطور والتغيير التي تفضي في النهاية، الى دفع الحركة السينميّة إلى أمام لإستشراف تاريخ الفن السابع، بعد ان تم رسم تلك الإحداث السسيولوجية والسيكولوجية وعلاقة ذلك بالقاعدة التحتيّة للإقتصاد التي تقوم ببلورة المرتسم الثقافي والانتقال بعد ذلك الى أحدث الأساليب في الحركة السينميّة ومن أساليب عملية التغييّر على مستوى الفن السابع هي (سينما الدوجما) لقد كان لتاريخ السينما وفق نمطية، ونصيّة الاتجاهات ونظرياته، وعدم إمكانية الحسم في كل مرحلة تاريخية لأن التطوّر والتغيّر هو سمة الحياة، وهذه السمة هي سمة تطوريّة وإجرائية، فالفن السابع هو ليس بحاجة إلى تحديد ماهيته، وأن حدوده التفصيليّة هو أمر تحدده إجراءات التطور، وهذا الأمر لم يفقد قيمته مع المراحل التاريخيّة بل بقيت قيمّة هذه البصمة التاريخية مطبوعة وبشكل واضح، والدليل على ذلك هو ما تحقق من منعطفات إبداعية في السينما، والبعض من هذه الابداعات كان منطلقاً تأسيسياً ساهم في تأسيس إتجاهات ومدارس وحركات سينميّة كانت قد أثرت في اساليب الاخراج على مستوى العالم، وقد أسهمت هذه الاتجاهات في تطور الفن السابع، بعد ان تم استكشاف إمكانات، كانت قد أحدثت قراءة جديدة لعملية الإبداع السينميّ، وكان المتعّين من هذه التطورات، قد توضّح من خلال التطورات الفعلية المرتبطة بالانشطة البنائية للمخرجين وهذه إجابة تقييّم لطبيعة، عدم إمكانية الحسم إلاّ وفق عملية التجريب الترسندالية والقيام بتأسيس زمكانات تحسسّية، تأسس على ضوئها المنحى القيمي التقني للفن السابع .

لقد كان انتشار سينما الدوجما في العالم، وكان صداها واضحاً وعميقاً في شريحة الشباب الواعي من السينمائيين الأوروبيين ورغم كل الاعتراضات على ما حملته سينما الدوجما من مبادئ في شروطها التي تم تثبيتها في ميثاق العفّة وهي عشر نقاط كنا قد ناقشناها في هذه الدراسة وبشكل مستفيض .

نقول رغم ما حملته شروط سينما الدوجما من قواعد ضد الاستطيقيّة التي عرفناها في تاريخ صناعة السينما، وما حملته سينما الدوجما من إشكالية في تاريخ السينما إن الجهود التي عملت على إشاعتها وتطبيقها سينما الدوجما كانت كما يلي :-

1. اعطاء جرعة خفيّة ومحفّزّة لمنطق الخيال، وخلق جانب مهم من عملية الإصرار والتحدي ؟.

2. تشجيع المخرجين على عملية الإبداع الجديدة، وإخضاع بما يتوافق مع الرؤية المدركة للشعور، بأن تلك العمليات من المؤثرات البصرية والضوئية والصوتية والموسيقيّة كانت قد غطّت على منطق الحدث في الرؤية أو السيناريو أو الممثلين .

3. الدوجما هي عمل سينمي ومدرسة سينميّة جديدة تدعو الى عمل سينميّ متحرر من كل القيود التي وضعت كقوانين إستلابية، ودعوة إلى الخروج عن تلك المؤثرات المصطنعة والعودة بالصناعة الفيلمية إلى صدقها وأساسياتها في البحث عن الصدق، وعن اكتشاف منطق القوة في الصناعة التقنية للفيلم لكي يكون أداة تعبيرية عن مشاعر الإنسان الحقيقيّة .

4. الدوجما هي التعبير عن إحساس الإنسان لما بعد الحداثة، والتعبير عن همومه الفكرية، والابتعاد عن التزييف والخديعة والكذب، عن طريق تلك الألاعيب التقنيّة في السينما .

5. إن التوظيف التقني لسينما الدوجما، هو ربط مشاعر المشاهد في أيقونه وبوتقة الأحداث الفيلميّة، والاقتراب من الجودة لصورة ذلك الوسيط الرقمي . من الصورة الفيلميّة للسينما،

أخيراً نقول : لقد كانت الوقفة الثورية لسينما الدوجما التي عبرت فيها عن ذلك التمرد الفكري والتقني، بعد ارتكازها على الارث التاريخي للسينما وتقنياتها الجدلية التاريخية .   

 

الدكتور علاء هاشم مناف

..................

للاطلاع على الكتاب كاملا في مكتبة المثقف

النظرية الإستطيقية للسينما.. دراسة تحليلية لسينما الحداثة وما بعد الحداثة / علاء هاشم مناف

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم