صحيفة المثقف

يوسف الهادي: مجلة المورد التراثية والغزو المغولي للعراق (2)

923-yousifالقسم الثاني من مقالة مجلة المورد التراثية والغزو المغولي للعراق سنة 656هـ/1258م (العدد الأول، سنة 2013م)، التي كتبها الدكتور محمد حسن سهيل والأستاذ محمود محسن داود.

سنة 1979م نشر كاتبُ هذه السطور في مجلة آفاق عربية بحثاً عن أبي حيان التوحيدي، وكنتُ لما أزل في الصف الثاني من دراستي الجامعية؛ وصادف أن الأكاديمي العراقي المعروف الدكتور عبد الأمير الأعسم قد سلَّم للمطبعة كتابه القيِّم أبو حيان التوحيدي في كتاب المقابسات الذي صدرت طبعته الأولى سنة 1980م، فوجدته قد أشار إلى بحثي المذكور بالعبارة التالية: (صادفَ أن اطَّلعتُ ـ وكتابُنا هذا في المطبعة ـ على مقالة ليوسف محمد علي تحت عنوان أبو حيان التوحيدي هل انتحر؟، نُشرت في مجلة آفاق عربية، كانون الأول، 1979، بغداد، السنة 5، العدد 4، ص 114 ـ 120)(1).

 لقد كبر الباحث الأعسم في عيني كثيراً ليس لأنه أشار إلى بحثي المذكور، لكنه أشعرني ـ وأنا الباحث المهتم بالتوحيدي ـ أنه يحترم قرَّاءه الذين كنتُ واحداً منهم، وأنه يقول لقرَّائه: من أجل فائدتكم، لقد بقيتُ أتابع بحثي هذا الذي ستقرأونه إلى اللحظات الأخيرة التي كان يوشك فيها على مغادرة المطبعة. وبذلك أثبتَ أنه كان مخلصاً لبحثه أيَّما إخلاص.

الأمر الثاني حدث عندما التقيت في أحد صباحات الجمعة في مقهى الزهاوي بشارع الرشيد العَلَمَ العراقي النابه في الترجمة والأدب أستاذنا المرحوم الدكتور أكرم فاضل (1918 ـ 1987م)، وكنت ألتقيه مستفيداً منه ومن جمع من رجالات الأدب والصحافة هناك، فذكر لي أنه اشترى نسخة إضافية من مجلة آفاق عربية التي تضمنَّت بحثي عن التوحيدي، وأرسلها إلى الباحث الفرنسي مارك بيرجيه الذي كان قد تقدم إلى السوربون بأطروحته بحث في الشخصية الأخلاقية والعقلانية لأبي حيان التوحيدي، ونوقشت سنة 1974م(2)، وعندما سألته رحمه الله عن السبب في ذلك، قال لي إن بيرجيه كان قد كلَّفه أن يتكرَّم عليه فيبعث إليه بما يتيسَّر له مما يُنشر بالعربية عن أبي حيان التوحيدي. وهنا أيضاً شعرت باحترام لهذا الباحث الذي أتمنى لو يتصدى أحد مترجمينا لترجمة كتابه بغيةَ إثراء دراساتنا عن التوحيدي(3)، فالرجل لم يقنع بما حققه عندما نال شهادة الدكتوراه، بل بقي يتابع بحثه هذا بقراءة ما يستجد بشأنه بعد ذلك.

وإنما عرَّجت على هذين الأمرين لأنني وجدت الأستاذين الفاضلين الدكتور محمد حسن سهيل والأستاذ محمود محسن داود قد حصرا استفادتهما في مقالهما المنشور في مجلة المورد من المصادر والمراجع بما طُبع منها بين السنين الواقعة بين 1907م، السنة التي طبع فيها كتاب تاريخ دول الإسلام لرزق الله منقريوس الصدفي (وليس منقريوش ولا الصوفي كما كتبه هذان الفاضلان ثلاث مرات)  وسنة 1988م التي طَبَعَ فيها سلمان التكريتي (1931 ـ  ) كتابه بغداد مدينة السلام؛ أي أن هذين الأستاذين لم يطِّلعا على أي كتاب أو بحث صدر بعد سنة 1988م، وهذا يعني أن بحث الأستاذين أُصيب بالشلل فانقطع عن متابعة ما نُشر من كتب وبحوث مدةً استمرت طوال 28 عاماً. وما أكثر ما صدر في موضوع بحثهما بعد هذا التاريخ من بحوث وكتب نفيسة يقف في مقدمتها كتاب مختصر تاريخ بغداد في القديم والحديث للباحث العراقي علي ظريف الأعظمي الذي صدرت طبعته الثانية سنة 2005م (كانت طبعته الأولى قد صدرت سنة 1926م)؛ وكتاب الباحث السعودي الدكتور سعد بن محمد حذيفة الغامدي سقوط الدولة العباسية ودَور الشيعة بين الحقيقة والاتهام الصادر سنة 2004م، وكلاهما متوفر في السوق والمكتبات. ولو اطَّلعا على هذين الكتابين فقط لكانا كافيين لأن ينقلا لهما صورة شاملة تجعلهما محيطين بزوايا الموضوع الذي كتبا فيه. كما لم يستندا إلى الكتاب الخطير الذي لا يمكن لأي باحث في التاريخ المغولي أن يهمله، وهو كتاب تلخيص مجمع الآداب لمواطن البغدادي ابن الفوطي الشيباني الحنبلي (642 ـ 723هـ)، الذي كان في بغداد حين اجتاحها المغول ووقع هو وأخوه في أسرهم ومكث أسيراً لديهم ثلاث سنوات.

فأين هذا القصور والتقصير الذي وجدناه في مقالة الأستاذين الفاضلين سهيل وداود، مما شاهدناه من متابعة دقيقة لدى الأكاديميينِ الأعسم وبيرجيه؟

 

أين هو الجديد في مقال الأستاذين الفاضلين؟

923-yousifبصفتي تلميذاً خاض غمار موضوع الغزو المغولي للعراق وغيره وبقيت متابعاً ما ينشر بهذا الشأن من بحوث وكتب، توقعتُ أن أجد شيئاً جديداً أنتفع به فيما كتبه الأستاذان الكريمان سهيل وداود من اقتباس من مخطوطة جديدة أو رأي جديد لأحد الباحثين بهذا الشأن، لكنني  لم أجد إلا نقولاً رُصفت إلى جانب بعضها بغية تكوين موضوع ينتهي منه الكاتبان وكأنهما قد دُفعا إلى ذلك كُرهاً. بل إنَّ بعض نقولِهما اقتُبست من كتب كانت عاراً على مؤلِّفيها سَجيسَ الليالي والأيام مثل كتاب زوال الخلافة العباسية من بغداد على أيدي المغول(4) لمصطفى طه بدر، وكتاب بغداد مدينة السلام وغزو المغول لسلمان التكريتي الذي ألمعنا إلى ما فيه من بؤس في القسم الأول من بحثنا هذا.     

وإنَّ كتاب الدكتور المصري مصطفى طه بدر رسالة نال بها درجة الماجستير من كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول سنة 1939م، وقد أشرف عليها الباحث المعروف الدكتور حسن إبراهيم حسن. وهو كتاب لم يُحْسِن فيه كاتبه حتى فهم النصوص المكتوبة بالعربية، بل إنه لم يُشِر حتى إلى رأي المشرف على رسالته الدكتور حسن إبراهيم حسن في أسباب الغزو المغولي الذي ردَّ فيه على روايات المؤرخين المتأخرين التي أصرَّت على دَوْرٍ خِيانيّ مزعوم لابن العَلْقَميّ في احتلال بغداد، بالقول: (على أن هذه الآراء لا تتفق مع هذه الحقيقة التأريخية وهي أنَّ فتح المغول بغداد كان جزءاً من مشروع سياسي يهدف إلى اتِّساع رقعة إمبراطورية المغول بعد أن تمَّ لهم فتح إمبراطورية الصين الشمالية وأواسط آسيا وإيران وجورجيا والقوقاز والروسيا وبولندا وغيرها. أضف على ذلك أنَّ قَتْلَ المغولِ أهلَ بغداد قد شملَ السُّنِّيين كما شمل الشيعيين الذين نُهبت دُورُهم في الكرخ وهي محلة الشيعة ببغداد...)(5). وقد ناقشنا الدكتور مصطفى طه بدر في كتابنا إعادة كتابة التاريخ (الطبعة الثانية)، 261 ـ 288، وناقشنا أيضاً كتاب السيد سلمان التكريتي (ص 365 ـ 374).

لا يفوتنا أن نشير إلى ما في بحث الأستاذين الفاضلين من أمور أحسنا فيها القول لدى ذكرهما حقائق واضحة مثل قولهما: (إن موقف الخلافة من المغول كان منطوياً على الضعف والتخاذل...)، وقولهما: (بلغت الخلافة ذروة ضعفها في عهد المستعصم بالله الذي وصفه المؤرخون بالغفلة وضعف الرأي وقلة العزم، وكان أخطر ما أقدم عليه الخليفة الجديد هو إهماله الجيش وإمساكه عن الإنفاق على الجند...)، وقولهما: (إن الخلفاء لم يهتموا بالأخطار التي كانت تهدد البلاد سواء من الشرق أم الغرب، على الرغم من أصوات الاستغاثة...).

لكن الطامة الكبرى أنهما ردَّدا ما دأب بعض كتَّاب الدرجة العاشرة ممن لا دراية لهم بالتاريخ على ذكره، مستندين إلى الرواية الشامية/ المصرية الكاذبة التي دُوِّنت بإشراف الشيخ ابن تيمية ومَن أحاط به من مريديه أمثال الذهبي وابن كثير وغيرهما ممن قال السبكي في تأثيره السلبي فيهم: (واعلمْ أن هذه الرفقة ـ أعني المزي والذهبي والبرزالي وكثيراً مِن أتباعهم ـ أضرَّ بهم أبو العباس ابنُ تيمية إضراراً بيِّناً، وحَمَّلَهم على عظائم الأمور أمراً ليس هيِّناً)(6). وإنَّ هذه الرواية لا قيمة لها كما سنرى.

 فلنقرأ قول الأستاذين الفاضلين محمد حسن سهيل ومحمود محسن داود عن عهد المستعصم بالله آخر الخلفاء العباسيين: (فازدادت الفتن في زمانه وازداد التذمر وازداد تدهور الحياة الاقتصادية، وانتشر الغلاء، وسيطر اللصوص والشطَّار والعيَّارون يسرقون أمام الشرطة وصاحبها بالتواطؤ معه؛ والخليفة لا يحاسب صاحب الشرطة ولا الوزير الذي سيطر على جميع أمور البلاد وولاياتها التي انفصلت أو استقلت، والوزير ابن العلقمي يمهِّد للانقلاب، لهذا التدهور والتذمر والافتتان، حتى يسهِّل تمرير المؤامرة لإزالة السيادة العربية وإسقاط الخلافة العباسية) (ص54 من مقالهما). وقد ذكرا أنهما نقلا هذا الكلام من الكاتب المعاصر سلمان التكريتي الذي قلنا إن كتابه يمثِّل أقصى درجات الضعف والبؤس في الكتابة التاريخية، وكان على الأستاذين الفاضلين ـ إنْ كان لهما اطِّلاع ولو إجمالي بالموضوع الذي اختارا الكتابة فيه ـ أنْ يعلما أنَّ ما كتبه السيد التكريتي لا علاقة له إطلاقاً بالبحث العلمي، وأن ما كتبه هو نصوص دعائية لسدِّ الحاجة الإعلامية للحرب العراقية/ الإيرانية التي كان أوارها مشتعلاً، وقودُه أرواح البشر وما تكتبه الأقلام التي آثرت العيش والتنعم على حساب عذابات الآخرين، وكان ينبغي للأستاذين الفاضلين أن يختارا بعناية مصادرهما ومراجعهما بدلَ أن يتناولا أقرب كتاب تقع عليه أنظارهما حتى لو كان كتاباً دعائياً عديم القيمة ككتاب السيد سلمان التكريتي الذي أضرَّ كثيراً ـ فضلاً عن أمور أخرى ـ بمصداقية بحثهما.

وقد ذكرنا في القسم الأول أن الوزير ابن العلقمي هو الذي نبَّه الخليفة على وجود دسيسة لعزله سيقوم بها قائد الجيش الدويدار الصغير، مما أهاج الدويدار وجعل العلاقة بينه وبين ابن العلقمي تزداد توتراً، وهي أمور وردت في كتاب الحوادث، وفصَّلها أيضاً المؤرخ رشيد الدين الهمذاني.

نقلنا في القسم الأول فرية الخيانة التي أُلصقت بالوزير ابن العلقمي التي انطلق قلما الأستاذين سهيل وداود ليعبِّرا عنها بقولهما: (كان الوزير مؤيد الدين بن العلقمي يتصل بالمغول ويدعوهم للقضاء على الخلافة، ويمهِّد الطريق لهم بتسريح الجيوش وكَتْم أنبائهم عن الخليفة والتقليل من شأنهم) (ص 55). وحان الآن وقت الكشف عن الرواية التي تتحدث عن ذلك الاتصال المزعوم بين الوزير وبين المغول:

تقول هذه الرواية إن الوزير ابن العلقمي اتصل بالمغول بعد سنة 654هـ وهي السنة التي أغار فيها جيش الخليفة المستعصم بقيادة الدويدار الصغير وأحد أنجال الخليفة على محلة الكرخ الشيعية بعد أن اتُّهم أهلها بقتل شاب سُنِّيّ بغدادي من أهل محلة قطفتا، حيث ارتكب الجيش العباسي ومعه أفواج من الأوباش والأراذل الفظائع من قتل ونهب واغتصاب وإحراق وتدمير للمتلكات مما ذكره المؤرخون الذين ننقل فيما يلي أقوال بعضهم بهذا الشأن:

يقول مؤلف كتاب الحوادث وهو كتاب موثوق لاستناده إلى المؤرخين البغاددة الذين كانوا ببغداد عند حدوث تلك الوقائع: (ركب الجند إليهم وتبعهم العوام ونهبوا محلة الكَرْخ وأحرقوا عدة مواضع وسبوا كثيراً من النساء والعلويات الخَفِرات وسفكوا الدماء وعملوا كلَّ منكر. وكان الجندُ والعواميتغلَّبون على مَن قد نَهَبَ شيئاً فيأخذونه منه.

 وعظمت الحالُ في ذلك، فخوطب الخليفة في أمرهم، فأمرَ بالكفِّ عنهم ونوديَ بالأمان.

 فدخل جماعة من أهل الكَرْخ إلى منازلهم وقد تخلَّف بها قومٌ من العوام وغيرهم، فقتلوهم. ثم تقدَّمَ الخليفةُ إلى الجند وغيرهم بإحضار ما نهبوه إلى باب النوبي، فأحضروا شيئاً كثيراً، فَرَدَّ على كلِّ مَن قد عُرِفَ مالُه ما وجده، وكان شيئاً لا يُحصى كثرةً. ونُودِيَ بحمل النساء والأسرى إلى دار الرقيق، فحُمِلوا وأُعيدوا إلى أربابهم. ثم حُصِّلَ الذي كانت الفتنةُ بسببه وقُتِلَ، وصُلِبَ قاتلُ القَطُفْتي بباب الكَرْخ)(7).

وقال الأشرف الغساني: (فَتَقَدَّمَ بزجرهم وردعهم، فَهَجَمَ عليهم العامة ونهبوا عدة مواضع من محلَّتهم، وسبوا نساءً، فعظم الأمر)(8).

 وقال المكين جرجس: (إن الخليفة المستعصم بالله أمر بنهب الكَرْخ وجميعه من شيعة علي بن أبي طالب، فنهبهم العوام وأخذوا أموالهم وجميع نعمتهم ونسوانهم وأولادهم، وأباعوا بناتهم)(9).

وقال ابن واصل الشافعي إن فتنة حدثت بين أهل باب البصرة وأهل الكَرْخ: (فشكا أهل باب البصرة ذلك إلى ركن الدين الدواة دار والأمير أبي بكر بن الخليفة، فتقدَّما إلى الجُنْد بنهب الكَرْخ فهجَموا الكَرْخ وقَتَلوا ونهبوا وهجموا على النساء وارتكبوا فيهنَّ العظائم)(10).

 وكرَّر اليونيني الحنبلي كلامه(11)، لكنه أبقى عبارة (ارتكاب العظائم)، وحذف (في النساء).

وقال وَصَّاف الحَضْرة إن (الأمير أبا بكر نجل الخليفة لتعصُّبه وحمايته لأهل السنة والجماعة الذين تجاوزوا حدَّ الاعتدال، أرسل مجموعة من الجنود وأمرهم بنهب محلة الكَرْخ التي يسكنها الشيعة، فأسروا بعض سادات بني هاشم، وأخرجوا من البيوت البنين والبنات في حال فاضح، حفاة عراة حاسرات)(12).

وقال أبو الفداء الشافعي: (فأمرَ أبو بكر ابن الخليفة وركنُ الدين الدوادار العسكرَ فنهبوا الكَرْخ وهتكوا النساءَ وركبوا منهن الفواحش)(13).

ويربط النويري الشافعي بين هذه الاستباحة وما قيل من أن ابن العلقمي غضب لذلك فدعا المغول لغزو العراق ــ وهو أمر نجده لدى غيره من بعض من حاولوا أن يجدوا تفسيراً للغزو المغولي ــ فيقول: (وكان الذي بعث هولاكو على قصد بغداد أن الوزير مؤيد الدين محمد ابن العلقمي كان شيعياً والشيعة يسكنون بالكرخ وهي محلة مشهورة بالجانب الغربي من بغداد، فأحدث أهلها حدَثاً فأمر الخليفة ينهبِهم فنهبهم العَوام، فوجد الوزير لذلك وكاتب هولاكو، وأخذ في التدبير على الخليفة وقطع أرزاق الجند، وأضعفَهم حتى تمكّن التتار من أخذ البلاد)(14).

وقال الذهبي الشافعي: ( قتل أهل الكَرْخ رجلاً من قطفتا، فحمله أهلُه إلى باب النوبي ودخل جماعة إلى الخليفة وعظموا ذلك ونسبوا أهل الكَرْخ إلى كل فساد فأمر بردعهم.

1041-yosef فركب الجند إليهم وتبعهم الغوغاء فنهب الكَرْخ وأحرقت عدة مواضع وسبوا العلويات وقتلوا عِدَّةً، واشتد الخطب ثم أخمدت الفتنة بعد بلاء كبير وصُلِب قاتل الأول)(15).

وأورد ابن شاكر الشافعي(16) خبر الذهبي، وحَذَفَ منه سبيَ النساء.

وأحسَّ ابن كثير الشافعي بفداحة ما ارتكبه الخليفة ونجله وقائد الجيش الدُّوَيْدار الصغير الذين عاقبوا أهالي محلة بأسرهم وقتلوهم وانتهكوا أعراض نسائهم واغتصبوا بناتهم وخطفوهن وباعوهن، على جريمة ارتكبها واحد من سكانها، لذا لم يذكر السبب الحقيقي لبداية الواقعة ثم جعلَها سبباً لاتصال ابن العَلْقَمِيّ بالمغول، فقال:

 (كانت فتنة عظيمة ببغداد بين الرافضة وأهل السنة فنهب الكَرْخ ودور الرافضة حتى دور قرابات الوزير ابن العَلْقَمِيّ وكان ذلك من أقوى الاسباب في ممالأته للتتار)(17).

 وكذلك فعل القلقشندي الشافعي حين قال: (فجرى بينهم وبين أهل السنة فتنة ببغداد فأمر أبو بكر بن الخليفة المستعصم ركن الدين دوادار العسكر ونهبوا الكَرْخ وهتكوا النساء وزادوا فركبوا منهنَّ الفواحش)(18).

 أما السُّبْكيّ الشافعي فلم يذكر مقتل الشاب القطفتي، وقال: (وكان ابن العَلْقَمِيّ معادياً للأمير أبي بكر بن الخليفة وللدويدار لأنهما كانا من أهل السُّنة، ونهبا الكَرْخ ببغداد حين سمعا عن الروافض أنهم تعرَّضوا لأهل السنة، وفَعَلاَ بالروافض أموراً عظيمة)(19).

وقال بدر الدين العيني الحنفي: (وفي تاريخ النويري: وكان سبب ذلك أو وزير الخليفة مؤيد الدين بن العلقمي كان رافضياً، وكان أهل الكرخ روافض فجرت فتنة بين السنة والشيعة ببغداد على جاري عادتهم في السنة الماضية، فأمر أبو بكر ابن الخليفة وركن الدين الدوادار العساكر، فنهبوا الكرخ، وهتكوا النساء وركبوا فيهن الفواحش، فعظم ذلك على الوزير ابن العلقمى، وكاتب التتار وأطمعهم في ملك بغداد)(20).

وكذلك فعل الديار بكري المالكي الذي قال: (في سنة 655 حدثت فتنة مهولة ببغداد بين السنية والرافضة أدَّت إلى نهب عظيم وخراب وقتل عدة من الرافضة، فتنمَّر ابن العَلْقَمِيّ الوزير وجسَّرَ التتار على العراق ليشتفي من السُّنية)(21). وكلامه هذا موجود بنصه لدى الذهبي(22).

 

فِرية اتصال ابن العلقمي بالمغول

وإنما وصفناها بالفرية للسبب التالي:  إنَّ كل مؤرخ حاول الربط بين واقعة استباحة الجيش العباسي للجانب الغربي من بغداد (الكرخ) وبين اتصال الوزير ابن العلقمي المزعوم بالمغول كان كاذباً متعمِّداً ويعلم أنه قد اختلق هذه الرواية اختلاقاً، ذلك أن المغول بقيادة هولاكو كانوا قد تحركوا منذ سنة 650هـ لغزو قلاع الإسماعيلية في إيران ولغزو العراق وبلاد الشام، أي قبل أربع سنوات من حدوث استباحة الجيش العباسي لمحلة الكرخ. ترى مَن الذي كان اتصل بهلاكو آنذاك ودعاه للتحرك بجيشه؟ فهذا مؤلف كتاب الحوادث مثلاً يقول في وقائع سنة 651هـ: (فيها سيَّر منكو خان إلى ما وراء النهر وما والاها، هولاكو قان وأصحبه عدة من أهل بيته وسيَّر معه جيشاً كثيفاً، فسار من قراقرم إليها وأقام بنواحيها إلى أن مَلَكَ العراق والشام)(23).

 بل إن قوات مغولية كانت موجودة في البلدان المجاورة للعراق وفي داخل الأراضي العراقية في هذه السنة (سنة 650هـ) وهي تغير وتقتل وتسبي، يقول ابن كثير: (فيها وصلت التتار إلى الجزيرة وسروج ورأس العين وما والى هذه البلاد ، فقتلوا وسبوا ونهبوا وخربوا فإنا لله وإنا إليه راجعون . ووقعوا بسنجار يسيرون بين حران ورأس العين ، فأخذوا منهم ست مئة حمل سكر ومعمول من الديار المصرية ، وست مئة ألف دينار ، وكان عدة من قتلوا في هذه السنة من أهل الجزيرة نحواً من عشرة آلاف قتيل ، وأسروا من الولدان والنساء ما يقارب ذلك)(24). وفي تلك السنة (650هـ)  (وصلت عساكر المغول إلى أهل الجبال وأوقعوا بالأكراد وغيرهم وقتلوا وأسروا ونهبوا وسبوا)(25) ؛ فهذه غزوات مغولية وقعت في سنتي 650 و 651هـ، ونتساءل بدَورنا: أي خائن اتصل بهم في تلكما السنتين التي سبقت واقعة استباحة الكرخ بأربع سنين وثلاث سنين ودعاهم لمهاجمة تلك المناطق؟

لقد بحثنا هذا بالتفصيل في كتابنا إعادة كتابة التاريخ وذكرنا أن الغزو المغولي كان بأمر من الملك المغولي منكو قاآن شقيق هولاكو الذي أمره بفتح ما لم يُفتح حتى ذلك الحين من بلاد الغرب، كما وجَّه شقيقه الآخر قوبيلاي خان إلى الشرق لفتح باقي بلاد الصين.

أما الكيفية التي يُزعم أن الوزير ابن العلقمي اتصل بها بالمغول فهي طريفة حقاً؛ حيث يقول أهل هذه القصة إن الوزير ابن العلقمي لما كان رافضياً ( أي شيعياً إمامياً اثني عشرياً)، ورأي ما بسكان محلة الكرخ الشيعة من ظلم وانتهاكات، دفعه (حقده) على أهل السَّنَّة إلى طلب الانتقام فـ (كاتَبَ التتارَ وأطمَعهم في البلاد وأرسل إليهم غلامَه وأخاه)(26). وبغية أن لا تُكتشف رسائله التي سيبعث بها إلى المغول قام بحفر رسالتين على جمجمتي أخيه وأحد غلمانهحتى (صار المكتوبُ فيه كلّ حرف كالحفرة في الرأس، ثم تركه عنده حتى طلع شعرُه وأرسله إليهم. وكان مما كتبه على رأسه: إذا قرأتم الكتابَ فاقطعوه. فوصل إليهم فحلقوا رأسَه وقرأوا ما كَتَبَه ثم قطعوا رأسَ الرسول)(27)، أي أن المغول نفَّذوا ما أمرهم به فقتلوا غلامَه وأخاه. وإن هذا يعني أن القلم المستعمل في الحفر على الجمجمتين لم يكن تقليدياً كالريشة أو القصبة التي تُغمس في الحبر ليكتب بها، بل كان آلة معدنية حادة كإزميلِ حديدٍ مثلاً، مما يمكنه الحفر على الجمجمتين حَفْراً، وأن جمجمتي غلام الوزير وأخيه كانتا من نحاس.

ونعتقد أن الأستاذين محمد حسن سهيل ومحمود محسن داود لم يطّلعا على هذه الرواية ـ التي لا يمكن لعاقل أن يركن إليها ـ وأنهما اكتفيا بما قاله السيد سلمان التكريتي فشايعاه على ذلك.

 

المغول يغزون قريباً من بغداد سنة 618هـ

منذ سنة 618هـ، أي عندما كان عمر ابن العلقمي 15 عاماً فقط؛ دأب المغول على مهاجمة المدن والقرى العراقية ومنها القريبة جداً من بغداد، وتواصلت هجماتهم  حتى 655هـ (قبل احتلالهم بغداد بعام واحد)، ففي سنة 618هـ، وصلوا قريباً من بغداد وهم يطاردون السلطان الخوارزمي جلال الدين منكبرني، حيث (وصلت الأخبار بوصول التتر إلى قريب بغداد، وانزعج الخليفة، وأمرَ الناسَ بالقنوت في الصلاة، وحصَّنَ بغداد واستخدمَ العساكر)(28). وقد أغاروا على الري سنة 621هـ، فوضعوا السيف في أهلها، وأغاروا على ساوة ثم على مدن قم وقاشان (وقتلوا أهلهما وخربوهما وألحقوهما بغيرهما من البلاد في الخراب)، كما أغاروا على همذان(29).

وتواصلت غزواتهم على المدن القريبة من العراق وفي داخل حدوده مدة ثمانية وثلاثين عاماً  (618 ــ 656هـ/1221 ــ 1258م)، خلال عهود أربعة خلفاء عباسيين هم الناصر لدين الله والظاهر بأمر الله والمستنصر بالله ثم المستعصم بالله، فغزوا مدناً مثل الموصل وكركوك وداقوق وأربيل والقرى القريبة من بغداد، فضلاً عن غزوهم مدناً في داخل إيران وبلاد الجزيرة، حيث كانوا يفتكون بأهلها ويأسِرون ويَنهَبون، والخلفاء العباسيون عاجزون عن فعل شيء لصدِّهم(30).

ترى أي وزير اتصل بهم آنذاك ودعاهم إلى غزو العراق وما جاوره طوال تلك السنوات؟

إن هذه القصة المختلقة التي ألَّفها شمس الدين الذهبي وتلميذه ابن كثير الشافعي(31)، وهما من مريدي ابن تيمية ومن شايعهما كالسبكي وابن شاكر الكتبي(32) زاد فيها جمع من مؤرخي الشام ومصر على مر القرون؛ وجميعهم قد وُلدوا بعد حدوث الغزو المغولي للعراق بسنين وربما بقرون طويلة، فضلاً عن موقفهم المتشنج بل المعادي لأتباع أهل بيت رسول (ص)، أصبحت هي الرواية الرسمية التي تمسك بها أتباع هذه المدرسة، بحيث لا يكتفى بنقلها بل وبصب اللعنات على هذا الوزير البريء، وربما خشيَ مَن لا يلعنه أن تفوته هذه المكرمة وأن تصيبه من أتباع هذا المدرسة معرَّة؛ مع أن أسطورة اتصال هذا الوزير ـ كما قلنا ـ يكذِّبها الفرق الزمني بين سنة 650هـ التي انطلقت فيها جيوش المغول للغزو وبين سنة 654هـ التي حدثت فيها استباحة محلة الشيعة في الكرخ وقيل إن ابن العلقمي اتصل بعدها بالمغول لينتقم من أهل السُّنة (!!). بل أن اللعن طال حتى المذهب الذي ينتمي إليه ابن العلقمي:

لنأخذ مثلاً الجزء الثالث والعشرين من كتاب سير أعلام النبلاء الذي حققه الفاضلان الدكتور بشار عواد معروف والدكتور محيي هلال السرحان، حيث نقرأ في حاشية ص 184 تعقيباً على ما ذكره الذهبي من أن الوزير ابن العلقمي هو الذي طلب إلى المغول أن يقتلوا الخليفة المستعصم: (أعمى الحقدُ والتعصب هذا الخائن وقُتِلَ الناس ودُمِّرت بلاد الإسلام بسبب حقده وتعصبه واعتقاده الفاسد). وإن القول بأن اعتقاد ابن العلقمي فاسد قد نال من  المذهب الذي ينتمي إليه هذا الوزير الذي كان على المذهب الشيعي الإمامي الاثني عشري، المذهب الذي يتابعُ في عقائده وفقهه القرآنَ والسُّنةَ وما نَقَلَه أئمة آل بيت رسول الله عن جدهم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

وإن هذا الهامش الذي كُتب باسم الفاضلين معروف وسرحان محيِّر، ذلك أننا نعلم أن الدكتور بشار عواد معروف كان قد ردَّ في بحث رصين له على إشاعة اتِّصال ابن العلقمي المزعوم بالمغول بقوله: (مهما يكن من أمر، فإن الذي يبدو لي أن الإشاعة كانت موجودة وهي محتملة الحدوث في تلك الظروف التي كان الناس فيها يبحثون عن سبب مباشر يبررون فيه سقوط المدينة؛ ذلك الأمر الذي ظهر بشكل عنيف على مرِّ العصور متَّخذاً من الوزير مؤيد الدين ابن العَلْقَمِيّ وزير الخليفة المستعصم بالله سبباً في سقوط بغداد وذهاب الخلافة العباسية منها، تلك التهمة التي بقيت عالقة به لمدة طويلة حتى أبان البحث العلمي المستند على الأدلة خَطَلَ تلك التهم وتبرئة ابن العَلْقَمِيّ)(33).

وعليه فنحن لا نعلم بالتحديد مَن هو كاتب ذلك الهامش الذي وُضعَ أسفل الصفحة المذكورة من سير أعلام النبلاء.

للبحث صلة

 

يوسف الهادي – باحث وكاتب

.........................

(1) أشار إليه ضمن المقطع الذي أراد فيه استكمال ما لم يطَّلع عليه الباحث بيرجيه الذي سنشير إلى كتابه لاحقاً وما صدرَ عقب انتهائه من أطروحته (انظر: الأعسم، أبو حيان التوحيدي في كتاب المقابسات، 315، الطبعة الثانية).

(2) عرَّف الدكتور الأعسم بأطروحة بيرجيه هذه في الصفحات 297 ـ 316 من كتابه الذي ذكرناه آنفاً.

(3) كان الباحث والمترجم السوري الدكتور محمود المقداد قد أعلن سنة 2006م أنه سينجز ترجمة  كتاب بيرجيه: أبو حيان التوحيدي، نحو إنسانياتية معيشة.

(4) صدرت الطبعة الأولى لهذا الكتاب في القاهرة سنة 1946م، وأُعيد طبعه سنة 1999م، ولم يُغَيَّر فيه ولا سطر واحد، ضمن (سلسلة الألف كتاب (الثاني)، الأعمال المختارة، نافذة على الثقافة العالمية)، تحت عنوان: محنة الإسلام الكبرى، أو زوال الخلافة العباسية من بغداد على أيدي المغول.

(5) حسن، تأريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي، 4/162.

(6) السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 10/400.

(7) مجهول، كتاب الحوادث، 331؛ الذهبي، تأريخ الإسلام، 48/23. وردت استباحة الكَرْخ أيضاً في: طبقات ناصري لمنهاج سراج (2/191، الطبعة الفارسية)، (2/206، الترجمة العربية) بلا تفاصيل؛ مختصر أخبار الخلفاء المنسوب لابن الساعي وهو ليس له جزماً (ص 126)؛ تجزية الأمصار لوصاف الحضرة، الورقتان 36 ــ 37؛ عقد الجمان للعيني ، 170 (حوادث 648 ــ 664هـ).

(8) الأشرف الغساني، العسجد المسبوك، 621.

(9) المكين جرجس، أخبار الأيوبيين، 167. وفي تاج العروس للزبيدي: (أبعْتُهُ إباعةً: عَرَضْتُهُ للبيع).

(10) ابن واصل، مفرج الكروب، 6/214. هجموا: دمَّروه بتمامه. وفي لسان العرب: (انهجمَ: انهدمَ؛ انهجمَ الخباءُ: سَقَطَ). وهو مستعمل في العامية العراقية اليوم، إذا دعوا بالشرِّ على أحدهم قالوا له: اِنْهِجَمْ بيتك.

(11) اليونيني، ذيل مرآة الزمان، 1/86.

(12) وصاف الحضرة، تجزية الأمصار، الورقتان 36، 37؛ مير خواند، روضة الصفا، 5/ الورقة282.

(13) أبو الفداء، المختصر في أخبار البشر، 3/193.

(14) النويري، نهاية الأرب، 23/190.

(15) الذهبي، تأريخ الإسلام، 48/23.

(16) ابن شاكر، عيون التواريخ، 20/131.

(17) ابن كثير، البداية والنهاية، 13/228 ــ 229، انظر أيضاً: 13/234.

(18) القلقشندي، مآثر الإنافة، 2/90.

(19) السبكي، طبقات الشافعية، 8/263. كان الدُّوَيْدار الصغير حنبلياً، والراجح أن نجل الخليفة حنبلي.

(20) العيني، عقد الجمان، 170.

(21) الديار بكري، الخميس، 2/420؛ أصبح مألوفاً لاحقاً القول حدثت فتنة بين السنة والشيعة من غير ذكر مقتل الشاب (مثلاً: حاجي خليفة، تقويم التواريخ، 57أ). وغلط الاثنان في تأريخ الواقعة فالصواب إنه 654هـ.

(22) الذهبي، دول الإسلام، 2/172.

(23) مجهول، كتاب الحوادث، 311.

(24) ابن كثير، البداية والنهاية، 31/213؛ انظر أيضاً: الذهبي، تاريخ الإسلام، 47/67.

(25) مجهول، كتاب الحوادث، 304.

(26) هذا ما ذكره مؤرخو الرواية الشامية/ المصرية ومنهم: ابن واصل، مفرج الكروب، 6/215؛ اليونيني، ذيل مرآة الزمان، 1/87؛ الذهبي، تأريخ الإسلام، 48/34، العبر في خبر من غبر، 5/225، وفيه: (أرسل أخاه ومملوكه)؛  ابن شاكر، عيون التواريخ، 20/132.

(27) السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 8/ 262 ــ 263، ويفترض السُّبْكيُّ أن الرسول واحد، ورأينا آنفاً أنهما اثنان: غلامه وأخوه.

(28) سبط ابن الجوزي، مرآة الزمان، 15/610 من الطبعة التي حققها الدكتور كامل سلمان الجبوري وصدرة عن دار الكتب العلمية ببيروت سنة 2013م.

(29) ابن واصل، مفرج الكروب، 4/134 ــ 135، حوادث سنة 621هـ؛ سبط ابن الجوزي، مرآة الزمان، 8/619، حوادث سنة 618هـ.

(30) فصلنا القول في هجماتهم داخل الحدود العراقية في كتابنا إعادة كتابة التاريخ (ص 10ـ 14).

(31) قال عنه (شيخنا أبو عبد الله الذهبي) (انظر: ابن كثير، البداية والنهاية، 13/237، ط علي شيري، وفي 15/317 من الطبعة التي أشرف على تحقيقها الشيخ الأرناؤوط والدكتور بشار عواد معروف الصادرة عن وزارة الأوقاف القطرية سنة 2015م).

(32) كان ابن شاكر معاصراً لابن كثير وكانت بينهما صداقة متينة، وامتدحه ابن كثير في البداية والنهاية (14/345)، وأثنى على تاريخه، كما كان ابن شاكر ينقل من كتاب العبر لشمس الدين الذهبي (انظر: الدكتور فيصل السامر والدكتورة نبيلة عبد المنعم داود، مقدمة عيون التواريخ لابن شاكر، ص (ب، ي، ك)،  حوادث السنوات 505 ـ 555هـ).

(33) معروف، مقالة (الغزو المغولي كما صوَّره ياقوت الحموي)، منشورة في مجلة الأقلام العراقية، السنة الأولى، الجزء 12، ربيع الثاني 1385. الخطل: الكلام الكثير الفاسد.

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم