صحيفة المثقف

شمس الدين العوني: افتتاح المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس

كانت تونس- المحرس مفردة تشكلية أخرى لابدّ منها.. هي أرض عمّار فرحات، الحبيب شبيل، نجيب بلخوجة، الخياشي والضحاك..عبد الرزاق الساحلي.. يوسف الرقيق وغيرهم..و كل الفنانين الذين أحبوها و هاموا بالظلال و النور فيها على غرار بول كلي الفنان العالمي .

العنوان الكبير هو   المحرس ...المدينة.. و الناس ...و الذاكرة ..تجهزت كما ينبغي  للاحتفاء  بفعاليات  الدورة(29) ..هذه الدورة  الجديدة  للمهرجان حيث تخصص جانبا من  أنشطتها  للمجالات الفنية والجمالية المعهودة للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية..الفعالية التي  يشارك فيها  عدد هام من الفنانين التشكيليين والنقاد ونشطاء الفن من عديد البلدان العربية والأجنبية  مثل الدورة السابقة حيث كانت المشاركات العربية و الدولية واسعة ..

هذا و قد استعدت  الهيئة المديرة للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية  و من خلال ما جاء في ندوتها الصحفية بالمحرس يوم الخميس 21 جويلية  لهذه الدورة التي تحدث السيد محمد قدوار مرحبا بضيوف الفعالية و الاعلاميين مشيرا الى أن المهرجان له تقاليده و أحباؤه و خصوصياته التي عرف بها في العالم مبرزا أن المنتظر من التفاعل بين المهرجان و تظاهرة العاصمة الثقافية لصفاقس لم يحصل متمنيا النجاح لصفاقس و تونس بالحدث قائلا " الموضوع أخذ أكثر مما يستحق و رانا أحباب مهرجان المحرس للفنون التشكيلية و تظاهرة صفاقس عاصمة ثقافية و المهم النجاح التونسي ..." و من ناحيته قدم كاتب عام المهرجان السيد اسماعيل حابة برنامج الدورة مشيرا الى الحضور الحدث لليونسكو من خلال رئيس الجمعية الدولية للفنون التشكيلية و دعا الجميع الى أيام جميلة بالمحرس بين الألوان و الابداع و الامتاع..و من جهته تحدث الدكتور محمد بن حمودة عن اعداده لكتاب عن منابر المحرس و هو جاهز و ذلك لأهمية التوثيق و لقيمة المداخلات و الشهادات التي تضمنها و هي لنقاد و مفكرين مهمين من العالم مروا بالمهرجان المحرسي ..الناقد و الدكتور فاتح بن عامر عضو الهيئة أشار الى القيمة الثقافية و الجمالية للمهرجان و حضوره البارز و هذا مهم للروافد الثقافية الوطنية و الانسانية..

و في البرنامج الذي وزع على الاعلاميين و ضمن كاتالوغ الدورة مجموعة من الفقرات والورشات واللقاءات التكريميةو هناك  ورشات الاطفال واليافعين وورشة الفنانين بالإضافة و ورشة الترميم وصيانة الأعمال بحديقة الفنون وورشة الرسم وورشة الخط العربي وورشة الفسيفساء باشراف الفنان علي البرقاوي و هناك  المعارض منها معرض الافتتاح  و فيه أعمال الفنانين المشاركين  ومعرض الاختتام و يضم الأعمال المنجزة ضمن نشاط  الورشات  وبخصوص منابر المهرجان يشارك فيها عدد من  الرّموز من المفكّرين والنّقاد لبحث مواضيع  فنّية و تكون  المنابر تحت عنوان " الفن التشكيلي العربي المعاصر .. الاصطلاح الرهانات التحديات " و ذلك باشراف الفنان التشكيلي و الدكتور سامي بن عامر بمشاركة متدخلين  من  تونـــس. الجزائر. المغرب. مصـــــــر.سوريا . لبنان. فلسطين. السعودية. العراق. تركيا. فرنسا . إيطاليا.. إسبانيا . بريطانيا . ليبيا ، ،الإمارات العربية ،قطر .سلطنة عمان.البحرين .

و يكمن الحدث في هذه الدورة في مشاركة الجمعية العالمية للفنون التشكيلية ضمن  منظمة اليونسكو  من خلال الوفد المتركب من  رئيس الجمعية السيد بدري بايكام و  السيدة آن بورني (نائبة الرئيس) و الآنسة آفكو غراس (سكرتيرة الادارة) والسيد محمد حداد (ممثل العالم العربي) و تكون الدورة مجالا للقاء  عمل بين وفد  اليونسكو والفنانين العرب لتباحث  العلاقة بين الجمعية والعالم العربي بعنوان " الحالة الراهنة والتطلعات "  وذلك بحضور  أتحاد الفنانين التشكيليين ونقابة مهن الفنون التشكيلية ورابطة الفنون التشكيلية  و في منابر المهرجان حوار  عن ألفن التشكيلي العربي المعاصر الاصطلاح والرهانات والتحديات مع مداخلات لكل من  الدكتور سامي بن عامر والأستاذ احمد جاريد (المغرب) والأستاذ فاروق يوسف (السويد) ا والأستاذ أحمد الجنايني (مصر) والأستاذ عمار علالوش (الجزائر) والدكتور سعد القصاب. (العراق) والدكتور برهان بن عريبية (جامعة صفاقس) والأستاذة دلال صماري (جامعة قابس) والأستاذة ليلى الدو (جامعة قابس) و في البرنامج  سهرة موسيقية شعرية تشكيلية للمبدعين مراد الحرباوي ومنصف المزغني وسمير العقربي

هكذا اذن تنطلق  الفعاليات الخاصة بالدورة 29 للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس يوم  24 جويلية 2016 لتتواصل  الى غاية  يوم 31 جويلة 2016 و ذلك تحت شعار: " المحرس ورشة عربية للإبداع " و تتمحور ورشات هذه الدورة حول الخط العربي و الفسيفساء .

اذن بعد دورة النحت يكون المجال لفنون الخط العربي و الفسيفساء ضمن الاهتمام بمختلف ضروب الفن و الجماليات ..انه  اللقاء السنوي  بين الفنانين التشكيليين التونسيين والأجانب بمدينة المحرس التي تسع الفنون التشكيلية عبر الندوات و المعارض و الورشات و الأنشطة الأخرى في القاعات و الشاطئ و  الشارع ..

هناك أعمال جيدة لرسامين من تونس ومن بلدان العالم ..و هناك أيضا حلم متجدد و هو التأكيد على بعث مدينة الفن لحفظ الأعمال الفنية التي يقارب عددها 1500عملا فنيا..

الآن... يمضي المهرجان الى دورة جديدة... ويبقى الصدّى ... اللوحات... المنحوتات والتنصيبات والمسافة الفاصلة بين الجنان والبحر... بين الزرقة والخضرة... إنّ الفن عادة جامع ألوان وثقافات ورؤى وهذا ما حصل مع المحرس هذه المدينة التي آمنت بالحلم وجعلت منه حكاية لأطفالها وللعائدين من الغربة بعد أشهر من العمل وللكهول والعجائز  الذين خبروا منطق المحرس المأخوذ بأبجدية اللون.

هكذا هي المحرس... تدخلها فتأخذك الألوان والأجسام التشكيلية إلى واحة من خيال وعلى إيقاع البحر في هذا الصيف التونسي الجديد، يمرح الأطفال في حدائق المنتزه الذي تزينت أرجاؤه بأعمال رائقة فيها حركة الحصان في جموحه والبنت التي تصعد السلم لترسم شيئا في الهواء والباب المفتوح على شارع الناس... هذا المهرجان جعل من مدينة المحرس الصغيرة والواقعة على البحر، قلعة من قلاع الفن التشكيلي في هذا العالم المرتاب وسريع التغيرات والتحولات بل والذي يعيش على ايقاع الصراعات والحروب وما يتهدد البشرية، ولا سيما من عولمة تكاد تأتي على كل شيء قتلا للخصائص والهويات ومنها الثقافية. انها  حدائق المحرس تبرز في أبهي حللها لتعانق العالم عبر عصارات التشكيليين العالميين الذين وفدوا اليها من جغرافيا مختلفة.المشاركات في الدورة متنوعة ونجد رسامين وفنانين من عديد البلدان العربية والاجنبية....المحرس تظل المكان والمكانة حيث عطور الألوان وموسيقى المساءات والأفكار .

 

شمس الدين العوني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم