صحيفة المثقف

علاء هاشم مناف: عبد الوهاب البياتي واشكالية الزمكان.. دراسة نقدية

ان التحديث الذي حصل (للزمكان)عند الشاعر البياتي ..قد وضع.. منطقه الشعري .. في بذرة الحلم المتطابقة، مع السمة المتناهية في اصغر انتقالة (للنواة) لفينومينولوجيا الشعر تفصح عن المجرد من الموضوعات … وهو الاسلوب الشعري الذي يعالج … الصوت والظاهرة في (الزمكان) وهو يشكل العبارة كما فهمها (هوسرل)  بالبحث المنطقي عن (الزمكان) وهو الاسلوب الذي طرحه البياتي لبلوغ اعلى غايات النموذج في التماثل الافلاطوني … وصهر التأمل الابداعي … بخواص الشعرية الحديثة والمشاهدة الدقيقة من خلال حقيقة (الزمكان) التي تمثل العبارة، والتوقف (للاحساس، بالايقاع) وهو يتداخل بمستويات الشعور (الزمكاني) الواعي وهو الذي يشد الاشياء الى نسبية متناهية … باحثاً عن البداية في عملية (التفكير) من خلال (اشكالية المعنى – والزمكان)  في، الجديد من التحليل والرصد … في الرؤيا … والمنهج الشعري باتجاه، معرفة التحديث .

فالبياتي … اختصر كل المسافات (وحدد الزمكان) والولوج الى منعطف القصيدة … وهو او ما يستهدف في ذلك، باستشفاف الرمز – و(الزمكان – والمعنى – والصوت – والظاهرة – والتأويل – والتمرد على الاشياء)  وحين ادرك ان (الحرية - والحب) هما مفتاح ومفتتح (الشعرية) بدأ ايقاع (الزمكان) ثم الانتقال الى العمق (بسحرية شعرية) تتميز بالتنازل، والعمق – والشمولية، لمجموعة من المفاهيم … وهي تقع في صيرورة اللحظة نحو المثل العليا … وكان المستوى الفكري … وهو الذي اثر في العمق الفني … وبالحركة … التجديدية للشعر الحديث .

ونحن نقيس، ونحس (بالنموذج الشعري للبياتي) وهو يوضّح، الشمولية في المفاهيم الشعرية … وهو الاختيار الدقيق في التفرد في نظام المشمولات … والوسائل الدقيقة في الايجاز للنص الشعري .

فالتاريخ عنده عبارة تجسيد حقيقية للوقائع … وهو يقول في كتابه (تجربتي الشعرية) (التاريخ كتجربة انسانية واسعة ومتعددة الجهات)([1]) .

ومهما كان التأويل الوجودي للنص الشعري عند البياتي … واحالة البياتي الى تفكيك (زمكاني) وحرره بالقوة التدميرية في صيغة البحث عن عمليات الاختلاف … وهذا واضح في مرحلة الانتماء في اباريق مهشمة (في العام1954)

سأكون لا جدوى، سابقى دائماً لا مكان

لا وجه لا تاريخ لي، من لا مكان

الضوء يصدمني، وضوضاء المدينة من بعيد

نفس الحياة بعيدة رصف طريقها سأم جديد

في هذا الموقف … قد عمق البياتي النظرة الاحادية للماضي … فهو يقف مع الذات للمواجه من اجل المواجهة للموت … فهو الحضور لذاته وهو الوجود بعينه .. وهو الثورة على، منطق الحضور الفلسفي للنص الشعري .

فالبياتي، يؤسس حقيقة منطقية (بالموت والحب) من اجل البقاء، بمنطق (راديكالي) وسحر يبدأ تأثيره في الماهية الشعرية … والقول بالشمول والوسيلة لاختيار الايقاع المتفرد … وهذا ما اكده البياتي في (فلسفته للقناع الذي يدعو الى الثورة) في (بستان عائشة) وحاول البياتي تأسيس مدلول شعري في المعنى عبر القناع والتفرد فيه حتى صدور ديوانه (الكتابة على الطين) في العام 1970 كما يقول (محي الدين صبحي)([2]) ولكن في ديوانه الذي يأتي ولا يأتي في العام –(1966) كذلك في ديوانه (الموت في الحياة) في العام 1968 تفرد البياتي في فلسفة القناع في (بستان عائشة)

بستان عائشة على الخابور

كان مدينة مسحورة

عرب الشمال

يتطلعون الى حصونها

ويواصلون البحث عن أبوابها

ويقدمون خيمة للنهر في فصل الربيع

لعل أبواب المدينة

تستجيب لهم

فتفتح / كلما داروا

إختفى البستان

واختفت الحصون

فأذا خبا نجم الصباح

عادوا الى حلب، ينتظروا

ويبكوا الف عام

فلعلهم في رحلة أخرى الى الخابور

يفتتحونها

ولعلهم لايفلحون

فالموت عراف المدينة

هادم اللذات

يعرف وحده

أين اختفى بستان عائشة

وفي أي العصور

لقد عرفنا التفرد في (قناع البياتي) لأنة أشتمل على الصيرورة والضرورة التي نقلت المحتوى في النص الشعري .. الى مزيد من الإيضاح والإبهام .. فهو أيقاع يؤكد الكيفية في القراءة الواعية كنظام من الاختلاف في الأنا (يهز الفيزيقية) في الشعر ..

بستان عائشة هي (محاكاة وتجذير للماضي والحاضر) ([3])

وهي رمز أسطوري تاريخي وضعه البياتي .. تخصيصاً للبنية الشعرية والقناع في القصيدة .. له أثراً كبيراً في فلسفة الحضور الشعري وهو التجدد .. ويعد الرمز .. والقناع عند البياتي حالة يدركها، الإحساس وبشكل متسارع ..

ليعج بالدلالة .. والأيقاع في عملية من التجلي – والخفاء في رمز لارا .. او عائشة او عشتار او خزامى والبياتي في شعره و شاعريته .. يحمل (جدل الأختلاف والحضور) في نظام من الوعي، الذهني .. وهو يعكس تداعيات (الموت والحياة والحرية – والحب) والجديد في نظام الوعي .. وصيغته الدلالية، لبنية يكون أساسها الاختلاف في وحداتها الشعرية  في (مثيولوجيا الشعر الحديث) والبياتي ظل على اتصال بالعالم السفلي – بمحصلات أعتقادية تبين، الخواص الشعرية عن طريق (الرمز أو القناع) .

ففي ضوء المحتوى المتعين .. كان الأختيار للبياتي في لا مكانيات الموضوع أو الهاجس الذي يحيل الأمكانيه (في صيغة الموضوعات وعلاماتها –  ومحتواها .. واسلوبها، والحاجة المتاحة للمعنى في (صيغة النفي  والمنفى) .. وهو يبحث عن رائحة الشرق النفاذة في (الذي يأتي، ولايأتي) وهو الدخول في القوانين المعيارية والقواعد والقوانين التي تظهر عند الوجوب .. حيث السفر بلا حقائب .

ويعود الوعي العاجز .. وهو يدور في نفس المكان .

و الارض مازالت، وما زال الرجال

يلهو بهم عبث الظلال

وتعود عملية النفي لتحيل المدلولات الشعرية .. الى صورية عقد البياتي .. ويصبح العمل الفردي توضيحياً جدلياً لمقولات لانهائية الهدف منها .. (بلورة النص الشعري) و التحول الى مفهوم من الوصف المنطقي ليجعل هذه المفاهيم الراكدة تدب فيها الحياة والحركة:

في قصيدة اباريق مهشمة .. نلاحظ طريقة لوصف المواضيع المتشابكة في وعيها لتحقيق نص يعيّن الوصف الشعري من خلال تشابك العلامات في معنى (موضوع الشعرية) عند البياتي .. فهو الاحساس بالامل، الآتي .. ولا بد من قهر الظلام .. ولكن باحساس متناقض - ومتشابك .. ليجعل الوصف والمعاني تتناقض داخل مستوى، التقديم وفي معين من الشعرية والتحديد في حضور من المعاني والعلامات- والمقولات .

 

لا بد للخفاش

من ليل وان طلع الصباح

والشاة تنس وجه راعيها العجوز

وعلى ابيه الابن، والخبز المبلل بالدموع

طعم الرماد له، وعين من زجاج

في رأس قزم، تنكر الضوء الطليق

هذا الاحساس بالانتماء الى الاكثرية .. هو الذي منح الشاة صفة تحديد .. وتلاقي العمليات (الاختلافية) في(مركزية الاختلاف) ذاتها .. والصراع الذي يحيل الكلمة الى مفارقة ناضجة وإقتحام لمفهوم السبات .. والانطلاق نحو الصيرورة بقوة – واختيار- للوجود الاختلافي .. وبالطموح الازلي .. الذي ينشده الشاعر باستمرارية (مثيولوجية)  هذا الاحساس عند البياتي تحول الى مواجهة تحمل عدة من الألوان الزاهية .

والمزية التي يتمتع بها البياتي في شعرية نصه .. في البناء التكنيكي ليعي عملية الغموض – والاختلاف .. في ان الشعرية تحمل ايقاع في المعنى – ودقة في المضمون وبساطة في التركيب الشعري المتحرك .. الذي يسير في المقدمة .. وهي حالة من صيغ التعبير، تنتقل بشكل مطلق من مرحلة الى مرحلة، فالذين .. (قتلوا عائشة) كان وراء عملية القتل هذه، دوافع سياسية – واجتماعية .. يتحملها العصر المتراجع الذي تراجعت فيه كل المقاييس الفكرية – والاجتماعية – وماتت فيه الروح .. فبقي العشق في شعرية البياتي يعبر عن .. اشكالية (الزمكان) .

ويبقون العشاق منفيون يحملون قدرهم ليدفنوا موتاهم .. وبقي العشق في شعر البياتي .. هو الايجاز – والانجاز الفكري للحرية في عصر .. انحطت فيه الشعرية – والشاعرية وشوُّهت فيه الحرية .. وشاعت فيه الكلمة الجوفاء .. والرجال الجوف .. ولكن ايوب بقي في البرية .. يحرض على الثورة .. وتحول الى كهف .. يحتضن الفقراء .. فأيوب، كان البداية – والنهاية

يقول البياتي:

لتكُنْ المقلاع والحجرْ

لتكنٍ الانسان في صراعه الدامي مع القدر

لتكن المبدع والنار وصوتَ الريح والبشرْ

فأنتَ سيدُ الينابيع

وانت سيدُ المطر

لكنك، الآن، حبيسُ

تنقرُ القضبانَ في القفص[4]

ولكن ما الذي بقي في هذه القرية (ان هذه المدن لم يبقى منها –سوى الريح التي مرت – كما يقول برخت) وما زلت تنعى قضبان السجن لتخرج ابطال الاساطير .. من اوكارها الانسانية وهم الذين يخرجون من اوكار الاساطير.. وهم الذين يحققون المعجزة في الوجود الانساني .. وهناك الاختيار الذي حدد شعرية البياتي في موضوع (القفص) ودوره في بعث الحياة من جديد من خلال ارتباطه بحالة الموت لبعث الحياة (في ناقر القضبان) .

وطائر: اللقلق.. كما يقول البياتي في احد لقاءاته في مجلة كل العرب في الثمانينيات: (فاللقالق تقوم بمعجزة لانها تقدم امثولة لبطولة .. ويستعرض من خلال دورة حياتها قصة السحر ودوره في بعث الحياة) .

يقول البياتي:

تحطُ الرحال باعلى الكنائسِ

اعلى المساجدِ

فوقَ القبابْ

تجمعُ عيدانَ اعشاشها

من هنا او هناكْ

تبيضُ/ تُفرّخُ/ تُفردُ في الريحِ اجنحةً

تزقُ الفراخ

كأن ضوأتْ نجمةَ القطبِ فوقَ المدنيةْ

ذرافةً نورها في العراء  [5]

نما ريشها

واستطالت قوادمها في الهواء

تطيرُ اللقالقَ عائدةً

لبلاد الضباب

مخلفة صرخةٌ في اعالي السماء[6]

كذلك الحالة .. بالنسبة الى المكان أو المدينة .. والزمان هو الحال المنتظره .. والمدينة التي ضاعت هي القوة الكبيرة في بيان شعرية البياتي .. (والزمكان) هو المحور الذي اطلقه البياتي والقوة في اظهار قوة الخيال .. وهو المحتوى الدقيق الذي يتضح في القدرة .. على تصوير الالم .. والاحساس بالواقع – الى مثالية – مثيولوجية .. تحلق بالبياتي في عالم من الاحلام والاستنامة الى عودة اللقالق في ترتيب دورة الحياة .. وسحر اصواتها .. في هذه الحالة يضع البياتي شعريته في حالة درامية .. لا تحقق التأمل المطلوب في صيغته الشعرية: فالبياتي يخلق منعطف مثالي يتراخى .. ينحني ويستسلم الى (دورة فيزيقية في الحياة) .. هذا يذكرنا بمقاطع لا ليوت في حكمته التجريدية:

(يقول اليوت)

نتطلع وراءنا وامامنا

ونكتئب حسرة على ما لم يكن

وأصدق ضحكتنا

مفعمة بالحزن

واعذب اغانينا هي تلك التي تتحدث عن أشد افكارنا حزناً

فالبياتي استخدم الاقنعة لعمليات استنتاجية جزئية .. وللتميز في الخواص الشعرية، في مرحلة تاريخية بعينها .. لأن القدرة على عملية التأمل في الخواص النظرية لا يمكن ان تفصله عن خواص .. (الشاعر - والنص) كون الشاعر يميل دائماً الى تحقيق منعطف في موضوع (الزمكان) .. هذا الموضوع يقودنا .. الى تحديد المسارات الشعرية التي انطلق منها البياتي .. وهي خواص تتعلق (بالمنطق – والمنطق الفكري لهذا الشاعر) والبياتي حاول في بداية انطلاقته الشعرية ان يقوم بتأويل منطق النص الشعري .. وكان يهدف الى بناء نص شعري ليستكين الى الرمز من خلال (فساد الزمكان) .. والبياتي طور هذا الرمز الموضوعي: وعبر عدة من المحاور (المثيولوجية) في اعادة ترتيب الحياة .. وفق قوانين رمزية حددها الشاعر في (ناقر القضبان) – واللقالق .. من خلال (فساد المدنية) واعادة بناءها ثانية .. وهذا يأتي عبر (موت الازمنه – وفساد المدن) ومن ثم التحول الذي يحدث في نظر البياتي .. وهي العودة ثانية في دورة حياتة جديدة .. وهي نتيجة متوقعة لفعل .. سواء فيزيقي أو انساني يعيد هذا الامل في استيعاب دقيق لعملية العصر المهددة بالتلاشي بسبب فساد .. (الزمكان) حيث يجعل شعريته جلّ ابطالها  هم فاعلين في (الزمكان) ومغيّرين فيه .. وهو بأي بواقعية متميزة .. كان قد استوعبها الشاعر بشكل خفي .. ليجعل الوقائع كاملة وآنية لا ريب .. فهو يخلق حالة درامية (لزمكان قادم) وهو يحمل الخلاص .. في هذه الحالة يكون البياتي .. قد قام بعملية الكشف والتداخل بين (الوصف-والحدث) بالطريقة (المثيولوجية) .

فالبياتي ينفذ الى ما هو تحت (الزمكان الفاسد) ليجعل المنعطف وهو التعبير عن الموقف الشعري – والشاعري- والشعوري) في حضور دائم ومنتظر على بوابات مفتوحة على المستقبل كما يقول البياتي في احد لقاءاته الصحفية .. البياتي يحقق انطباعاً مؤجلاً عن الحياة .. وهو مشغول دائماً بفساد (الزمكان) والعجز الحاصل في الرغبة المتجسدة في النزوع نحو عالم .. ترتفع فيه المثل الانسانية عالياً وينتصر الحق .

يقول البياتي:

يتوجع العشاق في صحراء وحدتهم

يجوبون المساءات الكئيبة

حاملين جحيمهم

متوحدين مهمشين

لبثوا بفعل تواصل الأزمان

في ملكوتهم لا يكبرون

شابت نواصي الارض

دبّ الموت، في الغابات

فانقرضت

وهم ينفتحون ويزهرون ويثمرون

وبسحرهم قهروا التعاسة

واصّلوا الإبداع

فالبياتي يتفق مع اليوت في اشكالية (الزمكان) ذلك التصور المفعم بالاحباط، والرغبة العارمة .. والادراك .. والحساسية الشديدة لخصائص الحياة التي تتجاوز التعثر والاحباط .. والبياتي يوكد – قيمة الربط لخواص (الزمكان المستكين) هذه الخصائص المشروعة التي تعبر عن تصور دقيق لما آلت اليه (المدنية الفاسدة) والرغبة العارمة – والجامحة في الانطلاق المحمومة نحو الانعطافة  .. الشيء – الذي يميز البياتي في طاقته الشعرية .. هي طاقته الفعلية .. وهو يرى الاشياء ..وفق حقيقة منقطعة النظير .. وغير منفصلة عن طرفها الموصول .. وطرقها الوعرة .. والتي تعود بالمرء الى خواصه (المثيولوجية) وهي تتعدى كل ضروبه الفكرية .. والتركيز على حالة التغير باتجاه . الانعطافة .. عند ذلك يكون البياتي .. قد حقق الصفات الاساسية والمتعلقة (بالزمكان) اللا محدود .

فالبياتي استخدم اصطلاح تفكيري .. لتوضيح عدة من المفارقات وهي توضح عدة من حالات التأمل شعرياً .. وهي التجربة التي بلغت من الحساسية حد الموت –من أجل الحياة: في اجمل تصيور .. صورة اليوت لاحراز السبق – والقيام بالمبادرة – الاولى .. وترك الانتظار والمباشرة بالفعل لتحقيق الانجاز في السبق الانساني .

يقول اليوت: يخطون الخطى في اثرك واحداً بعد واحد، فاذا –

تخاذلت أو عرّجت على لقم الطريق وحدت عن الجدد

تدافعو جارين كالتيار المتغلغل

وخلفوك وراءهم نائياً

أو تصبح وكأنك الجواد الشهم الذي أعيا في الطليعة

فسقط هنالك موطئاً لكل سكيت الرهان

مجدلاً تخبطه الأرجل وتدوسه ثم يكون ما يؤدونه

في الحاضر[7]

فالبياتي يستعمل ذات العبارات الاختلافية – الشعرية .. ذات التأملات الفلسفية .. والتي تصور الانتقال الى مرحله متقدمة .. مرهونه بالانسان الذي يغير ما في (الزمكان) وتطهير الحياة من الادران .. حتى بالموت وهو الانعطافة في كينونة الحياة .. وهو المنظور والتأمل الفلسفي الشعري وان الفساد الذي (دبّ)في الامكنة – سوف ينجلي- وان رمز .. الموت .. ما هو الاّ شاهداً على الكثير من الانهيارات التي حدثت للمدن القديمة .. وللموروث .. هذا الانحسار والعجز وحسابات التقلب الذي تشهده الحضارة – والعصور ما هي الاّ انتقالة مؤكدة في شعر البياتي .. وبحالته القلقة الى سلّم جديد من التطور يتلمسه ويشهده البياتي .. وهو سر العراقة في الموروث الفلسفي للبياتي

يقول البياتي: في ديوان قصائد حب على بوابات العالم السبع

كان الفراق الموت

يأتي مع الفجر ليستخرج من صندوق هذا الحبد الجواهر

والامل المسافر

وشعلة الحياة

يأتي مع الجلاد

يحمل ميراث عصور احرقت طغاتها صواعق الميلاد

وقاهر الطبيعة الانسان

فلتحملي أماه

نعشي على فراشة البرق الى الحقول والغابات

و تنثريني في الضحى رماد

في مدن الجوع وفي أزمنة العذاب والثورات

ألدُ – من خلال هذا العالم الواعد بالطوفان

من جديد مع الملايين التي عذبها انتظارها الطويل

من اجل ان تنهض فوق هذه المدينة الشهيدة

كومونةُ جديدة [8].

ورغم  ان الابتداء في المكان – والعودة الى المكان، ولكن بزمان مختلف ومتغير، والرجوع الى مركزية (الموروث وهو الانسان – والموت يصبح اكثر سمواً من خلال الحياة، والانتقال الى (الزمكان الجديد) يأتي بانطلاقة .. وهي اكثر عراقة نحو الموروث – والحقيقة ذلك السعي الذي طرحه البياتي في منهجه الشعري الى الحدود الاكثر فلسفة .. وقد بين البياتي من خلال هذه الشعرية التنوع والحدة وهي الدرجة التي وصل اليها البياتي .. في نظم قصائده ونتاجه الشعري .. وهو كشف الاهتمام كان قد بينه البياتي في خواص (الزمكان) و 00 المثيولوجيا) وهو انموذج للصورة الشعرية التي تكونت في الخلاص الابدي .. هذا الخلاص يصاحبه (النفي والمنفى) في القصور البربرية .. ومحاولة التصدي لهذا المخاض عبر التفكير الجدي في عملية التغيير في محنة الوجود .. وكان هذا عبر … (طرفه بن العبد – وابو نؤاس – والمعري – والمتنبي)) في صيغة من التمرد .. وفرّها البياتي عبر هذه الرموز  رغم انها بعض الاحيان تكون مكرورة … لكنها مختلفة وتعتمد – الاختلاف المتبادل – والتأثير … ويتم التركيز على المدينة – (الميتة) والفساد الذي يعم (الزمكان) ومركبات الحياة الاجتماعية – الخاوية .. وموضوع المدينة الميتة عند البياتي يتحول الى حلم من العشق في بستان عائشة .. والفرات ودمشق بهذا الاتجاه (الفيزيقي) يبقى البياتي الشاعر الحالم .. في قناع الشخصية:

هذه هي اشراقة البياتي في مزجه المنطق الجمعي بالتفكير الوجودي – والحقيقة – والتعدد في تمتين الموقف الدلالي وجعل الاداة تبدأ (بفساد الامكنة) كما هو الحال عند اليوت – وانتهاء - - بالتفكير الجمعي الوجودي .. بطرفه – والحلاج – وديك الجن .

جاءت الاقنعة لتضيف التجريد والايغال في الذاتية بواسطة موضوع القناع للتعبير عن محنة (الزمكان) الاجتماعي – والوجود – والحقيقة عبر لمسة جانبية لجمال يختفي وراء هذه القناع .

يقول البياتي في قصيدة صورة جانبية لعائشة:

تختفي وراء قناعاها وجه الملاك

وملامح الانثى

التي نضجت على نار القصائد

أيقضت شهواتها ريح الشمال

فتجوهرت تفاحة / خمراً

رغيفاً ساخناً

في معبد الحب المقدس

أدمنت طيب العتاق

ظهرت باحلامي، فقلت: فراشة

رفت بصيف طفولتي

قبل الاوان

وتقمصت كل الوجوه

وسافرت / بدمي تنام

قدسية تنسل في جوف الظلام

لتعانق الصنم المحطم

تُنشب الاظافر في الحجر / الحطام

ياقوتة /  فمها / تشع طريةً

نارُ الحقول /

ضفائر معقودة /

عينان تضطرمان من فرط الحنان ْ

وجهٌ وراء قناعهُ يُخفي، مدائنَ صالح، وحدائق الليمون في اعلى الفرات ْ

أمضيت صيف طفولتي

فيها، وأدركني الشتاء

وحلمت في منفايَّ بعد رحيلها

ذهب القصائد والرماد

ويمضي البياتي: في بناء تشكيلاته الفنية في القناع او في تقمص الشخصيات في قناعه .. فهو يبقي التعبير عبر عملية الصراع – بين البطولة التي يمثلها الابداع – والمبدع والسلطة الفردية – والمدينة الفاسدة التي لوثها الطغاة) في زمن افلج .. حيث غدروا باهلها .. فالبياتي يبني دوره، عبر الصراع التاريخي .. ودورة الحياة الابدية … والبياتي قد تمثل بالمطّهر في شخصية ورمز المتنبي –والمعري – وجلال الدين الرومي – وديك الجن .. هذه التقنية .. هي الصورة التي وحدت رؤية الباتي للحياة: ربما كانت المستويات التي احدثها اليوت على رموزه وهي، تمثل قيمة معينة في شخصية (كور يولانس) لكنها ليست بمستوى قيمة (هملت عند شكسبير) ولكننا ندرك ان هذه المسرحية – لها ايقاع خاص (عند اليوت) ونموذج البطل في (الارض اليباب) يظهر في التأملات لدى الشاعر في (هزيم الرعد)

يقول اليوت

قد سمعتُ صوت المفتاح

يدور في الباب مرة ولا يدور الا مرة

نحن نفكر في المفتاح، كل منا لا يتشبث

من سجنه الا عند حلول الليل، وتنعش

للشائعات الاثيرة لحظة (كوريولانس) كسيرا .[9]

هكذا وازن اليوت بين رموزه في الماضي – والحاضر وبين المدينة الفاسدة التي علاها الصدأ .. واصبحت تعاني الوحشة .. هي نفس المدينة الموحشة فــي (بستان عائشة) عند البياتي – وهي المدينة التي اندثرت طبعاً مع الفارق في تأكيد اليوت على (تحطيم الذات الارستقراطية في القصور الحديثة – وهي نفس الذات المحطمة عند فلوبير .. وهي نفس الحالة التي تنعــى (كوريولانس) رغم القوة النسبية – والمواهب التي يتمتع بها .. وهي خلاف التعاليم اللاهوتية عند (دانتي) ..

ويتكرر هذا المشهد في قصيدة (مسيرة النصر لأليون) ولكن لم يبرز (كوريولانس) بأعتباره البطل ولكن يذكرنا بمقاطع لبيتهوفن لتحمل ألاسم نفسه 100 وهي نفس الموا زنة عند البياتي في حدود الرمز التراثي 00 ولكن عند البياتي00 يجب ان يكون القناع أو الرمز هو الثوري وهو الذي يعيب على ادونيس في استخدامه قناع . . (عبد الرحمن الداخل) المعروف – بصقر قريش – ويتهمه أي يقيم البياتي أدونيس: بانه استخدم (الحلقة الفردية – في بناء قناعه التراثي) وذلك لان عبد الرحمن الداخل يمثل (رأس المدنية الفاسدة – والزمن الأفلج)2 .

والبياتي يثبت بالرمز – ويمثله – حتى يكاد يتشربه أحياناً – ليصبح نصاً فلسفياً – يدعو الى شعرية متزمتة – ويكون قناعه (هو الثوري) وهو التعبير الفلسفي المطلق في الصوفية مع لمسة فيزيقية تؤكد وجودها عبر منطق مـــــن (الحرية) صنعه البياتي ليحيا به كقناع – ورمز كما هو الحال مع (ديك الجن) ويقول البياتي:

رأيت ديك الجن في الحديقة السرية

يضاجع الجنية

يغمرها بالقبل الندية

لكنها تفر قبل ذروة العناق

تموت في جرائر المرجان

هاهي  ذي في القاع

تزحف فوق وجهها جحافل الديدان

رأيت ديك الجن في القاع بلا اجفان

على جواد عصره المهزوم

يقاتل الاقزام

مهاجراً في داخل المدينة

هاهي ذي الجنية

تعود بعد موتها حية

جارية رومية

رأيت ديك الجن من فردوسه مطرود

يصطاد في قفار ليل موته الاسود

والكلمات السود

ملطخاً بالحبر والغبار

وعرق الاسفار

ويتكرر الابتداء في التفكير النظري .. حول رؤيته الى القناع باعتباره يأخذ استقلالية، ويتمتع بالانطلاقة من الموروث .. حتى يصبح (حدثاً شعرياً) بصيغته البلاغية .. وممارساته التطبيقية .. على مستوى الدلالة – والمعيار الفكري في أكثر من بحث عن الميول الدقيقة والتماسك في بناء النص  الذي يفصّـــل (الحدث الشعري)  كما هو الحال عند (أمبرامس  MHABRAMS) المصنف لنظريات (فن الشعر) الذي يراعي التسجيل .. وهو الذي يتبنى العناصر الاربعة في المسألة الادبية والشعرية – بشكل خاص (الادب – القارئ – العمل الادبي – السكون)  .

البياتي: يهتم بالعناصر – والرموز التي تسلط الضوء علــى (الجانب الايمائي) (MMETIOUES) الذي يؤكد على (النص – والقارئ) ولكن البياتي نجــــح في هذا التطابق الفكري المتناسب مع التطور الذي يحصل في (الزمكان) وهو الذي عرفه المنهج الشعري عند البياتي [10] .

والمنهج الشعري يتخذ اشكاليات متعددة من المعاني  والحوار … وهي صور تضفي على النص قدر من الموضوعيـــة (لمنهج البياتي الشعري) الذي زواج به بين (الزمكان) كما هو الحال في قصيدة (موت الاسكندر المقدوني)

يقول البياتي:

يحمله الجنود في محفة الموتى على الرماح

هاهو ذا المنتصر المهزوم

يعود من اسفاره وليس للاسفار نهاية

هو الحالم: في صوفية موضوعية -  سيكولوجية – ونمط يتطابق – طردياً مع هندسة النص – وبنسب متفاوتة بين: الاشكاليات المتعلقة (بفلسفة النص) وحاجة القناع كانطلاقة للتجسيد – وظاهرة الثماثل في المنهج الشعري في التصوف .. ومحاولة الكشف عن باطن النص عبر جزئية – تنطلق باتجاه التجربة الكلية للمنهج الصوفي وما شكله من صيغ دلالية – بفقدان  (الزمكان) وغياب المدينة في – مخاض الحضارات في (نيسابور) و (بابل) والانطلاقة من الذات المعذبة ويزداد ايقاع البياتي – ليأخذ مداه في المكان بشكل مباشر فــي (الحانة والغربة)

وانت في الغربة لا تحيا ولا تموت

نار المجوس أنطفأت

فأوقد الفانوس

*******

في سنوات والغربة والترحال

كبرت يا خيام

وكبرت من حولك الغابة والاشجار [11]

في اطار تحليل النص، واشكالية المكان المتناهي في الجزئية .. وعلى مستوى النواظم والحجوم المعكوسة في النص الشعري – وما يشكله (الزمكان) عن قيمة فلسفية – وقراءة تصنف النصوص، بادوات تبلور الموقف الشعري وتدفعه نحو عملية التغاير في موضوعات (الزمكان) .

والخطاب موجه الى (الزمكان) بنص معطي – في جوانبه اللسانية – والشعرية … وهذا يذكرنا بقصيدة (اغنيــة القاهرة)

يقول صلاح عبد الصبور

لقاك يا مدينتي يخلع قلبي ضاغطاً ثقيلاً

كأنه الشهوة والرهبةُ والجوع

لقاء يا مدينتي يُفضُي

لقاك يا مدينتي دموعُ

أهواك   يا مدينتي الهوى الذي يُشرق بالبكاءْ

إذا ارتوت برؤية المحبوب عيناهُ[12]

ان الموعظة لدى صلاح عبد الصبور في تشكيل المكان، من الناحية الفلسفية، تبدو الصورة هي المهيمنة على منطق الحدث الشعري – هي نفسها تتردد في رؤيا فلسفية المكان لدى البياتي – من خلال التطلع الى مستويات تتاكد في نسيج النص الشعري .. وهي المدخل الرئيسي في القصيدة .. وتكاد المدينة تضيف شيئاً فشيئاً حتى يتحاصر الانسان في أزقة وغرف من الاسمنت – وكل شيء يتحول الى برونز – وتختفي معالم العشاق – وتظهر (الكلاب – ويظهر الذباب) لقتل (العشـق – والحب) والبياتي يتحول من الرمز التراثي – والحضاري في بابل – ونيسابور الى " الورم الاجتماعي " .. واصنام البرونز – والاصفاد – والحديد – الذي يطوق أيادي العاشقين .  . والذباب الهائج  - والكلاب السائبة التي تعوي، وهنا يلتقي البياتي مع " اليوت " في انحطاط المدن، بعد ان داهمها الطاعون – ويلتقي البياتي مع (بيرجان برويو – في عصر البرونز) .

ويقول البياتي:

فلتغسل السحابة

ادران هذي الارض هذي الغابة

ولينهض الموتى من القبور

ولتحرق الصاعقة الجسور

والجثث المنفوخة البطون

فحول رأس القيصر النسور

تحوم و الامطار [13]

فالرمز عند البياتي .. هي تلافيف الواقع  المر .. داخل هذه المدن الذبيحة – فعالم البياتي يدرك الحضور – والعلاقة التي تتعلق بقضية الانسان المعاصر .. وهو يتعرض الى ابشع صنوف الارهاب – والفاشية والعنصرية داخل جدران من الاسمنت – فالبياتي يحاول خرق التقاليد والرمـــــــوز (الزمكانية) التي تحجـرت عند بعض الشعراء  – ليقول ان (الزمكان) اصبح مطوق بالحديد والنار .

يقول البياتي

أرى بعين الفيب نيسابور

تحوم حول رأسها النسور

يسلخ جلدها وتشوى حية في النار [14]

والفكر النافذ في صورته يتعمق عبر عمق في الشعور … وان الحقيقة في رموز المكان في شعر البياتي ما هي الا كشف لحقيقة الرأي – والمباينة – والوقوف مـع الجمع، في مواجهة الزحف المتواصل – للذباب – والكلاب وهي تدخل المدينة .

يقول البياتي

فالعقم والصيف الذي لا ينتهي والصمت والتراب

والحزن والطاعون

طعام هذه المدن المنفوخة البطون

العاقرة الهلوك

من الف الف وهي في أسمالها تضاجع الملوك

تمنح بالمجان

قبلتها: اللص والقواد والخائن والجبان

 

بين فلسفة الحضور الشعري

(والزمكاني)

بين فلسفة الحضور .. يعد البياتي من بين الشعراء الذين مارسوا الحضــــور (الاختلافي) في فلسفة الشعر .. ليس فقط بجانبه (المنطقي – والوجودي) بل بجانب التحكم في عملية الصياغة للمعنى، من خلال مغامرة في – (الستراتيجية الفكرية) وعبر منهج اجتماعي تحكمه شعرية النـــــص – (بانطولوجيا) برهانية تسعى للبرهنة على حقيقة المقدمات وامتلاكها الجديد للحقائق – والمدلولات .. وهو المشروع الشعري (لتفكيك النص) والبياتي يظهر لحظة الغياب بوجود اختلافي يتجه به الحضور المتواصل، لتوضيح مفهوم (الدال والمدلول) من ناحية اصوله الفلسفية … ويظهر هذا في ثنائيات البياتي المتميزة وهي ثنائية تتميز بالطابع المرجعي الذي يركن الى محنة الانسان في هذا الكون وهي الاشكالية الاولية في عملية الاختلاف الحضوري .

والبياتي يتمحور حول هذه – الثنائية (الحب – الحرية) وهي – الثنائية التي تميز تجربة البياتي من خلال (الزمكان) .. واستمرار الحياة عبر الموت .. في اولوية مرجعية تؤكد دليل عملية الاختلاف – والحضور – هذه السلطة الحقيقية للنص الشعري باطار من التفكير – (الزمكاني) عبر الثنائيـة في (الحضور والغياب) وفي (الوقت – والثورة) ان منطق (الحرية – والحب) وهو مفهوم اختلافي يعمل على تفكيك حدة – الذات – وحجب منطق الوجود (كما يقول ها يدغر).

فالبياتي يحدد دلالة الثنائية في (الحب والحرية) .. وهي الصورة المركزية لاشكالية (الزمكان) في (المعبودة – وههو القناع – والصوت – والصدى) في قصيدته (سأنصب لك خيمة في الحدائق الطاغورية) في ديوانه (كتاب البحر)

 

ويقول البياتي:

وخلق سور الليل صفصافة

يغسل عينها ندى الفجــر

تنشر في الليل مناديلها

وتغمس الاوراق في النهر

تاوى العصافير اليها، وفي

غيابها تنام في قلبي

حاملة بذور احلامنا

وصبوات النور والزهر

وكلمات لم نقلها ولم

تبح بها غزالة البحر

اغتصب العالم فيها وفي

حروفها اموت في الاسر

مرتدياً اكفان كينونتي

وغسق الميلاد في القبر

وحاملاً للنور قيثارتي

وصاعداً اليك من بئرِ

ثغرٌ ومن تيميّة النهد

ومسها النور باقداسه

وباح للعشاق بالسر

وصاح فوق الطور مستنجداً

غزالة عدت الى البحر

ونجمة في قاع نهرٍ الى

بلادها تعود في الفجر

تاركةً بذور كينونتي

وجسد الميت في الارض

ممزقاً محترقاً دامياً

تحت سياط الجوع والخوف

ويمضي البياتي في نتاجه الشعري – الذي مثل الحدة في الوعي – والتطور المتسارع في الادوات التي تكّون اللحظة الحاسمة، وهذا هو الرسم البياني الذي يتميز به البياتي في هندسة المسلك المكاني المألوف، في حالات التطور.. لان الفضيلة القابلة لتكوين الحشد المتسارع في تجربة شعرية حية  عانت الغربة والاغتراب والحرية والحب والنفي وهو شيء تكون في منهج شعري سعى الى المطابقة والتأمل في خصوبة حية ورغبة متنوعة في (العلامة والمعنى) والشهوة والمغامرة – وبين هذا وذاك .. تلابست القطعة الشعرية فبرّزت احتشاد التجربة التي مثلت قيمة فنية .. والبياتي كا قد هيأ ادوات هذه القيمة وعبر معاناة متميزة، هذا الاكتمال كان هو الوحدة لا في الحضور الاختلافي وهو يتمثل القوة المتعلقة بالابداع بل بتفسير كنه الحياة . .

 

بقلم:  د. علاء هاشم مناف

.........................

1.الرؤيا في شعر البياتي، محي الدين صبحي ن ص 35 .

2.نفس المصدر السابق .

3.ت – س اليوت .. الشاعر الناقد ماثيسن، ص 175 .

4.بستان عائشة، دار الشروق، القاهرة .

5.نفس المصدر السابق .

6.نفس المصدر السابق .

7.ت – س اليوت .. الشاعر الناقد ماثيسن، ص 149.

8.نفس المصدر السابق.

9.قصائد حب على بوابات العالم السبع، ص 120 – 121.

10.نفس المصدر السابق .

11.نفس المصدر السابق .

12.لغة الشعر، د. رجاء عيد، ص 343 .

13.مجلة البحرين الثقافية، العدد 82، ابريل 2002 .

14.تجربتي الشعرية، ج2، ص 17 – 18 .

15.احلام الفارس القديم، صلاح عبد الصبور، منشورات دار الاداب، بيروت .

16.الاعمال الشعرية، ج2، ص 212 – 213 .

17.نفس المصدر السابق .

.

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم