صحيفة المثقف

سردار محمد سعيد: الفكر الغيبي والمبالغة في العدد

sardar mohamadهناك من لا يفرق بين رقم وعدد لاسيما العامة فتسمع على سبيل المثال : كم هو رقم هاتفك ؟ كم هورقم سيّارتك؟ ويفترض القول عدد لأن الرقم هو من واحد إلى تسعة ويصح القول لو قالوا أرقام هاتفك وأرقام سيارتك .

ووردت الأرقام كافة في القرآن الكريم وهذه جردة بها :

بلفظة واحد في البقرة 61 و 163 و النساء 11و 12 و 171 والمائدة 73 والأنعام 19 ويوسف 67 والرعد 4 وإبراهيم 52النحل 22 و 51 والكهف والأنبياء والحج والنوروالعنكبوت وفصلت  ووردت بلفظة أحد في البقرة 102 و 136 و285 وفي آل عمران 73 و 84 و 153 و النساء 43 و 152 وفي المائدة 6 وفي الأعراف 80 وفي التوبة 6 و84 و127 و هود ويوسف والحجر والتوبة والعنكبوت والأحزاب لفظة إحدى في الأنفال 7 و التوبة 52 و القصص 27 وفاطر 42

اثنان في المائدة 106 و إثنين في الأنعام 143 و 144 و التوبة وهود والرعد والنحل والمؤمنون و يس .

ثلاثة في البقرة وآل عمران والنساء والمائدة وهود والكهف والواقعة والمجادلة و الطلاق .وثلاث في الكهف ومريم والنور والزمر والمرسلات .

أربعة في البقرة – 3 مرات -  والنساء والتوبة – مرتان - وفصلت بلفظة أربع في النور – 3 مرات - .

خمسة في الكهف والمجادلة .

ستة في الأعراف ويونس و هود و الفرقان و السجدة و ق والحديد .

سبعة في الحجر والكهف ولقمن وبلفظة سبع في البقرة – مرتان – وفي يوسف – 4 مرات – وفي المؤمنون وفصلت والطلاق والملك .

ثمانية في الأنعام والزمر و الحاقة .

تسعة في النمل والمدّثر وبلفظة تسع في الإسراء والنمل .

نرى في هذه الجردة المقدار الكثير من الأرقام الواردة في القرآن الكريم أما الأعداد فأقل  لا سيما الضخمة , فورد العدد ألف في البقرة والأنفال وثلاثة آلاف في آل عمران وكذلك خمسة آلاف في السورة نفسها .

ظن دعاة الفكر الغيبي أن اسثمارالعدد بشكل مخيف وباعث للرهبة دعم للدين ونصرته ومدعاة للتمسك به وهذا حدود فكرهم التربوي النظري غير المعتمد على العلم والتطبيق فلم يحسنوا ولم يفلحوا .

ولقد استثمروا العدد بشكل مضحك ويبعث على السخرية أمام تفتح الأذهان وتطور العلم ودحره للخرافة .

ومما وجدت منها بعدد كبير في الكتب التراثية المعروفة يسرني أن أجعل من يومكم يوم سعد فإليكم بعضه:

من تول أذان مسجد من مساجد الله يريد بذلك وجه الله أعطاه الله ثواب أربعين ألف نبي وأربعين ألف صديق وأربعين ألف شهيد ويدخل في شفاعته أربعون ألف أمة

وفي كل أمة أربعون ألف رجل وله في كل جنة من الجنان أربعون ألف مدينة وفي كل مدينة أربعون ألف قصر وفي كل قصر أربعون ألف دار وفي كل دار أربعون ألف بيت وفي كل بيت أربعون ألف  سرير على كل سرير زوجة من الحور العين بين يدي كل زوجة أربعون ألف وصيفة ......... إلخ من هذا الهراء

( كتاب نزهة المجالس ومنتخب النفائس للصفوري ) .

تساؤل : بفرض أن هذا المؤذن يضاجع فقط فقط فقط كل ليلة واحدة فسيقضي 40000 يوم ههههها وهو بكامل الصحة والقوة ولكن في الألف الأخيرة من لياليه لا بد من تجهيزه بألف حبة فياغرا وبوجود عدد كبير مثله أقترح إنشاء معمل للفياغرا .

وهذا الكتاب فعلاً هو نزهة في متنزه الخرافات وفيه عشرات من الروايا ت المضحكة مثل :

أن من صلى على النبي الكريم جمعة واحدة صلى الله عليه وملائكته:

ألف ألف صلاة وكتب له ألف ألف حسنة وحط عنه ألف ألف خطيئة ورفعه ألف ألف درجة ...........

ومثل هذا الهراء ما نصه:

هبط ملك على  النبي – ص – له عشرون رأساً في كل رأس ألف لسان يسبح الله ويقدسه بلغة لا تشبه الأخرى وراحته أوسع من سبع سموات وسبع أرضين فحسب النبي أنه جبرائيل .........فقال أنا صرصائيل ........ ولما غادر قرأ النبي بين كتفيه كتابة .......... فسأل عن وقت كتابتها قال من قبل أن يخلق الله الدنيا باثني عشر ألف سنة .

كتاب بحار الأنوار للمجلسي

سؤال : طيب لماذا الكتابة ولم يخلق بعد من يقرأ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ومن الروايات التي لا يستسغيها عقل عاقل :

إن لله عز وجل ديكاً رجلاه في الأرض السفلى وعنقه مثنية تحت العرش وجناحاه في الهواء يخفق بهما .............إلخ

( كتاب حياة الحيوان الكبرى للدميري )

كفرالرجل من حيث لايعلم إذ قال جناحاه في الهواء إذن بين العرش والأرض هواء ومن المعروف أن طبقة الهواء رقيقة ذات ثخن يسير وعلى هذا فإن العرش قريب على وفق زعمه .

وقيل مابين السماء والأرض خمسمئة عام وبينها وبين التي فوقها كذلك حتى سبع سموات وفوق السماء السابعة بحر بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء ..... إلخ

( كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري )

من نصدق الدميري أم النويري !!!

لا توجد في الذكر الحكيم مثل هذه الأعداد الفلكية وإنما جاءت على ألسن الرواة والإخباريين والمحدثين ووعاظ السلاطين دون سند علمي سوى قال فلان عن فلان و سمعنا و روي عن فلان و حدثنا فلان ولكي يوهموا العامة بصحتها عزوا ذلك لنبي أو ولي أو فقيه .

نحن مطلوب منّا أن نصدّق وإن تفوهوا بترهات القول .

يتساءل الناس ماالحاضنة لداعش هذا هو تراكم يوماً بعد يوم حتى نضج وصار فكراً.

ومثل هذا مالم تخلو منه حتى كتب الأدب ففي كتاب التذكرة الحمدونية لمؤلفه – ابن حمدون :

دخل داوود –ع – غاراً فيه رجل ميت عند رأسه لوح مكتوب فيه ( أنا فلان بن فلان ملكت ألف عام وبنيت ألف مدينة وتزوجت ألف إمرأة وهزمت ألف جيش ..............)

هههها من قال أن كراندايزرليس من مخترعاتنا .

وإليكم هذه الخرافة التي وردت في المصدرالسابق للدميري

عندما خلق الله العرش اهتز تعاظما ً – فطوقه الله بحية لها سبعون ألف جناح في كل جناح سبعون ألف ريشة في كل ريشة سبعون ألف وجه في كل وجه سبعون ألف فم في كل فم سبعون ألف لسان ............. –

هل يصدق هذا طفل؟ أجيبوني بالله عليكم .

وحتى لا أطيل عليكم فمثل هذه الروايات لاحصر لها ولكني أجزم لو اطلعت عليها هوليوود لحصلت على خزين مما يمكن أن تستثمره في شرائطها – أفلامها –

وهذه مسك الختام من كتاب (الطيوريات – من أصول كتب الشيخ أبي الحسين الطيوري) ومسك الختام لأنها تشجي الكهول أمثالي:

فما من عبد يصوم يوماً من رمضان إلا زوّج زوجة من الحور العين في خيمة من درّة مجوفة مما نعت الله عز وجل – حور مقصورات في الخيام – على كل امرأة منهن سبعون حلة ليست منها حلة على لون الأخرى فيعطى سبعون لوناً من الطيب ليس منها لون على ريح الآخر لكل امرأة منهن سبعون سريراً من ياقوتة حمراء موشحة بالدر على كل سرير سبعون فراشاً بطائنها من استبرق .....

على هونك ياطيوري فراش واحد يفي ويكفي والبقية خذهاهديّة مني .

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم