صحيفة المثقف

بكر السباتين: أغيثونا بجواب.. ومؤتمر القمة في نواكشوط

bakir sabatinهذه المرة السلطان هو الكيان الإسرائيلي! وتنابلته العرب صنعوا الخيبة في قمة نواكشوط.. وهي قمة سيبصق عليها الجيل الفلسطيني القادم، الهازئ من المحتل الصهيوني لفلسطين.. قليل من الضحك قد يشفي الغليل..

وينبغي إزاء مخرجات هذا المؤتمر الهزيل توجيه عاصفة من الأسئلة إلى العقلاء في الوطن العربي الذي تحول إلى فتات في وجه المؤامرات العاصفة.

إذن ما دام التراكض إلى التطبيع مع عدو الأمس وصديق اليوم بما يسمى "إسرائيل" أصبح لعبة مكشوفة؛ فلماذا القمة العربية من أصله في زمن ذبحت فيه القومية العربية من الوريد إلى الوريد! وما معنى مركزية القضية الفلسطينية بينما يتسابق العرب نحو التطبيع غير المشروط مع الكيان الإسرائيلي المحتل والممتهن لكرامتهم! ماذا يعني حرمان القضية الفلسطينية من أي مبادرة سياسية تدوّلها كالمبادرة الفرنسية وإن كانت منقوصة ولا ترقى لمستوى الحقوق الفلسطينية المشروعة! وحصر الحل بالمبادرة العربية التي أطلقتها جامعة الدول العربية من أجل فتح الباب أمام التطبيع العربي الشامل مع الكيان الإسرائيلي المتمدد في أفريقا وآسيا وصاحب الشهية المفتوحة على تحقيق إسرئيل الكبرى! ألا ينبغي تقدير خطور هذا العدو المتربص من خلال مماطلته في تنفيذ ما هو مطلوب منه كمستحقات للأطراف الأخرى في معاهدات كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو كبناء المستوطنات في الضفة الغربية، وتجميد أهم ملفات أوسلو المتعلقة باللاجئين وحق العودة والقدس! العدو المتمرس على قلب الحقائق حتى وهو يذبح الضحية كما حدث في جنين إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وغزة فيما يعرف بالجرف الصامد (العصف المأكول) والقتل المجاني في الضفة الغربية وتقييد حكومة السلطة الوطنية الفلسطينية بشروط أمنية دعت الأخيرة للتنسيق معه ضد شعبها المغبون!  هل يعقل أن يستنجد الخليج العربي بالكيان الإسرائلي الغير قادر هو نفسه على كبح حزب الله شمالاً والمقاومة الفلسطينية في غزة حتى يضمن الأمن العربي القومي وخاصة الخليجي كما ذهب إلى ذلك ملك البحرين في تصريح سابق له!!!!؟ وكيف يفهم أن الاقتصاد العربي أصبح شريكاً للاقتصاد الإسرائيلي ليتحول الوطن العربي المنكوب بقادته إلى سوق له، لا بل دخل الاقتصاد العربي المنهوب في إطار نفوذ الاقتصاد الإسرائيلي المتغول الغير مباشر في الشرق الأوسط، وكيف نفهم في ذات السياق أن التنمية في الدول العربية المتشرذمة معطلة فيما يستنزف عائد الاستثمار العربي في الأزمات والحروب على الإرهاب بالوكالة، والتحول بناتج الصناديق السيادية إلى جيوب الفاسدين، خلافا للعدو الصهيوني (الكولياني) المتمثل بالكيان الإسرائيلي الذي جعل من صندوقه السيادي لأن يكون الأكبر في الشرق الأوسط، لأن ناتجه كان يسخر للتنمية الشاملة في كيان العدو المارق، ما جعل هذا الكيان المغتصب لفلسطين عضواً في دول العشرين الأغنى على الأرض، ونادي باريس للدائنين.. لماذا هذا العهر السياسي الذي أدرج المقاومة الفلسطينية واللبنانية في قائمة الإرهاب ما استوجب حصارها عربيا (مصريا) في غزة! فلا يجد النجدة إلا من قطر وتركيا وإيران وحزب الله!.

 وماذا لو أبدى الشرفاء من الشعوب العربية المغبونة موقفاً إزاء ما يرون من انتهاكات دول الاعتدال الصهيوعربي لحقوقهم المشروعة وخاصة فيما يتعلق بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية، بالوقوف ضد مواقف تلك الدول الساقطة في اليمن وليبيا وسوريا! ذاتها التي عمدت على إذكاء نيران الأزمات في إطار محور إقليمي يدخل فيه الكيان الإسرائيلي كعقل مدبر خفي، مثل ضرب وحدة سوريا (رغم انتهاكات وجرائم طرفي الأزمة المرصودة)! لا بل وقوف ذات الشرفاء إلى صف الشعوب العربية في أزمات دولهم الداخلية مع حقوق الإنسان، وخاصة في عرف تلك الشعوب أن أنظمتهم الحاكمة ماسونية ساقطة أخلاقياً تتاجر بالقضية الفلسطينية من باب استحقافات الماسونية العالمية عليهم، ما سينسجم مع مصالح الفاسدين من الحكام الذاتية ولو جاء على حساب شعوبهم المغبونة.. أغيثونا من فضلكم بجواب..

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم