صحيفة المثقف

طارق المالكي: العراقي بين الغزو التتري وحرامية السياسية

ملاحظة: ان المو ضوع موجه الى المجتمع العراقي وليس الى قادة العملية السياسية لان المجتمع هو من تم نحره  وسرقة ثرواتة عبر 13 عام من الرجس السياسي اذ  اغلب القادة هم من استفاد من هذا النحر وهذه السرقات حتى اصبحنا نعيش زمن اقل ما يقال عنة زمن العهر السياسي وليس قادة وابناء وطن يمكن الاعتماد عليهم وعلى قول الشاعر مظفر النواب لا استثني احدا منكم يا اولاد ——- والاغرب ان اغلب المحللين على المستوى الاجتماعي والنفسي والسياسي يؤكدون ان المشكلة الاساسية ليس في الطبقة السياسية النجسة بل في المجتمع العراقي الذي لا يستطيع التميز ويرقص على كل نغمة سواء كانت نغمة كلاسيكية او مستحدثة وعلى قول المثل-على حس الطبل خفقن يارجلية- اي ان المشكلة في المجتمع الذي يردد النغمات كالببغاوات ولا يدرك ما يردد- رحم الله د علي الويدي الذي كشف عيوبنا المتسترة-

اذ بين الامس البعيد والقريب والحاضر المؤلم تتشابة الاقدار والظروف وعلى الرغم من ان الزمن متحرك والمكان ثابت والشخصيات مختلفة الا انها تكاد ان تتشابة الاحداث بالافعال والسلوكيات وكان الزمان يتحرك الى الخلف ويعيد الى الذاكرة والتذكر للامة المسلوبة و التي لا تعي وجودها التاريخي ولا تستفد من دروس الماضي وعبره بل ان البعض يصر على اعادتة وتكراره لاهانة الامة والتاريخ والدين والانسان ويبدو ان بعض هذه الشخصيات متمسكة بالماضي الاجرامي والتخلف العشائري والقبلي حتى فقد المجتمع تطورة وحضارتة وانسانيتة واصبحنا ندور في الحلقة الفارغة- الطاحونة- التي تحركها الثيران  العمياء او المغطاة بقطعة من القماش المستهلك والعتيق لتحجب عنها رؤية الواقع المؤلم حتى اصبحت اليوم واحدة من اهم القطع الاثرية التي يتاجر بها مرتزقة الدين والمذهب والسياسية بعدما وصلت الى المتاجرة بدم ابن بنت رسول الله ص  في واقعة الطف  حتى اصبحت الشعائر  الحسينية - كالطير المذبوح الذي يرقص على جراحة- تارة يهتف واحسيناة وتارة يصرخ اما من معين يعيننا وهي نفس الصرخة التي اطلقها ابا عبد الله ع ولم يجد لها صدى في الكوفة والعراق حتى نحر ولم يجد من يجمع شتات الجسد الطاهر او يحمي  سبايا اهل بيت رسول الله ص لا من اهل الكوفة ولا من والعرب عموما الذين يرددون السلام عليكم في كل صلاة حتى في يوم النحر والسبي--- ومن اوائل المستسلمين والمخادعين هم اهل العمائم في الكوفة وشيوخ العشائر والمجتمع عموما لانهم كانوا مسلوبي الارادة وكان ايمانهم لا يتجاوز جدار الكوفة او رائحة الدينار اليزيدي الذي اعمى البصر والبصيرة على حد سواء  اذ نحن امام تاريخ  لا نتحدث عنة بشكل صادق وجرئ  ونلقي اللوم على يزيد واعوانة  وندرك جيدا بان الاغلب الاعم من اعوان يزيد اغراهم المال والجاة في نحر ابا عبد الله ع  وهم لا يختلفون عن العمائم وغيرهم من اهل الكوفة وغيرها من المناطق سواء كانت تلك المناطق عراقية او عربية  اذ لو كانت العمائم والشيوخ قد ساندوا ابن بنت رسول الله ع  لما استطاع يزيد او غيرة من نحر الحسين وسبي اهلة ع لهذا كانت واقعة الطف عبرة وعبرة في اعلاء كلمة الحق والتي ضاعت اليوم كما ضاعت بالامس بين رجال الدين وعمائمهم وشيوخ العشائر  وما يسمى برجال السياسية حتى اصبح النحر جماعيا وباساليب عصرية لا تختلف في مضمونها وشكلها عن عصر يزيد اذن  اين تكمن المشكلة في نحر المجتمع العراقي لثلاثة عشر عام دون توقف حتى بكت الشوارع من سيلان الدم ولا زال المجتمع ياءن  ويصرخ ولا يحرك ساكنا وهو يدرك بان داعش الحكومة والبرلمان اخطر من داعش في جناحها العسكري ومن حمل صحائف القران في صفين  لا يختلفون  عن الذين يحملون شعار المذاهب في السلوك الظاهري والمتستتر والامثلة  عديدة ولا تقف عند شخص او حزب بل والاخطر من هذا هي العمائم المزيفة سواء كانت وراثية او مستحدثة وبغض عن النظر عن اللوانها واشكالها والتي اشتركت في نحر الشعب العراقي كما سبق لها المشاركة في نحر ابا عبد الله ع لانها شخصيات لا تبحث الا عن رائحة الدينار او الدولار وابسط دليل ما تمتلكة هذه الشخصيات من الاموال والممتلكات تتجاوز اغراءات يزيد لاتباعةولا زال البعض من ابناء العراق يصفق ويقبل الايادي التي نحرتة ويردد هوسات الذل والمهانة لهم على الرغم من ادراكهم بانهم قتلة الحسين او قتلة صوت الحق- وبعيدا عن التنظير الاجتماعي اذ ان واحدة من هذه الدراسات كانت ولا تزال  تؤكد حول مفهوم الطباع والتطبع المنحرف اي ان بعض الشخصيات المنحرمة سلوكيا عن الزمن والتاريخ قد تطبعت او ان لها طباع تكاد ان كون متشابهة في سلوكها الانحرافي سواء بتاثيرات جينية او كروموسوماتية او تاثيرات بيئية واجتماعية وان كلا الدراستين لها تاثيرات خاصة على طبيعة السلوك الانساني المنحرف من خلال دراسة الابعاد الحقيقية لكل شخصية من  هذه الشخصيات سواء في الماضي او الحاضر وبهذا نجزم  بان السلوك الانساني المنحرف في اغلب الاحيان يبقى ثابتا على الرغم من تعاقب الاجيال وتوارث الطباع والتطبع بغض النظر عن كل التغير ات الظرفية الزمانية لكل حادث وفعل والتي لها الدور الكبير على طبيعة ثبات السلوك على الرغم من تعاقب الشخصيات المتوراثة والتي تعتمد اساسا على منطلق هو الاستعداد النفسي للطاقة الكامنة والتي يمكن تفجيرها متى ما اراد الراعي في تهيج الثيران في لحظة ما كالبركان وتنحر البشرية جمعاء كما تفعل داعش وغيرها اليوم عبر سحر قطعة القماش التي لايمكن فك طلاسمها حتى من قبل المنجمون والسحرة ولكن السؤال من يتحكم بغطاء العينين في الثور حتى بهبج كهيجان البحر ولا تصدة كل السواتر والسدود والموانع و من  يستطيع ان يزيح هذه القطعة وكيف وباي اسلوب وهو الذي تطبع بها عبر عقود او قرون ولا يرى من حياتة الا الدوران مع نفسة و بشتى انواع الاقمشة المستهلكة والعتيقة والجديدة — انتيكات متوارثة – تجاوز ت الجهلة من ابناءنا حتى وصلت الى انصاف المثقفين والمتعلمين ورجال الدين والاجتهاد السفسطائي وووووووووالخ   لاننا لا نزال مبصرين دون بصيرة تقودنا لمعرفة قيمتنا الانسانية اولا وقيمة وجودنا في هذا الكوكب ولهذا تجدنا ندور حول انفسنا ونتشبث بماضينا العتيق في سلبياتة لا ايجابياتة ونستهل منه دروس لقتل ذواتنا وقيمنا واخلاقنا وديننا وانسانيتنا وتحت شعار نعيش من اجل ان ناكل ولا ناكل من اجل ان نعيش وتحت هذا الشعار انتفخت الكروش وترهلت الارداف وتوقفت الذاكرة والتذكير ومسحت العقول بفعل فاعل الذي اختار قادة وسياسين  وتجاردين على حساب القيم والتطور والحضارة والرقي حتى اصبحنا امة ووطن تضحك عليها الامم لجهلها وتخلفها وكل ما يمكن ان يقال في ظل هجمة مغولية وتترية واتفاقات شياطية مكشوفة العورات لدى كل متابع سياسي واعلامي   ولا تزال الحكومة تؤكد على قوتها في محاربة الارهاب وطرد ه من العراق وهي نفس الحوادث تقريبا والتي قادها هولاكو باحتلال بعض المناطق وتقدمة الى مركز الخلافة من خلال بيادقة التي زرعها في العراق وكان الخليفة العباسي يراهن على جيشة من طرد هولاكو دون ان يحصن جبهتة الداخلية سياسيا وعسكريا واعلاميا وهذا مالا نتمناة للعراق الجديد ولكن كما يقال –اعقل وتوكل - والحر تكفية الاشارة 

 

ا. د. طارق المالكي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم