صحيفة المثقف

علي جابر الفتلاوي: أمجد عبد سالم عشق قلبه العراق فعشقته القلوب

ali jabaralfatlawiأمجد عبد سالم مصور حربي من محافظة كربلاء رافق الجيش العراقي والحشد الشعبي المبارك والقوات الأمنية الأخرى في معركة تحرير الخالدية، فتحررت الخالدية بفعل دماء الشهداء الأبطال، وتضحيات عشاق العراق من أبنائه المقاتلين  المخلصين من مختلف الصنوف مع من يرافقهم من الإعلاميين والمصورين  الذين يندفعون جميعا بروح واحدة للجهاد والقتال دفاعا عن العراق، جميع هؤلاء الأبطال يعشقون العراق، فعشقتهم قلوب الملايين من أبناء الشعب العراقي البطل.

في قضية أمجد توجد عدة صور تعكس تضحيات وبطولات وصبر أبناء العراق، نسلط الضوء على بعض منها، الصورة الاولى حالته النادرة في قطع ساقيه وهو لا يزال شابا في مقتبل العمر، وحصلت الحالة أثناء تصويره للعمليات البطولية في ساحة المعركة، الذي شاهدناه من خلال شاشة التلفاز، أن هذا الشاب لم ييأس بل ظهر وهو يتمتع بمعنويات عالية، وهذا ما لمسناه أيضا من جميع مقاتلينا الجرحى رغم أن جراحات بعضهم خطيرة وصعبة، وأمجد أحد هؤلاء الأبطال، ونتمنى من الحكومة العراقية ومن جميع المعنيين أن يكون الاهتمام بجميع جرحى المعارك الأبطال تقديرا لتضحياتهم، وتشجيعا للآخرين ليحذوا حذوهم.

الصورة الثانية التي عكستها قضية أمجد هو اهتمام المرجعية بقضية أمجد، إذ تكلم عن قضيته الشيخ مهدي الكربلائي في خطبة الجمعة يوم ( 5 آب 2016 م ) وعندما يتكلم الشيخ الكربلائي باسم المرجعية ويذكر قضية أمجد، هذا يعني أن حالته تستحق الاهتمام من الدولة وأصحاب العلاقة، الأمر الذي حرّك رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي ليرسل وفدا طبيا خاصا، لتقييم حالة أمجد المقطوع الساقين، وتقديم ما يمكن من دعم ومساعدة، وهو يستحق هذا الاهتمام بعد أن قدّم حياته دفاعا عن وطنه، فشاءت الظروف أن تُقطع ساقاه فتلقى الأمر بثبات وشجاعة، وهذا هو دأب شبابنا المقاتلين اليوم في ساحات القتال.

في هذه القضية الشكر للسيد العبادي على موقفه، لكن الذي نتمناه أن تهتم الحكومة بكل المقاتلين ومن كل الصنوف سواء كانوا في ساحات الجهاد بأن يلقوا الدعم والرعاية وصرف المستحقات المالية، سيما وأن الكثير من المقاتلين المجاهدين خاصة أبناء الحشد الشعبي كسبة تركوا وسائل رزق عوائلهم والتحقوا بواجب الجهاد استجابة لدعوى المرجعية في الجهاد الكفائي، أو كانوا شهداء من الجيش أو الحشد الشعبي أو الصنوف الأخرى بأن تصرف لهم رواتب تقاعدية مجزية مع الاستحقاقات الأخرى، أو كانوا جرحى بأن يُتابعوا ويُعالجوا سواء في داخل العراق أو خارجه حسب الحالة، فهؤلاء المقاتلون سواء كانوا في سوح القتال أو شهداء أو جرحى، كلهم يتمتعون بنفس الروح من البطولة والتضحية، ومن الواجب أن يحصل المجاهدون على جميع حقوقهم سواء كانوا أحياء أو جرحى أو شهداء، بعد أن وضعوا أرواحهم جميعا على أكفهم فداء وعشقا للعراق.

الصورة الثالثة والأخيرة، إذ لا يمكن استعراض جميع الصور وهي كثيرة لشبابنا المجاهدين، لذا نكتفي بهذه الصورة التي تعكس بطولة وشهامة وتضحية ووفاء وإخلاص المرأة العراقية من أجل الوطن، إذ شاهدنا تمسك خطيبة أمجد به بعد قطع ساقيه، ولابدّ من تسليط الضوء على هذه الحالة لأنها تستحق الاهتمام.

 يعطي تمسك خطيبة أمجد به ورفضها وكذلك أسرتها الكريمة فسخ الخطبة بعد قطع ساقية، أصالة الأسرة والمرأة العراقية في الوقوف بشجاعة وصلابة مع المقاتلين مهما تكن التضحيات والنتائج، وبهذا الموقف المشرّف أثبتت المرأة العراقية أنها لا تختلف عن الرجل في الشجاعة والتضحية، وقد مثّلت خطيبة أمجد صورة  المرأة العراقية الشجاعة المضحية خير تمثيل، كذلك عكست أسرتها المحترمة صورة العائلة العراقية المضحية الصبورة والشجاعة، فألف تحية لأسرة خطيبة أمجد، وألف تحية لخطيبة أمجد، وألف تحية للشاب أمجد الذي عكس صورة الشباب العراقي المضحي العاشق للوطن.

 موقف أمجد هذا دفع جميع العراقيين الذي عرفوا قصة أمجد، أن يقدموا له ولجميع الشهداء والجرحى والمقاتلين أحتراما وحبا وتقديرا، ونقول شعب فيه هذه النماذج من الشباب المضحين نساء ورجالا لن يخسر ولن ينكسر، ولابد أن يكون النصر حليف هذا الشعب الصابر المجاهد من أجل أن يبقى الوطن منتصرا موحدا، ومن أجل أن تبقى المقدسات مصونة سالمة.

وأخيرا التحية والاحترام والتقدير الى أمجد عبد سالم الذي عشق قلبه الوطن، فعشقته القلوب لموقفه البطولي هذا، وتحية وتقديرا واحتراما إلى جميع العراقيين المضحين المجاهدين في ساحات الجهاد، وتحية وتقديرا واحتراما مع قبلة وفاء إلى الشهداء الذين قدموا حياتهم فداء للوطن والمقدسات، وتحية وتقديرا واحتراما للجرحى، ونتمنى لهم الشفاء العاجل.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم