صحيفة المثقف
كريم عبد الله: مدنٌ كالحةٌ أحلامها
ينتصبُ الضوءُ غداً عموداً بازغاً
يشاكسُ نهاراتكِ الذاوية
مدنٌ كالحةٌ أحلامها / كريم عبد الله
الأحياءُ الغنية أمناً
تنامُ طيورها
في حضنِ أحلامِ الندى المفعم أنسانيةً
تمحو مِنَ العيونِ مواقدَ الأٍسى
وتمزّقُ وحشةَ الليلِ المنهك ...
لا ضجيج بنادق يتغلغلُ في صباحها
تعتصرُ طفولة الأزهار
ولا معارك
أكفانها عاريةً
ترتمي فيها الأجسادُ النيّئة ...
جسرٌ يعوي
و ألغامٌ سرقتْ أرجلهُ الضامرة
تثقلُ كاهلهُ مسيراتٌ حاشدة تحتدمُ الأفكارُ الهاربة
على ضفةِ الطرقاتِ
يتملّكها مخاض أعور ...
تتراقصُ بشاعةُ الموتِ رشيقة ً
تؤنقُ (أوروك)*
تملأُ تضاريسَ الأرضِ
بذورها تفقسُ خوذة كبيرة
تتزيّنُ بــ صفيرِ وحشتها الأرامل ...
الرسائلُ القادمة
تحملُ نبأَ موت العقل
الرعبُ دمية فاجرة
تحرسُ الأرضَ القتيلة
نزواتها كرؤوسِ الشياطين تنفجرُ
متكاثرة
عائمة ...
يشربُ الأفق
رحيقَ العويل
يلوذُ بـعينيكِ محتجباً
خلفَ نظّارةٍ سوداءَ
يحسبُ الخسارات الهاطلة
تهرسُ بواكيرَ النهار ...
ينتصبُ الضوءُ غداً عموداً بازغاً
يشاكسُ نهاراتكِ الذاوية
يمنحكِ جوازَ سفرٍ ابيض
يستنشقُ إستغاثاتٍ يابسة
تداهمهُ الفتن ...
فــ تنجبين الحلم الآفلَ
يملأُ الكونَ ...
بقلم: كريم عبد الله - بغداد
