صحيفة المثقف

رواء الجصاني: تأملات وتساؤلات عن بعض حالنا اليوم (18)

rawaa jasani25- المسألة العراقية بين الحلم والواقع: منْ منا لا يحلم بكل ماهو مأمول ومرتجى، ومن بين ذلك ان تتعافى بلاد العراقيين وينعم أهلها بالخير، ولنقل ان يعودوا أقل حزناً، والما ... ولكن، وهنا يأتي استدراك عجول، اليس من الأهون ألاّ يحلم المرء بالبعيد، لكي لا تنكفئ النفوس؟. فهل حقا يمكن ان يتحقق الحلم، وتُحل قضية العراق، دون النظر الى حال المنطقة كلها، وتعقيداتها، واولها: السورية والليبية واليمنية.... دعوا عنكم الفلسطينية؟!! . عسى أن يحدث ذلك، ويحلو العراق، وشطاه والجرف والمنحنى.

 

26- نعم للأختلاف .. بعيدا عن الشخصنة

تزدحم المواقع الاعلامية، وصفحات التواصل الاجتماعي، بكتابات وتوثيقات وسير واحداث، وكل ذلك حال صحية، وما نحن آتون بجديد بهذا الشأن. ولكن أن " تنحرف" تلكم الجهود باتجاه الشخصنة والذاتيات، برغم ما "تتزين" به من مبررات مثل "شهادات للتأريخ" وغيرها، وذلك ما يراه كثيرون بؤساً عميما، وخاصة حين يأتي من مثقفين وسياسيين، يُحسبونَ، أو يَحسبونَ ذواتهم، متميزين جهودين أكفاء، ينبغي ألاّ يكونوا متشددين، دون ضرورة.

 

27- فاقد الشئ، لا يعطيـه

منذ سنوات ويستمر" الدكتور فلان" بالحديث، بل والصراخ، عن الفساد والفاسدين ... ويضيف أحد الاصدقاء العارفين ببواطن، وظواهر، الامور، والعهدة على الراوي: ان اطروحة ذلك "الفـلان" كتبها له "أصدقاء" مقابل بدل نقدي قدره ستمئة  دولار، أو ما يعادلها، لاغير .. والادهى أنه – الفلان- راح يروج بأنه تخرج من جامعة بلد اوربي غربي، والحقيقة ان الجامعة الحقيقية هي في احدى البلدان "الاشتراكية" السابقة !!!. فهل سيتقاصر الفاسدون – حقاً- حين يكون دعاة القضاء على الفساد مثل ذلك  "الدكتور فلان"  ؟!.

 

28- الصراخ والشتم، لا يكفيان

ما أسهل الانتقاد، وما أكثر المنتقدين، بل والشتامين، تحت رايات النقد والانتقاد والتقييم . ولكن حين تجادلهم – بالحسنى طبعاً-  تراهم عاجزين عن الاتيان بأي بديل، أو اقتراح حل ما، لأي من الاحوال والاوحال التي ينتقدون... ومبررهم الاول - والأخير ربما- هو أن الحياة ستفرز البدائل، والمهم هو التغيير، ولكنهم ينسون أو يتناسون بأن الكثير من " التغيرات" و"التغييرات" جاءت بكوارث أمّر، واكثر إثما !.

 

29-  لكي لا تلتبس الامور

من المعروف والمتداول، وبكل تبسيط، ان حرية ابداء الرأي حق مطلق وبلا حدود. كما إن وجهات النظر ملك اصحابها، وبلا شروط . ولكن – ومن جديد، وما اكثر الاستدراكات- كم هو مفيد وراقٍ لـو أُتيح لنا - نحن المتلقيـن-  ان نتعرف على كتابـ"نـا"من خلال خلاصات وحسب، من قبيل: كلمات عن تحصيلهم المعرفي، وسطور عجولات عن سيرتهم الذاتية، تُسجل في نهاية ذلكم "التحليل" و" البحث" أو تلكم الكتابة وغيرها.. ما رأيكم؟!.

 

30- أتساءل، وأحُير جوابا

في حوار عجول مع صديق حريص، زعمتُ بأن البلاء الذي أحاق- ويحيق- بالعراق مازال مستمرأ من عقود، وسأقول من قرون ولن أتردد... ومع ذلك ثمة اسماء وشخصيات سطعت بكل شموخ في مجالات الفكر والعطاء الثقافي، برغم ذلك البلاء المستعصي، المخيم على بلاد الرافدين. ومن بين من نعني، مثلا، وفي العقود الاخيرة خاصة: جواد علي، عبد العزيز الدوري، محمود صبري، مصطفى جواد، بدر شاكر السياب، حسين أمين ، أحمد سوسة، هادي العلوي... وأقرانهم وأربابهم، مع حفظ الالقاب والمراتب.... ثم تساءلتُ بعد ذلك الزعم: ترى لـمَ لا نسمع منذ سنين- وباستثناءات معدودات- عن سواطع جديدة تشابه او تقارب اولئك المتميزين الكبار؟!... تساؤل على السريع، مع كل الاجلال للساطعين الجدد، وللسائرين على طريق السطوع .

يتبع

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم