صحيفة المثقف

سردار محمد سعيد: لا تدعية يلوّث السفح

sardar mohamadما أجملك وأنت المؤنث الذي لا يذكّر

كأنهم خلقوها وليس لله فيها يد

 


 

لا تدعية يلوّث السفح / سردار محمد سعيد

 

إلى من ترفض أن يعتد لها متكأً ً لتقطع يدها بسكين دهشة وانبهار، إلى من لا تودع حبيباً خفية بعد أن يتدلى من ثمانين قامة كباز أقتم الريش، إلى من لا يسمو إليها عشيق بعد نوم أهلها، إلى من لا تنتظر حلو الشمائل بعد أن تلعب به الشمول، إلى من ترى بالعين والعقل لا بالخيال والخاطر، إلى من تستطيع أن تكون مثوى الحبيب وداره، إلى من لا تستبد وهي غير عاجزة، إلى من تجود بوصل طاهر ولا تنفر، إلى من تسخر النظر للعمل والعلم لا لعلامات الموّدة ولا تحمّل طرفها رسائل، إلى من تبعث بفؤادها ليقضي الله أمراً كان مفعولا، إلى من تطيب وتسعد بريا الحبيب لأن الحبيب يسعد برياها ولايسعد بريا القرنفل يأتي بها نسيم الصبا فأنت فاطم وأم الحويرث وأم الرباب وأميمة وبثن ورفقة وريّا ورويق وسعدى وكل اللواتي تغنى بهن الشعراء، أقدم لك شفتي لتقبل رأسك ورأسي منحن لك إجلالاً.

 

ليسوا أقوياء

ولأنك كالزجاج شفيفة

ورقيقة كالخزف

ظنوك ضعيفة

صيّروك الهدف

ونصبوا أنفسهم أولياء

يحللون ويحرّمون

يطرحون ويجمعون

الغناء والرقص زنا...الرسم والنحت غير مباح

..نزع النقاب والوشاح كفر بواح، لبس السراويلات عيب، ممارسة الرياضة إظهار للعورة، يطلق سراح الشهوة، وصهيل فرس الشوق

قول النساء الشعر عبث

وعندما يفور تنور المشاعر

ليلاً وتحس بالأنوثة رفث

ما أجملك وأنت المؤنث الذي لا يذكّر

كأنهم خلقوها وليس لله فيها يد.

يا ماءنا الأول

أيتها العقدة التي تحل

بلمسة، ببسمة، وهمسة

أصرخي بوجه الخليفة

أرفضي أن تكوني

جارية ...سبية ..متعة سهلة

أرفضي أن تتألمي ويسعد

ولا هو يتألم وتسعدين

تسعدان معا ومعاً تسكبان الأدمعا.

أرفضي قول.... نعم

طوع أمرك

وكل ما تريد مجاب

يريد أن تكوني مطيعة

ليس مهما ما به تشعرين

المهم أن تكوني كقطة وديعة

ليس مهمّا أن يكون بطيئاً ...مريعاً...لاهثاً...صفيقاً

لعابه يملأ سفح خصرك

يقيم فيه طقوسه المريعة

هذا هو منتهى النشوة ..واللذاذات..

هذه غاي المنى فلا تستجيبي

لعاشق النزوات السريعة

لا تكوني كتلميذ غبي

لك حفظ الدروس

وله الإنتصار في معركة السرير

وحرب البسوس الوضيعة

تعطيه قبلة إثر قبلة

كما يشاء وحيثما يشاء

وكيف يشاء وفي الموقع الذي يشاء

بلا استثناء

ولا يعطيك قلبه

لأنه لا ينبض فلا يعرف كيف يكون وأيّان يكون

المهم أن تغمضي الجفون

وتستسلمي حتى تفيض العيون

تحافظين على القلم والدواة

وتتقنين واجبك المنزلي

يكون دفتر ملاحظات الشبق والمبراة

على استعداد ليعبث بالحروف والنقاط

وإن شاء يسكب عليه الحبر ويزيل الكلمات

خذي دورك

فأنت المعلم والأستاذ

وفي أفيائك الملاذ

لقّنيه الأبجدية

ألف ..لام ..حاء..باء

علّميه

أن الأنثى محض إنسان

تفكر..تتأمل..تعشق ..

تتحدث بلا لسان

تشعر ..تفرح ..تبكي ..

ولها كيان

أفهميه أنك إنسان

كيف يذوب فيك وفيه تذوبين وببعض تذوبان

يراك وترينه فيما خفي أوبدا

إذا كان قلادة كنت الواسطة

بكأس واحدة تشتركان

في اللحظة نفسها تمتزجان

تمتلئان وتفرغان في آن

إيه يا ابنة الجنان

إذا صار كالأرض الموات فأنت له قطر

أفهميه أنك سلّمه ولست حفرته

ناره وجنّته

الأريكة والمسند

الخيش والحريروالمخّدة والسرير

الغابة والبيداء..الرمل والطين ..الخيط الأبيض والخيط الأسود..السراب والماء..الداء والدواء، الساقية والخرير، ولو شرب أنهار الأرض والسماء لم يرتو

وأن حبك كالنصيف

إن شئت عفيف ..نظيف ..

وإن شئت تساقط فوق أول رصيف

نمرة مفترسة ..قطة شرسة

عصفورة رقيقة ..حمامة مغردة

إيه أيتها الأنثى، يا طرف المعادَلة العسيرة

مجتمع لا يفقه المعادلة أبتر

ذَكر لا يفهمها أعور

 

نقيب العشاق بين بيخال ونياغارا

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم