صحيفة المثقف
كريم عبد الله: على الراقم (1857) جنَّ الحنين راقصاً
خمسون وكومة ذكرياتٍ غزيرة على الراقم (1857)* تنحدرُ عميقاً تمزّقها سنون صخريّة تفتحُ ذراعيها تلتهمُ القادم منها بــ سخريةٍ تبوحُ للاشلاءِ المتروكةِ هناكَ سخافة الحرب .../ غمّازاتكِ العفيفةِ تطردُ وحشيةَ القذائف بعيداً عن السواترِ الترابيّة وتزيّنُ وحشةَ الليلِ في ملاجىءِ (ﭽــلاتْ)* كلّما جنَّ الحنين راقصاً على صناديقِ العتادِ الفارغة .../ الخفافيشُ التي تبحثُ عنّي في خنادقِ (الفاو)* تتعقبُ تعويذةَ أمي تحتَ ملابسي الخاكية وعنْ الذكرياتِ في كيسِ أمتعتي تلعقُ التمرَ في (كليجةْ)* أخواتي المنكوبات بي .../ ترافقينني مضاءةً حتى بينَ توابيت الأوقاتِ المهرّبةِ نباركُ سويّةً إرثَ السلاطين ضعفاء تشتتنا الأقدارُ تحتَ سماءِ برونزيّة لا تفتحُ أبوابها لنا ....
كريم عبدالله - بغداد
.........................
الراقم (1857)*: جبل في شمال العراق هذا ارتفاعه فقدت قدمي فوقه .
ﭽــلاتْ: اول مكان في جبهة الحرب أُنقل اليه في محافظة ميسان جنوب العراق منه تبدأ ولا تنتهي ذكريات الحرب .
الفاو: اقصى مدينة في جنوب العراق حدثت فيه اكبر معركة للموت المجانيّ .
كليجةْ: معجنات عراقية تصنها الامهات لأبناءهن الذاهبين لجبهة الموت , وقد تركتها هناك ....