صحيفة المثقف

رائد الهاشمي: لا تلومونا ولوموا أنفسكم

الإعلامي مُتهم دائماً بأنه يبحث عن السلبيات الموجودة في وزارات الدولة ومؤسساتها ويركز عليها ويترك الايجابيات دون التطرق لها، وأقول لهذه الأصوات النشاز بأن الاعلامي المهني والصحفي الذي يحترم قلمه ومهنته ينظر للأمور بمنظار واحد وليس له أية مصلحة عندما يطرح السلبيات ويسلط الضوء عليها لأنه يبغي أن يوصل صوت ومعاناة المواطن الى المسؤول النائم في العسل محاولاً إيقاضه من نومه عسى أن يعمل على معالجة هذه السلبية وتقليل جزء من معاناة المواطن، أما اتهامنا بعدم تسليط الضوء على الايجابيات فأقول لهم (لاتلومونا ولوموا أنفسكم) لأن ايجابياتكم قليلة ونادرة وسط كوم هائل من السلبيات، وعندما تحين لنا الفرصة بالعثور على أية ايجابية مهما كانت بسيطة نسارع بتسليط الضوء عليها والإشادة بمن فعلها وما يدفعنا لذلك هو المصلحة العامة ولتشجيع الآخرين لتوسيع هذه الايجابيات وصولاً لتقليل معاناة المواطن.

من الايحابيات القليلة والتي تستحق الوقوف عندها والإشادة بها ماوجدته في مديرية مرور التاجيات خلال مراجعتي لها لإنجاز معاملتين الاولى لاصدار إجازة السوق والثانية معاملة تحويل لوحات تسجيل كردستان الى بغداد، وتفاجئت منذ لحظة دخولي لهذه الدائرة من الباب الرئيسية بالتنظيم والدقة في جميع تفاصيل هذه المديرية والمعاملات تسير بسلاسة ويُسر لم نعهدها منذ وقت طويل والتعامل الجيد مع المواطن من قبل جميع الضباط والمنتسبين حتى انهم يردّون السلام للمواطن اذا ماحيّاهم به وهذا أصبح من النوادر في زمننا هذا، وصدقوني بأن معاملة الحصول على اجازة السوق بجميع تفاصيلها بعد جلب الفحص الطبي من أحد المستوصفات الحكومية لم تستغرق أكثر من نصف ساعة حيث استلمت الاجازة وسط ذهولي واستغرابي وكأنني في بلدٍ غير بلدي، وهكذا الحال بالنسبة للمعاملة الثانية التي لم تستغرق أكثر من عشرون دقيقة وتم تسليمي كتاب الى هيئة الكمارك.

بحق ماوجدته يستحق مني أن اوجه كل آيات التقدير والاحترام لجميع العاملين في هذه المؤسسة الحكومية لجهودهم الطيبة في تسهيل انجاز معاملات المواطنين بهذه الروحية الطيبة التي تعكس الاحترام للمواطن الذي أثقلته الهموم والمعاناة اليومية في جميع تفاصيل حياته.

 لم تسنح لي الفرصة لمراجعة دوائر المرور الأخرى وهل انّ حالها نفس حال هذه المديرية فان كان كذلك فنحن بألف خير وان كان بحال مغاير لذلك فنرجو تعميم حالة التاجيات واعتبارها إنموذجاً يُحتذى به وحثّ جميع المديريات أن تكون بنفس الأداء.

دعوتي الصادقة لجميع أخواننا من ضباط ومنتسبي المرور أن يحذو حذو زملائهم في هذا السلوك المشرّف الذي يستحق الاحترام، وخاصة هؤلاء الذين يعملون خلف الكواليس ويتفننون باستحصال الأتاوات من المواطنين بشتى السبل ومنهم الذين يقومون بنصب الفخاخ خارج أوقات الدوام ويختارون أماكن معزولة  وشوارع غير مزدحمة كمصائد لعباد الله ويساومونهم على بعض المخالفات البسيطة تنتهي بأخذ مبالغ من المال السحت مقابل الغاء الغرامة المرورية يدفعها لهم المواطن المسكين من قوت عياله وهو يدعو عليهم في قلبه ويسبهم ويشتمهم، فلاحظوا معي وقارنوا بين هذه النماذج التي تسيء الى عمل وجهود رجال المرور بشكل عام وبين تلك النماذج التي تحدثنا عنها في بداية المقال وهم ينتمون الى نفس المؤسسة فتعساً لهؤلاء الذين يأكلون مال السحت الحرام وتحية تقدير واحترام لرجال المرور الذين يحترمون مهنتهم والساهرين على راحة المواطن وسلامته ليلاً ونهاراً.    

 

رائد الهاشمي - رئيس تحرير مجلة نور الاقتصادية

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم