صحيفة المثقف

قصي الشيخ عسكر: جيكور والسياب

qusay askarيلتبس السواد بالبياض

ويرقص الأخضر فوق الرمل رقصة الفناء

 


 

جيكور والسياب / قصي الشيخ عسكر

 

في ليلة حالكة عميقة القرار

لما تزل جذورها تعلق بالقلوب

حدثنا عرافنا العجوز عن حكاية

تقطر بالحنين

لقرية صغيرة مصلوبة الآمال

وشاعر يولد فيها ذات يوم يعشق المطر

جيكور والسياب

قال لنا عرافنا العجوز

ملحمة خالدة على مدى الأعوام

نبع من الفيوض والإلهام

يجري به على المدى بويب

فتصبح الدنيا كنجمة

قريبة القطاف

يغفو على شعاعها الصغار والكبار

ويأنس القريب والبعيد

لكنما

واستدرك العراف

من قبل أن تستفحل الأدواء

وتعتري الدنيا سلالة الوباء

فندرك السبيل للفناء

تحوّل المطر

يقال فجأة تحول المطر

لمعول

تلهو به أنامل القدر

أو ساحر من فمه

ينحدر اللهيب غنوة

وحشية الأنغام:

الموت يسكب اليباب

بالحقد  يزرع النفوس

من أجل لاشيء يقطّع  الرؤوس

لايرتوي إلا من الدماء

إحساسه حجر

وكل مافيه حجر

أنفاسه

لعابه

عيونه

دماؤه حجر

وهكذا من دونما سبب

يبكي ويضحك الجميع

في لحظة

يلتبس السواد بالبياض

ويرقص الأخضر فوق الرمل رقصة الفناء

عندئذ

جيكور قامت بغتة من الرماد

سبحانك اللهم باعث الحياة

جيكور وحدها ولاشريك

ونهرها بويب

يعيد دورة الفصول

لاتفقدوا الأمل

عرافنا يقول

بجرعة من الرجاء

ونفحة من الأمل

أيوب في جيكور يشفى من بلائه القديم

ويخطر المسيح فوق لجة المياه

يمشي على بويب دونما صليب

لاتفقدوا الأمل

لاتفقدوا الرجاء

أيوب والمسيح في جيكور يرسمان لوحة السلام

أيوب والمسيح

لاتفقدوا الأمل!

 

..............

قصيدة مهداة إلى قسم اللغة العربية في جامعة البصرة ذلك القسم الذي تخرجت فيه عام 1973- 1974

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم