صحيفة المثقف

علجية عيش: المغرب يجدد استفزازه للجزائريين

eljya ayshتصريح لا يخلو من الصدق نشرته إذاعة "شذى أف أم" المغربية حول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، في محاولة منها استفزاز الجزائريين، فقد رسم المخزن سيناريو ملفق للرئيس الجزائر عبد العزيز بوتفليقة، من أجل زرع العداء بين الشعبين الجزائري والصحراوي، وتشويه صورة الجزائر في المحافل الدولية، لكن وبما أن الصحافة المغربية وحتى الشعب المغربي عاجز أن إسقاط النظام "الملكي" في بلده ، وتحويل المغرب إلى "جمهورية" ينتخب رئيسها من طرف الشعب ، فهي تمارس سياسة "التحريض " من أجل الإطاحة بالرئيس الجزائري

جاء في التصريح أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يُقِرُّ بأن الصحراء أرض مغربية، وقد أرجعت الصحافة المغربية التصريح إلى فترة فوز الرئيس بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية الأولى في 1999، ولكن كاتب التصريح كشف عدم احترافيته الإعلامية وبعده عن ألأحداث، بحيث أشار إلى أن فوز الرئيس بوتفليقة كان سنة 1990 ، والحقيقة التي يعلمها العام والخاص أن هذه السنة دخلت فيها الجزائر في حرب أهلية بعد نجاح الجبهة الإسلامية للإنقاذ "الفيس" المحل في الانتخابات التشريعية، وليس فوز بوتفليقة كما جاء في تقريرها، كما أن الجميع يعلم مواقف الجزائر من جبهة البوليساريو منذ الرئيس هواري بومدين إلى غاية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ولا أحد ممن ترأسوا الجزائر وكانوا في الحكم غيروا مواقفهم تجاه ملف الصحراء الغربية، وظلت الجزائر على موقفها في كل المناسبات، فكيف يأتي الرئيس بوتفليقة ويدلي بذلك التصريح الكاذب ، حيث ادّعت بأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأولى، صرح في حوار أجرته معه المذيعة اللبنانية جيزيل خوري على قناة "الأل بي سي" تحدث فيه عن النزاع المغربي الجزائري، حول الصحراء قال فيه مايلي: " إن الصحراء أرض مغربية عبر مختلف الأجيال من الأب إلى ابن، ولا يمكنني أن أنكر ما أثبته التاريخ، وأن العالم بأكمله سيعترف في نهاية المطاف بهذه الحقيقة، لأن التاريخ بكل بساطة قد أثبت ذلك، والحق يبقى حقا مهما حاولت الدوس عليه وإخفائه، لاسيما إذا أخدنا بعين الاعتبار أن البوليساريو لم تمتلك أية شرعية وأية وسائل، ولا تشكل أي كيان، لكن وبصفتي رئيسا لدولة الجزائر، فمن الواجب علي أن أعترض على هذه الحقيقية التاريخية الصارمة، لأني في الواقع لا أملك سلطة القرار والأمر يكبرني، ومن فضلك آنسة جيزيل أغلقي هذا الموضوع"، وبعد انتهاء التسجيل، قيل بأن الرئيس بوتفليقة، ألحّ على عدم نشر نص الحوار.

والذي يطلع على الحوار يدرك أن إعلامية محترفة لا يمكنها أن تطرح هكذا أسئلة دون استعمال ذكائها في استدراج رجل سياسي، له حنكة دبلوماسية في التعامل مع الإعلام، فالرئيس عبد العزيز بوتفليقة ليس ساذجا أو غبيا ليصرح ويقول: " إن الموقف تجاه المغرب يكبرني وفوق إرادتي، لأنني لم أملك سلطة القرار"، وهو ما يؤكد حقد المخزن الدفين على الدولة الجزائرية ، ولا شك بأن هناك تواطؤ بين الصحافتين المغربية والفرنسية، هذه الأخيرة ربطت لقاء الرئيس بوتفليقة بأحد رجال الأعمال الخليجيين، أن له علاقة بقضية الصحراء الغربية، في ظل عودة الأزمة مجددا بين المغرب وجبهة البوليساريو، وأن بوتفليقة حاول ابتزاز دول الخليج لأنها تدعم مواقف المخزن وقراراته، الأمر طبعا واضح وهو يبين الحقد المغربي على الجزائر، كون الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الوحيد الذي ظل في الحكم مدة طويلة في وقت لم تعرف الجزائر أي رئيس مكث طويلا في الحكم، ونحج في تعديل الدستور، وإعادة ضبط المؤسسة العسكرية وإعادة الاعتبار لمؤسسة الرئاسية، وإذا قلنا أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يدرك أن الصحراء مغربية، وأنه لا يقف مع جبهة البوليساريو، كيف يقبل ان تعقد جامعتها الصيفية على ارض الجزائر، ويوفر لها كل الإمكانات لإنجاح الجامعة، وهو الذي أرسل وفدا برلمانيا للمشاركة في أشغال المؤتمر الاستثنائي لجبهة البوليساريو الذي انعقد في شهر جويلية المنصرم بمخيمات تندوف جنوب الجزائر، وهو معروف بمواقفه تجاه ملف الصحراء الغربية ودعمه اللامشروط لجبهة البوليساريو، وتمسك الجزائر بموقفها من قضية الصحراء المغربية، وحتمية استعادة الشعب الصحراوي لحقوقه الوطنية المشروعة ولحريته وتقرير مصيره والاستقلال من خلال استفتاء حر وديمقراطي.

وقد سبق وأن جدد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة دعمه الجهود الأممية لإحياء المفاوضات بين الرباط والجبهة لإنهاء صراع الصحراء الغربية، وقال في الذكرى الأربعين لإعلان "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، بأن الجزائر ستبذل كل ما في وسعها من أجل دعم وتأييد مقترح الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة الرامي لتحريك المفاوضات المباشرة بين الطرفين.ذ، خاصة بعدما تحولت قضية الصحراء إلى قضية إفريقية، ولم تعد محصورة في جانبها الإقليمي، أي أعطيت لها بعدا جيوسياسيا، وأصبحت ضمن إطار واسع ومعقد، لكن وبما أن الصحافة المغربية وحتى الشعب المغربي عاجز أن إسقاط النظام "الملكي" في بلده ، وتحويل المغرب إلى "جمهورية" ينتخب رئيسها من طرف الشعب ، فهي تمارس سياسة "التحريض " في عودة الانقلابات والإطاحة بالرئيس الجزائري، والحقيقة أن هدفها ليس الرئيس، بل عودة الجزائر إلى العشرية السوداء، ولذا فهو - أي المخزن- يستثمر في الصراع الأول الذي دار بين المؤسسة العسكرية والرئيس الشاذلي بن جديد، والذي أدى به إلى الاستقالة، ويعيد نفس السيناريو مع الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، الذي تمكن بتوقيف المجازر الدموية في الجزائر عن طريق قانون الوئام المدني الذي سمح للمقاتلين الإسلاميين بالنزول من الجبال والعودة إلى منازلهم والاندماج من جديد في المجتمع من جديد، كما أن المخزن استغل مطالب "المعارضة" في الجزائر بالذهاب إلى انتخابات رئاسية مسبقة، ورحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، عن طريق حركة "بركات"، التي أعطت الفرصة لأعداء الخارج أن يعيدوا إشعال فتيل العنف في الجزائر.

 

علجية عيش

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم