صحيفة المثقف

احمد العلي: العصا الغليظة التي تشهرها الحكومة بوجه العراقيين

واضح للمراقبين والمتابعين، وحتى لأكثر الناس العاديين أن ما جرى ويجري في الساحة السياسية العراقية من 2003 وحتى اليوم من صراعات ومنازعات من اجل الهيمنة على السلطة والنفوذ والمال بين جميع القوى والكتل السياسية، داخل الحكومة وخارجها، خاصة بين القوى والتكتلات الشيعية، أَثَّرَ ويوثِّر سلبا على حياة العراقيين الأمنية والاقتصادية والاجتماعية. هذا الوضع المُتعِب أثار ويثير سخط وغضب وتذمر العراقيين، ومن ثم بدأ يواجَه بتظاهرات تقودها تيارات مدنية، مدركة وواعية، وحراك شعبي عفوي يعترض سلميا على هذه الأوضاع السياسية التي تقف عائقا أمام نهوض وتقدم وتطور العراق وأمان واستقرار رفاهية مواطنيه.  تظاهرات هذه التيارات المدنية والحراك الشعبي العفوي، التي تتسع يوما بعد يوم، ولو بشكل بطيء ولكنه غير متوقف، والتي تطالب بالإصلاح الحقيقي والقضاء على الفساد المستشري في مفاصل هذه الحكومة المتداعية الأركان والجوانب نتيجة كل هذه الصراعات والنزاعات السياسية بين الأحزاب والكتل السياسية جميعها، وخاصة الشيعية منها .... بدأت تسبب الضيق والإزعاج للحكومة مع اتساعها واستمراريتها يوما بعد يوم، بل وبدأت تشكل خطرا قادما على الأحزاب والتكتلات الدينية الإسلامية الحاكمة وخاصة الشيعية منها. ولهذا السبب، كما نرى، وجدت الحكومة الحل للحد من تأثير هذه الحركة الوطنية العراقية الجديدة على واقع السياسة والسلطة التي يهيمن عليها هؤلاء الإسلاميون، وما هم بالإسلاميين حقا وفعلا، وذلك بأن تُشهِر العصا الغليظة بوجه هذه الحركة المدنية الوطنية الجديدة. ولهذا الغرض لم تجد هذه الحكومة المهددة بخطر السقوط إلا  شخصا واحدا مؤهلا من بين طائفتها ليكون عصا غليظة تُشهرها أمام تظاهرات التيارات المدنية والحراك الشعبي العفوي وذلك بتظاهرات واعتصامات وإضرابات بين حين وآخر يقوم بها هذه الشخص المعمم التي أوكِلَت له هذه المهمة، الهدف منها التغطية على فعاليات التيارات المدنية الوطنية والحراك الشعبي وتخريبها وإفشالها بحجة المطالبة بالإصلاح والقضاء على الفساد والمطالبة بحكومة التكنوقراط .....

وكما نعلم، فإن المطالبة بالإصلاح والقضاء على الفساد يُطالب بهما رجل مُصلِح ونزيه حقيقي فتكون مطالبته حقيقية ونزيهة ولصالح الناس المتضررين من هذا الوضع الفاسد والخرب والمأساوي.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم