صحيفة المثقف

عبد الجبار العبيدي: حقيقة الاسلام الغائبة (5): الناسخ والمنسوخ حكاية وَهم لا حقيقة

abduljabar alobaydiان تحديد هوية الاسلام الغائبة اليوم، ومعرفة الحقيقة التي حملها للناس صافية كما جاءت رسالات السماء ..لأظهار ما أخفاه التاريخ عنا، وعلاقته بالديانات الاخرى التي سبقته، وخاصة اليهودية والمسيحية، مسألة شائكة لازالت في المجهول . ومع الاسف ونقولها بمرارة ان الاسلام لم يحقق ما أُريد له التحقيق، نتيجة استغلاله من قبل سلطة السياسة والدين، حتى اصبحت معضلة الدين ومؤسساته مشكلة تواجهها الشعوب الاسلامية اليوم، (ويقف العراق في المقدمة)، حين أصبحنا في مؤخرة الركب الحضاري العالمي بعد ان احدثت المذاهب الدينية المخترعة من قبل الفقهاء وفق نظريات الخطأ، الفُرقة القاتلة بينها .فهل من تغيير جذري، لكي تنهض الشعوب الاسلامية، وتتجدد قيمها، وتستمر مجتمعاتها الجديدة مثل الأمم الاخرى، وليس سوى حقيقة الدين.

نحن اليوم بحاجة الى أكتشاف (محتوى القرآن الحقيقي لا الفقهي) ان أردنا البقاء كأمة بين الأمم الحضارية، لنتفهم بنية نصوصه، اما اذا بقينا على ما جاء به الفقهاء في التفسير المترادف في اللغة وأتخاذه وسيلة للتجويد والطرب لسماع المجودين، ووسيلة السلطة للسيطرة على مقادير الجماهير، ستبقىى السلفية متمثلة (بالقاعدة وداعش) تدعو الى اهمال الزمان والمكان، واسقاط العقل، واغتيال التاريخ، ليبقى المجتمع يعيش في ظل السذاجة والهروب المقنع من مواجهة التحديات للقرن الواحد والعشرين .وبالتالي سيفقد الاسلام قاعدته وهدايته (للتي هي أقوم) وسنظل قاصرين عن ادراك اهدافه الانسانية التي جاء من اجلها في تغيير المجتمع وابراز حقوق الانسان، وبالتدريج سيفقد مرجعيته ومعاييره وهدايته الذاتية ان أستمر على هذا الحال، فسيصبح (مُلاما لامُقوماً)، وهذا هو واقعه اليوم فعلاً .

ولمعرفة الحقيقة لابد من دراسة بحثية تقابلية منهجية معمقة بين الديانات الثلاث، لنعطي للتاريخ دوره في التحقيق، حتى نعرف باليقين هل كان القرآن الذي بين آيدينا اليوم يحوي نفس ما جاء به مصحف عثمان؟ والا لماذا أحرقت الأصول ؟ وهل يتحدى معطيات الواقع التاريخي، وخاصة ما جاء فيه عن المودة والاحسان، والحروب والقتل، والمؤمن والمشرك، والكافر والظالم، وضياع المعايير في التقييم.ان المتعصبين للحقائق المنزلة يصعب عليهم البحث في حقيقة التاريخ وأختراق المقدس، وكأن الاسلام ما جاء الا لأحلال نظرية الجبر، ولأداء الفروض التقليدية والأنتقام من غير المسلمين؟ .

لربما بهذه الدراسة المقارنة سنجد قضايا مهمة سواءً اتفقت وأختلفت بين ما جاء في المصحفين، الحالي ومصحف عثمان، وهل فيه ضيرُ في ايجاد الوفاق بين الديانات اذا كانت كلها منزلة من الله لنتعرف على الحقيقة كل الحقيقة التي جاءت غامضة في النص الجديد.

فنقول: هل من حق المسلم ان يجبر الأخرين على الاعتقاد بدينة بقوة السيف (الفتوحات الاسلامية الاولى مثالاً)، وكما عند السلفية المتشددة اليوم (القاعدة وداعش وولاية الفقيه)، والقرآن يقف بالضد من هذه الأدعاءات حين يقول الحق:(لكم دينكم ولي دين) .

لربما هذه الموضوعات الفلسفية التي تطرقنا اليها اليوم والتي سنتطرق لها في المستقبل كفيلة بمعرفة الحقيقة النسبية لتلافي الشك والريبة في كل الديانات مادامت هي من مصدر واحد هو الله، وكيف جاء النسخ في القرآن، وهو الذي يقول: "...لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم"، يونس 64

 وحين التحري في الكتاب الذي ألفه الكاتب الهندي البريطاني الجنسية سلمان رشدي هل كان الكتاب مستمداً من بنات افكاره، أم مما كتبه المؤرخون العرب والمسلمين القداما، حين لم يفكروا ان يوما ما سيأتي من احدٍ على ما يكتبون، ولا من يقرؤون ويفلسفون الكلمة ومنه يصنعون القصص والاباطيل ضد النص المقدس، وما نحن فيه مختلفون وكان سلما ن رشدي واحدا منهم.

 لقد كتب الطبري في تاريخه الرسل والملوك ج2 ص337 وما بعدهاعن سورة النجم يقول بعد ان ذكر كلمة الحق: (والنجم اذا هوى ماضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى)، فلما انتهى الى قوله تعالى (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى - النجم 1-20) القى الشيطان على لسانه -اي على لسان النبي(ص) - ما كان يحدث به نفسه، ويتمنى ان يأتي به قومه مكملاً ليفرحهم ويدخل السرور في قلوبهم ولتكن له مكانة كبيرة بينهم، فقال النبي لقريش المجتمعة به في المسجد للتعرف على الدين الجديد:(تلك الغرانيق العُلا، وان شفاعتهن لترتجى به).

فلما سمعت قريش ما قاله النبي فرحت وسُرت واعُجبت بما قاله رسول الله (ص)، حين ذكر آلهتهم بخير، لدرجة ان بعض المسلمين صدقوا ما سمعوا فلم يبقَ في المسجد من مسلم ولا معارض الا وسجد للاسلام، الا الوليد بن المغيرة الذي كان كهلا لا يقوى على الوقوف والسجود .بعدها تفرق الناس من المسجد وقد خرجت قريش وسرَها ما سمعت لمدح محمد (ص) آلهتهم وذكرها بخير وقيل في وقتها اسلمت قريش، ويسترسل الطبري فيقول:

 لكن جبريل (ع) لم يُمهل الرسول(ص) طويلا حين هبط عليه فجأة وقال له: "يا محمد ما صنعت؟

لقد تلوت على الناس مالم آآتك َبه عن الله عزوجل، وقلت مالم يَقل الله، فحزن الرسول حزنا شديد اوخاف من الله خوفا كبيراً، فنزلت الاية الكريمة التي تقول:(وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته والله عليم حكيم، الحج 52).

وهنا ذهب الحزن عن رسول الله (ص) وعمه الفرح والسرور. لكن المشكلة وكل ما فيها ان ما قاله الرسول (ص) على لسانهِ كان تصورا وليس حقيقةً، وهذا ما لم يدركه الفقهاء، فبنوا الفقهاء على هذه الاية الكريمة، مسألة الناسخ والمنسوخ واتخذوا منه ذريعة لقلب احداث كثيرة واستبدالها بغيرها بحجة النسخ لبعض الايات القرآنية الشريفة. فاخذ سلمان رشدي وغيره من ضعاف النفوس والحاقدين على الاسلام، هذه الذريعة ليبنوا عليها قصورا من الرمل بخرافاتهم واكاذيبهم وليهاجموا الرسول والقرآن، فكتبوا الكتب وجيشوا الجيوش، واقاموا الدنيا واقعدوها على الوهم والضلال، علماً بأن لا آية نزلت ولا رسول قال، لكن الملفت للنظر، هل كان ما قاله الرسول (ص) وهماً تردد على لسانه لا غير، وهل كان للشيطان سلطان في حياة النبي؟ ونحن ليس لدينا من قول اليوم، الا الأستعاذة من الشيطان الرجيم .

اجابات لا ترقى للعقل السليم

لذا فأن الله لم ينسخ هذه الآية لانها لم تكن قد نزلت اصلاً بدلالة ان جبريل (ع) قد قال للرسول (ص):(اني لم آاتك بها، وقلت مالم يقل الله به، انظر السيرةلابن هشام) في النزول والتنزيل . وكل هذه الأحداث رويت شفاهاً وليست بتثبيت ...لذا فهي بحاجة الى سند ودليل ...؟

فعلينا ان نحقق من جديد لازالة الشك والاتهام عن كل نص مقدس جاء في القرآن الكريم، كنصوص المرأة في الحقوق في الوصية والأرث، والزواج المتعدد والطلاق، والزنا والعفة، وامتهان المرأة عند ناقلي الأحاديث كما يقولون في صحاحهم: (لا يبطل الصلاة الا ثلاثة، المرأة والكلب والحمار، فأي دين هذا الذي يساوي المرأة بالحمار؟، وما ملكت أيمانهم، والحور العين، وكأن الاسلام جاء للجنس المباح بلا معايير؟، اما قضية الاسراء والمعراج وكيفية تفسيرهما، والكثير من الاحاديث التي نقلتها لنا كتب الصحاح دون تثبيت، بحاجة الى اعادة نظر وتحقيق علمي رصين؟

وهل التحقيق في النص يتعارض مع حقيقة القرآن الكريم ؟ والقرآن يؤكد على الحجة بالدليل، سورة النورآية 4 .لكن الذي حدث ان هذه القضية وغيرها من القضايا الاخرى التي وقفت من الاسلام موقف التعارض لم تعالج من قبل كتابنا وعلمائنا معالجة عقلية فكرية هادئه حين وقفت سلطة الدين موقف المعارض من كل تحديث. لذا فأن معالجة الامور معالجة عاطفية اثارت رجال الغرب واعداء الاسلام تطرفا لا يقبله الفكر الحر، كما في معارضة سماحة المرحوم السيد الخميني لسلمارشدي حين اصدر فتواه بقتل سلمان رشدي اينما وجد، وقامت الدنيا من قبل القاعدة والمتطرفين الباكستانيين ليخلقوا من الكاتب مثالا للفكر والحرية في اوربا والعالم الاخر، بعد ان كان هذا التصور جائزا في الغرب بحكم نظريات حرية الفكر المطلق عندهم.

وحتى نقف ويقف القارىء الكريم على حقيقة ما جرى لا بد لنا من ان نعرج على موضوع الناسخ والمنسوخ وحقيقته في القرأن ومعالجة مناهج الدراسة كي لا تستمر مهازل عقليات رجال الدين تفرض علينا وتدمر اجيانا دون تحقيق. فنقول:

الناسخ والمنسوخ، حكاية وهم لا حقيقة....

 

 النسخ لغةً: يعني أكتتاب الشيء عن معارضة، والاصل كتابة كتاب عن كتاب أخر حرفاً بحرف، والمكتوب عنه قام مقامة.

أما الاستنساخ: فهو كتابة كتاب من كتاب أخر، وفي التنزيل الحكيم:"هذا كتابُنا ينطقُ بالحقِ انا كنا نستنسخُ ما كنتم تعملون "، الجاثية آية 29. اي نأمر بنسخة وا ثباته، أنظر لسان العرب كلمة نسخ .

والمنسوح من الآيات أزالة ما في حكمها.والتناسخ في النبوة تحويل بعضها الى بعض أخر. ويقصد به تناسخ الأزمنة عبر الرسالات السماوية، وليس في الآيات القصار. والقرآن يقول:

"لن تجد لسُنة الله تبديلا" الاحزاب 62.

 بانتصار مدرسة الترادف اللغوي الخاطئة التي ابتدعها الفقهاء منذ القرن الثالث للهجرة، و نتيجة تفسيرهم للقرآن الكريم معتمدين على التفسير اللغوي لا التأويل العلمي له، ظهر الناسخ

والمنسوخ والذي هو ليس من علوم القرآن، أنما هو علم تاريخي دخيل، فالناسخ والمنسوخ يأتيان على محور الزمن المستغرق للتحول من نوح الى محمد (ص)، يقول الحق:"أنا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده....النساء 163".ثم تلتها حالة التحول من حالة الى حالة والتي يمثلها علم الجدل والتناقض، ثم اخضعوا النسخ لعلم الكينونة بموجب الاية الكريمة"ما ننسخُ من آية اونُنسها نأتِ بخيرٍمنها اومثلها " فالآية الاولى ناسخة، والثانية منسوخة....البقرة 106".

ان مثل هذا النسخ لا يأتي في آيات التنزيل بل يأتي في الرسالات لانه يقع في سلم التطور الزمني التاريخي للمجتمعات الانسانية، فرسالة عيسى نسخت رسالة موسى ورسالة محمد نسخت الرسالتين، لكن لا يعني ألغائهما، فالقرآن يستمد الكثير من آياته من التوراة والأنجيل، يقول الحق:"نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه وأنزل التوراة والأنجيل من قبل هدىً للناس وأنزل

الفرقان، آل عمران 3-4".وأيات اخرى كثيرة.، لان تراكم المعلومات والرقي الحضاري يؤدي الى تطور التشريع. وهذا الذي غفل عنه فقهاء التفسير.

لذا فان الناسخ والمنسوخ بحاجة الى مراجعة ودراسة علمية متأنية لكونه جاء مشوها عند الفقهاء، وحتى الفقهاء لم يستوعبوا أن الزمن يعلب دورا في عملية التغيير التاريخي، فحسبوا ان تفسيرهم للقران لامرد له ولا معارض لان عصرهم عصر ديني بحت وعقليتهم مقولبة بقالب التفسير الديني الثابت الذي لا يخضع للتغير او الاجتهاد. وهنا آماتوا نظرية القرآن وجعلونا مكبلين بسجن حديدي لا فكاك منه بعد ان ادخلوا التفسير القاصر في مناهج الدراسة لتصبح حقيقة لا تغير فيها ابدا، وما دروا ان القرآن يقول: "لن تجد لسنة الله تبديلا "، الاحزاب 62. هنا لم نجد ما يقنعنا بهذا التبديل او من عدمه الا بدليل قاطع لا يقبل التأويل ؟ فاذا كان هذا التردد موجودا فيه، لماذا لايسمح بمحاورة القرآن في بعض نصوصه، مادام الناسخ لم يبدل المعنى والهدف من التغيير؟؟

 ومع الأسف ان ما يزرع في عقول الطلبة يصبح نزعه من افكارهم شبه مستحيل، وهذا ما تعمل عليه  مرجعيات الدين اليوم لتدمير الفكر العراقي ليخلوا لهم الجو دون معارضين، علما ان مرجعيات الدين لا تؤمن بأفكار الأخرين كونها تعتقد انها نهاية المعرفة واسرارها مقدسة (قدس سرهُ) ولا علمُ يسبقها بيقين.

هنا توقف التاريخ ودخل المجتمع في دائرة مغلقة لا امل فيها في التحديث والتطويرالا بأزاحة المعتدين.

 ويبدو ان المؤرخين ايضاً اساؤا الينا بدون قصد، لان المنهجية في الكتابة لم تكن واضحة بعد في اذهانهم، وما كانوا يتصورون انه سياتي يوما يظهر فيه اعداء لدودون للاسلام والمسلمين ليضعوا من التصوروالوهم حكاية اشبه بالحقيقة.

 واذا كان الله جلت قدرته قد وقف من الرسول(ص) الذي سمح للاعراب بالاختيار بين الالتحاق بجيش المسلمين من عدمه لدرء خطر الروم شمال جزيرة العرب في معركة مؤتة (9 للهجرة) موقف التعنيف والرد القاسي، بآيتين صريحتين في سورة التوبة أية 120، 43، فكيف يسوغ لنفسه جلت قدرته، ان ينزل على رسوله الكريم مثل هذه الايات وهو الذي يجب ان يكون بعيدا من اي خطأ يرتكب. هنا تداخل التفسير والتأويل الواحد بالاخرعند الفقهاء فولد لنا من الاخطاء الكثير والتي بنيت عليها مواقف شوهت من الاسلام والمسلمين، هذا النص الذي كان يجب ان يكون مدرسة للاجيال دون تحريف.

لذا علينا توقي الدقة المتناهية في ايات النسخ في النجم والجهاد ومواقف اخرى فسرت تفسيراً متناقضا في القراءة والتفسيرمن اجل مصالح الفرق الاسلامية لاغير.حتى وقعنا في خطأ التقدير،

 لذا علينا ان نرفع من رؤوسنا (بأن المقدس لا يناقش) (أو قدس سره)، ولا ندري من اين جاؤنا بهذا التقديس والقرآن يقف موقف المعارض منه، "البقرة "174.فبعض آيات القرآن الكريم بحاجة الى مراجعة اليوم كآيات ملك اليمين، ومعرفة الجنين في بطن امه، وتعدد الزوجات والوصية والأرث، وما ملكت أيمانهم وبعض الأحاديث المخترعة من فقهاء الامويين والعباسيين .

ان هذا كان مذهب الاقدمين والقرآن يقر بعملية التطور العلمي (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ..)، واليوم قد تطور الفكر وزادت العلوم، ومن يستطيع ان يثبت وجوده الفكري هو الذي

يناقش ويجادل بلغة العلم لا بلغة العاطفة والتقديس ليصل الى معرفة الحقيقة.ويقول حكيم: "العقل هو الحجة" .

فهل سيفيق فقهاء المسلمين من خطأ التفسير، ويعودوا لتأويل القرآن لا تفسيره ويعيدوا النظر في كل تفاصيل الاسلام الصحيح، وخاصة في العراق الذي مزقته مليشيات الدين، ليضعونا مع الشعوب المتقدمة والتطور التاريخي الحديث ؟فالعلوم تتطور كل يوم والنص ثابت، فأذا لم نخضعه لنظرية (ثبوت النص تحرك المحتوى) سنبقى مكاننا دون تغيير، فالوحي لا يناقض العقل، ولا يناقض الحقيقة، فلماذا نحمل النص فوق طاقته لفظاً ومعنىً، حتى وصلنا الى ما نحن عليه من الضعف وأستهانة الأخرين....؟.

واخيرا نقول:

علينا ان نعود لقراءة القرآن قراءة جوهرية، وبها قد تتبدل معنا مفاهيم كثيرة شهد لها المتدينون شهادة زور باطلة، الف واربعمائة سنة سبقت، وشهد الباحثون بامور الاسلام شهادة خطأ نالت من حقيقة التاريخ .

ان سبب مصيبتنا اليوم أربعة أمور:جهلنا بنص القرآن القديم، وأعتمادنا على مصحف عثمان بعد حرق الأصول، ومحاولاتنا الفاشلة على ايجاد القطيعة وعدم الوفاق مع الديانات السماوية الاخرى، وايماننا بأن الوحي لا يناقش لكونه من عند الله. وجهلنا بأن الوحي لا يناقض العقل، ولا يناقض الحقيقة.

نعم .... نحن بحاجة الى منهج دراسي علمي جديد في العراق المحتل من قبل جماعات الشعوذة الدينية...لنخرج من السياج الحديدي الذي فرض علينا من المجاورين الذين لا دين لهم ولا ضمير، والذين يعملون على تدمير الوطن ومستقبله ليسودوا هم دون المواطنين..لكنهم لن يفلحوا ...لأنهم ليسوا أصلح هذه الأمة في قيادة الجماهير...؟

 

عبد الجبار العبيدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم