صحيفة المثقف

احمد خميس الجنابي: العراق ألم وأمل.. رسالة الى الفاسدين

ahmad khamisaljanabiماساة تلو اخرى. هذا هو حال العراق اليوم وللأسف نقولها بمرارة. فمنذ اكثر من 13 عاما ويعاني العراقيون بكل اديانهم واطيافهم من القتل والتدمير ليس فقط تدمير الدور وخراب الديار بل تدمير الإنسان العراقي نفسه وهنا جوهر المقال. لا يختلف اثنان على ان سبب ما الت اليه الاوضاع الكارثية في العراق هو الثلة الفاسدة التي تهرف بما لا تعرف وابتلي بها العراقيون تماما طوال هذه السنوات العجاف ليحل بسبب هؤلاء الفقر والقتل والحرمان والضياع لشعب لم يغترف ابناؤه ذنبا سوى انهم ولدوا وترعرعوا على تراب هذا البلد. نقولها ونتألم ان الامور اوكلت الى اناس لا يمتون للعراق بصلة، نعم انهم ليسوا عراقيين انهم قطاع طرق ومحتالون  جاءوا ليسرقوا وينهبوا ومن يقف بوجهم يقتلونه بدم بارد، والطامة الكبرى كل ذلك يحصل تحت غطاء قانوني افتعلوه لافعالهم القبيحة. هذه الاحزاب الصماء التي لا تفقه شيئا سوى اكل السحت الحرام على حساب الاطفال والنساء والشيوخ الكبار . سنوات وهذه الاحزاب الطائفية المقيتة تتناحر فيما بينها وتتوافق على سرقة العراقيين الذين يقتلون كل يوم اما على اساس طائفي او خطف او اغتيال او تشريد من الديار حتى الموت الجوعا. ياله من خزي وعار! وتخرج هذه الثلة الفاسدة المجرمة وتتشدق وتتفيقه وتدعي الوطنية مستقلة طيبة العراقيين المستضعفين وعاطفتهم المشهورة. ياله من الم! يعتصر الشرفاء من ابناء هذا البلد الجريح الذي بات كفريسة تداعت عليها هوام الارض وتنهش منها بلا هوادة. اذا كان هذا الكلام الصريح لا يعجبكم يافاسدين ياضالين فنقول لكم اذهبوا الى مزبلة التاريخ فان لكل بداية نهاية ولابد ان تنتهوا وتكونوا عبرة للباقين فالشعب يعرفكم ولن يرحمكم مهما ادعيتم وتفلسفتم فلابد لهذا الحال ان يزول، وستشرق سمش الخير والمحبة غدا على هذا الشعب المنتهك حقوقه من قبل اصحاب النفوس الضعيفة والانعام الضالة. شعار الفاسدين هو "لا مكان للشرفاء بيننا"! واذا ما تحدثنا بالصراحة المطلقة عن افعال تلك الاحزاب في العراق لاكثر من عقد من الزمن فنقول لهم ماذا قدمتم للعراق؟ هل هناك انجاز يذكر؟ هل وفرتم الخدمات للعراقيين؟ هل ارتقيتم بالمستوى العلمي والصحي والاجتماعي؟ هل لجمتم الميليشيات السائبة التي تقل العراقيين كل يوم؟ هل ارجعتم اللاجئين العراقيين الفارين من سوء الحال في العراق بسببكم؟ هل سالتم انفسكم يوما هذه الاسئلة؟ الجواب لا.. نحن نجيبكم.. ما حصل في العراق بسببكم هو تفشي القتل والتدمير والامراض والحرمان والخراب والتشريد والاختطاف والمساومات ضد شعبنا. وما تقومون به هو تبادل في الادوار كلعبة الشطرنج ليس الا. ان كان كلامنا لا يعجبكم ايها الفاسدون فاجيبونا ماذا قدمتم لنا كشعب؟ لقد اصبح كلامكم كالمحفوظة ترددونه عبر وسائل الاعلام دون ان ينقص منه شيء فالكذب نفسه والنفاق ذاته كل هذه السنوات تعيدون وتصقلون بكلماتكم المبطنة التي سئم الشعب منها ومنكم . انا لا استثني منكم احدا فكلكم من قالب واحد ظاهره لمعان وباطنه جيفة نتنة. لن يرحمكم العراق وسترون بان ارادة الشعب هي الاقوى وستحاكمون على افعالكم الشنيعة كما حوكم الذين من قبلكم فانتظروا يومكم الموعود يافاسدين!. اما الشعب الجريح فنقول له لا تحزن فان الله معنا .. والامل اخر من يموت!.

 

بقلم د. احمد خميس الجنابي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم