صحيفة المثقف

أوركسترا: من أين يُستخرج العنبر؟

khalil alheliيستخرج العنبر من حوت العنبر أو ما يطلف عليه بالإنجليزية sperm whale. والعنبر مادة صلبة شمعية قابلة للإحتراق لونة أسود الى رمادي. ينتجة الجهاز الهضمي للحوت. وهي مادة زكية الرائحة، تستعمل في صناعة العطورات. وقد يجده البحارة طافيا على الماء أو بالقرب من الشاطئ أو يتم استخراجة من أمعاء الحوت.

68-khalil1

طول حوت العنبر 15 -18 متر ووزنه 35 الى 45 طن.

الأنثى أصغر حجما من الذكر.

مدة الحمل 14-16 شهر.

مدة الرضاعة سنتين.

 

من أين يتم استخراج العنبر؟.

العنبر (Ambergris) أو ما يعرف علميًا باسم (Bilaenopetra musculus) مادة تخرج من جوف حوت العنبر.. (Sperm Whale).. وحوت العنبر حيوان بحري ضخم يعيش في المحيطات الواسعة المعتدلة والاستوائية.. آكل للمخلوقات البحرية وبخاصة الحبار، ويزن الذكر حوالي 40 طنًا بينما يكون وزن الأنثى حوالي ثلث وزن الذكر. وتكون معظم الذكور ذات لون أسود أو رمادي غامق أو بني، بينما تكون الإناث غالبًا رمادية اللون.

 68-khalil2

اكتشف العلماء أن لحوت العنبر قدرة خارقة على تخزين الأكسجين في الدم والعضلات، وهو يغوص إلى أعماق كبيرة وساحقة جدًا، وبسرعة هائلة تصل إلى 550 قدمًا كل دقيقة.. وتستخرج منه مادة العنبر لصنع العطور الراقية، أو بمعنى أدق الاختيار الثاني بعد المسك الأبيض. ورغم أن العنبر هو في الحقيقة قيء الحوت الذي يخرج من جوفه، وهو مادة رمادية أو بيضاء أو صفراء أو سوداء، إلا أنه يستخدم في تحضير وتصنيع أفضل وأغلى أنواع العطور.. ويُحكى عن قصة استخراج تلك المادة منه أن حوت العنبر يبلع ما يشاء من المياه، فيكون فيه ما يهيج أمعاءه فلا ينهضم، فتحيط بهذا الشيء الذي هيج أمعاءه مادة تحميه من شره، يقذفها آخر الأمر إلى البحر، فيأخذها الإنسان وينتفع بها الناس، هذه المادة هي العنبر..

والعنبر كما عرفها بعض العلماء: «مادة ذات رائحة عطرية فواحة نحصل عليه من الحوت، حيث يقذفه على هيئة كتل تكون أحياناً بحجم صغير وأحياناً بأحجام كبيرة، ولونها أسود أشهب به عروق خضر وهي ذلك الأصل العطري من الأصول القليلة الحيوانية».. حيث يعد الأشهب القوي ثم الأزرق ثم الأصفر أجود أنواع العنبر.. وفي المقابل يعتبر أقل الأنواع جودة هو الأسود.

والعنبر مادة لها قوام الشمع، وهي كثيرًا ما تجمع بين أكثر من لون، كما يجمع الرخام فيتجرع.. وحظ البحار الذي يعثر في البحر على قطعة من العنبر حظ كبير، فهو غالي الثمن، ومن أكبر القطع التي انتشلت من البحر قطعة وزنها 248 رطلاً كان ثمنها 13000 جنيه استرليني، وكثيرًا ما وجد البحارة قطعًا وزنها مائتان من الأرطال طافية على مياه البحار الاستوائية، وقد وجدوها في أمعاء الحوت الذي صادوه.. والحوت الذي يوجد العنبر في أمعائه هو حوت العنبر، له رأس ضخم مليء بالزيت والدهن، وهو يطول حتى يبلغ 60 قدمًا، وهذا هو طول الذكر، أما الأنثى فيبلغ حجمها تقريبًا نصف حجم الذكر.

يذكر أن هذه المادة تكون رخوة أثناء خروجها من بطن الحوت، ولونها سنجابي مسود، ويكون حجمها كبيرًا، ويصل وزنها إلى 100 رطل.. وفي تذكرة لأبي داود: «العنبر أجوده الأشهب العطر الذي يمضغ ويمط ولم يتقطع فهو خالص، ويليه الأزرق فالأصفر فالفستقي». يقال أيضًا إن العنبر الأصلي يمني الأصل أو من الهند.. وبعد ولادة الأنثى تخرج هذه المادة من فمها وتطفو على سطح الماء، بعدها يجمعها الصيادون ويجففونها وتباع بأسعار عالية.

68-khalil3

يحتوي العنبر على حوالي 25% مادة تسمى (ambrein)، ولهذا المركب رائحة تشبه رائحة المسك وتكون قيمة هذا المركب كبيرة في تحضير أرقى وأجود أنواع العطور، حيث يعطيها رائحة خاصة ويطيل بقاء رائحة هذه العطور مدة طويلة، ولا يمكن تحضير العطور الغالية الثمن بدون العنبر.

قال عنه داود الأنطاكي: «عنبر: الصحيح أنه عيون بقعر البحر تقذف دهنية، فإذا فارت على وجه الماء جمدت، فيلقيها البحر إلى الساحل.. وقيل: هو طل يقع على البحر ثم يجتمع.. وقيل: روث لسمك مخصوص، وهذه خرافات لأن السمك يبلعه فيموت، ويطفو فيوجد في أجوافه.. وأجوده الأشهب العطر، ويليه الأزرق فالأصفر فالفستقي، والذي يمضغ ويمط ولم يتقطع فهو خالص وغيره رديء، ويغش بالجص واللاذن والشمع بنسب تركيبية لا تعرف إِلا للحذاق، وموضعه بحر عُمان والمندب وساحل خليج المغرب، وكثيرًا ما يقذف بنيسان، وتبلغ القطعة منه ألف مثقال خالصة، وتوجد فيه أظفار الطيور لأنها تنزل عليه فيجذبها، وهو حار في الثانية يابس في الأولى، ينفع سائر أمراض الدماغ الباردة طبعًا وغيرها، وله خاصية من الجنون والشقيقة والنزلات وأمراض الأذن والأنف وعلل الصدر والسعال والربو والغشي والخفقان وقروح الرئة وضعف المعدة والكبد والاستسقاء واليرقان والطحال وأمراض الكلى والرياح الغليظة والفالج واللقوة والمفاصل والنسا شماً وأكلاً.. وكيف كان فهو أجود المفردات في كل ما ذكر، شديد التفريح خصوصًا بمثله بنفسج ونصفه صمغ، أو في الشراب مفردًا، ويقوي الحواس، ويحفظ الأرواح، وينعش القوى، ويعيد ما أذهبه الدواء والجماع، ويهيج الشهوتين، وإن لوزم بماء العسل أعاد الشهوة بعد اليأس، وكذا إن مُزج به مع الغالية».

من خواصه أنه شديد التفريح، ويقوي الباءة، وينفع سائر أمراض الدماغ خصوصًا الجنون والشقيقة (الصداع)، كذلك يستعمل العنبر داخليًا لفتح الشهية وزيادة الوزن والقدرة الجنسية، ويخفف من آلام التهاب المفاصل، كما يستخدم كمسهل وطارد للغازات المعوية داخليًا، وطلاء من الخارج، وترياقًا لعدة سموم، وهو جيد للمعدة والأمعاء والكبد والمثانة، ويزيد من سهولة التنفس وضربات القلب.. ويستعمل عن طريق الشم للفالج واللقوة والكزاز.

يستنشق دخانه لنزلات البرد، وكمقو للدماغ.. وكدهان على فقرات الظهر لأوجاع العصب والخدر. وداخليًا لعلاج الشلل النصفي وشلل الوجه ومرض الرقاص والتيتانوس، والصداع النصفي، وآلام الصدر والسعال والربو.. ويضاف إليه السمن والعسل لعلاج لدغة الثعابين والعقارب.. وهو يستخدم كمادة منشطة، ولكنه لا يزيد إنتاج المني، ويستعمل أيضًا لزيادة الوزن. كما يدخل في صناعة العطور الثمينة كمادة مثبتة. أما عن استخدامه فتؤخذ كمية صغيرة لا تزيد على ما بين 50 إلى 100 ملليغم، وتبلع مع كمية قليلة من الماء مرة واحدة في اليوم.

كذلك يستفاد من العنبر في هيئته بحجم تولة عنبر خام أصلي «حوالي 11.6 غرام» لكل كيلو عسل، ملعقة طعام على الريق. كما يمكن استخدامه كمسهل وطارد للغازات، ومن فوائد شرب العنبر مع الحليب أنه يمنح الشخص النحيف السمنة، ويستخدم أيضًا في تقوية الذاكرة، ومفيد أيضًا لأصحاب القدرة الجنسية الضعيفة، وعلاج نافع لكثير من الأمراض.. وتعد قيمة العنبر المادية مرتفعة جدًا، حيث يبلغ سعر الغرام الواحد حوالي اثني عشر دولارًا أميركيًا، ويستخرج أيضًا العنبر من باطن الحوت عند اصطياده أو عند موته.. فيتراوح سعر كيلو العنبر ما بين أحد عشر واثني عشر ألف دولار. ولعلاج جلطات القلب اكتشف البعض أن للعنبر علاقة بذلك إذا تمت الاستعانة بـ10 غرامات من العنبر الأصلي، بجانب 1 كيلو عسل طيب.. حيث يتم طحن العنبر وخلطه مع العسل وأخذ ملعقة صغيرة منه في الصباح وثانية في المساء.

والخلاصة أن العنبر مزاجه حار يابس، مقو للقلب والدماغ والحواس وأعضاء البدن، نافع من الفالج واللقوة والأمراض البلغمية وأوجاع المعدة الباردة والرياح الغليظة، ومن السدد إذا شرب أو طلي به من خارج، وإذا تبخر به نفع من الزكام والصداع والشقيقة الباردة.. لذا ينبغي على أصحاب ضغط الدم العالي أن يقللوا من الجرعات منه.

المصدر: موقع البرونزية النسائي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم