صحيفة المثقف

سردار محمد سعيد: لوعة.. طفحت

sardar mohamadأستغرب إستكانتك في ضفة القيم التي لا قيمة لها، ضفة لا تحكم نهر الحياة، حملك القهر أن تستقري بها، وعَدوك بالطيب والريحان وماء صاف وظل ظليل، لكنك لم تعثري إلا على كدر ماء وشمس حارقة فاحتفرت فيها حفرة ملاذاً كأرنب مذعور، هذا شأنك، أنا لا أستسلم، فلم تزل المسامير تغرز في قلوب النساء، عقولهن. قررّوا بتعسف، لي الحق أن أتعسف كما تعسفوا، بالوقوف على الضفة الأخرى، تعسف بتعسف بأي ثمن وثمن الجهاد ثمن. معلمتك، قريباتك ثيبات وأبكارا والقواعد منهن، يزعمن أن السكوت، وحمل راية الحياء زينة، فتعلمتِ التمثيل مرغمة، أنا متمردة فلن أتعلم ما يحلو لهن، تعلمي أنتِ كالنساء الإمعات إمتهان التمثيل على مسرح الذكورة، بتنكيس راية الرأس، سبل الهدب، إغماضة الجفون، فتُمدحين، وترشحين لزوج غني، وحتى غبي، ياللعدالة، هذه هي الغاية والمنى؟ يطلبون منك السكوت وقبلت، إرضاء شهوة، متعة، وما فقهوا أن (المراة التي لا تطلب شيئاً تستحق كل شيء) 1. أنا لا أطلب شيئاً، سوى حقي السليب، أختار زوجي، حبيبي، صديقي، بنفسي، بإرادتي، فالحس حسي والشعور شعوري، فما دخل غيري؟، وسأكون نقيّة بنقائه، ونظيفة بنظافته، وجميلة بجماله، وحنونة بحنوه، وعاقلة بعقله، وودودة بوداده.

(أنت لا تريدين تسلق سلالم المجد بل السقوط في هاوية من تحبين لإكتشاف النجوم عن قرب) 2. فتمردي على من يريد لطبيعة البشرالأنثوي أن تخنع لسلطة الذكورة الخانعة بدورها لسلطة الدولة القاهرة، وهذا يعني أنها تقاتل في جبهتين مرة واحدة، ما فارقك عن عارضات الأزياء، هن يعرضن الثياب وأنت تعرضين الخجل وكبرياء مفتعل، وفي الليلة الأولى تتساقط الأوراق والحياء ينزع عباءته كما ينزع الشجراللحاء أو كما تنزع الحية جلدها السنوي والذكورة لن يستهويها ذاك، ومخافة فقدان بيت لا موّدة فيه ولا حب صوّروك ضعيفة، وظنوك أنك لاتستطيعين قول ما في الدواخل، أما أنا فأقول دون خوف:

لوحدنا الآن لا تتكلمْ

خذ ما تريد بوعي

دون أن تسألْ

كلهن يعلمن مايريد الرجال

لن أدعي أنني لست أعلمْ

ولن أندم

إلا لثانية تضيع ولا أراك تُغرمْ.

هذه هي أنا، أنثى وأعتز بما قدّرالله لي. إذا كنّا سبب اسوداد حجر باللمس فليخف على جلده، سيحترق من كثرة اللمس، إذا كان صوتي عورة فلم َلهاثه لاينقطع حتى يسمع همساتي، إذا كان عطري عورة فلم يشمني بإسراف، إذا كان كحلى عورة فعلام َ وجهه ملطخ به، أتريدني ملحاً لا يذوب فذوباني لا يؤجلْ.

فتعجّل وتمهّلْ

يا حصاني الأدهمْ

وماذا تقول؟،،،،،،، ألا تفهمْ؟

أنا غصن ليس يذبلْ

مورق دهرا

خذ جبالي ووهادي وسفوحي الأجمل ْ

وما كنت به تحلمْ

سرّا ً وجهرا

فأحبك حين تصهلْ

وأحبك لو أعدت مرة أخرى

ليلاً وفجرا

فلن أخشاك

ولا أوجلْ

وليس كما تدعي النساء فلن أخجلْ ..3

 

ألم يقولوا أننا المياه الأولى وأن الخلق مضغة، فكيف نمت وأين؟ وهل الماء الدافق من بين الصلب والترائب سيورق ويثمر إذا لم يختلط الماءان؟، لك شان ولي شان

شاني أني لا أتعلم من الجاهلات بل من المتمردات على واقع فاسد فلا يعقل النكوص بعد مئات السنين من ثائرات بطلات تركن بصمة بجبين أمة نحن منها، أنخون عليّة بنت المهدي إذ قضت شهيدة وقالوا أنها ماتت بضمة – تصوروا المهزلة - لأنها من نسل الخلفاء فلا يمكن أن تعشق خادما ً، لله درك يا - طلّ- أتتك ابنة الخليفة وأنت الخادم الضعيف، المسكين لكنها كانت جريئة شجاعة

قد كان ما كلّفته زمناً    يا طلّ من وجد بكم يكفي

حتى أتيتك زائرا عجلاً   أمشي على حتف إلى حتفي 4.

وقالت:

جُبل الحب على الجورفلو  أنصف المحبوب فيه لسمج

ليس يستحسن في شرع الهوى عاشق يحسن تأليف الحجج.

 

ومنعت من طل ّحتى من ذكراسمه ويوم قرأت في سورة البقرة الآية – فإن لم يصبها وابل ٌ فطل ّ – فطنت إلى الإسم فقالت – فإن لم يصبها وابل ف ف ف فالذي نهانا عنه أمير المؤمنين.. وهل نخون حبّابة إذ قتلت فقيل أنها شرقت بحبة رمان –مهزلة أخرى - وجزع يزيد بن عبد الملك عليها فما بقي إلا خمس عشرة ليلة بعدها فرحل، أم نخون ليلى الأخيلية عندما زارت قبرحبيبها توبة بن الحمير:

ولو أن ليلى الأخيلية سلمت    عليّ وفوقي جندل وصفائح

لسلمت تسليم البشاشة أو زقا  إليها صدى من جانب القبر صائح

وأغبط من ليلى بما لا أناله  بلى كل ما قرت به العين صا لح 5

أم ترانا ننكر ولادة بنت المستكفي وما تصدح به في حبها لإبن زيدون رغم أنها من بيت الخلافة الأموي:

لحاظكم تجرحنا في الحشا   ولحظنا يجرحكم في الخدود

جرح بجرح فاجعلوا ذا بذا   فما الذي أوجب جرح الصدود6

وكم وكم فدين وبذلن حشاشاتهن لتكوني فكوني وكم صدحن وجهرن لأجلك حتى تكوني فكوني فلا تخيبي ظن الشاعرة التي تقول قولة حق وصدق:

مهما أجمعت كل النساء

أنك عاشق محترف

فلن تكون في ظلالي

إلا عاشقاً مبتدئا. 7

 

أو القائلة:

ليس حبي الطوق

أفدي عنقاً

هي عندي قطعة من كبدي

ساعة منك تغطي عمراً

وترد الماء للنهر الصدي 8

 فهل ستتمكنين من رد اعتبار مكانة المرأة وحقوقها المستلبة قهراً وظلماً.

تقدمي ونحن معك يداً بيد وضميراً بضمير وقلباً بقلب. فهل تستطيعين مواجهة الذكورة مثل الجارية التي أفحمت الخليفة بذكاء حين أجابته على سؤاله: ما ألذ شيء في الدنيا؟ فقالت: النكاح، فاستشاط غضباً وقال: ما الذي أدراك وأنت بكر قالت:رأيت أزواجك كم يتألمن في أثناء الولادة ويعدن ليحبلن من جديد. هذا قبل مئات السنين، فما عساك اليوم فاعلة، تمردي على الباطل، واستبدي على الظلمة والطغاة.

 

نقيب العشاق على مدى الآفاق من بيخال الى نياغارا.

…………….

1 أحلام مستغانمي - جزائرية

2 غادة السمان- سورية -

3 لي 

4 عليّة بنت المهدي

5 توبة بن الحمير

 6 ولادة بنت المستكفي

 7 ميادة أبو شنب - فلسطينية

 8 لميعة عباس عمارة -عراقية

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم