صحيفة المثقف

وداد فرحان: صانعوه أم فاقدوه!؟

wedad farhanهناك العديد من الأقوال المتواترة التي شاعت في أعمال الفلاسفة، والباحثين، تمجد جميعها السلام، وتجعل منه قيمة أساسية ومحورية في الحياة. اختلف العديد في إعطاء تعريف موحد لمفهومه، لكن ما يشار اليه عادة في هذا السياق هو "غياب الخلاف، العنف أو الحرب".

وما أجده أن السلام هو الطبيعة التي وجد الانسان نفسه فيها بدون تدخله. إن تدخل الانسان في المقومات الطبيعية للحياة هو الذي نزع السلام منها وجعل ما يناقضه أساسا لتمييزه والتعرف عليه، فأصبحنا نبحث عن صناعته، بينما نحن الذين فقدناه بتصرفاتنا الأنانية التي لا ترقى الى أبسط المقومات الإنسانية الطبيعية التي جبل خلق الانسان عليها.

في اليوم العالمي للسلام نفتح نوافذ التفكير للتعامل مع مفهوم “السلام” على مستوى الدول، والجماعات البشرية، والسلام داخل الأسرة، وأهمها ما بين المرء وذاته.

فاذا ما تجرد الانسان من أنانيته، وحسده، وغيرته التي توصله الى حد الحقد على أقرانه في الإنسانية، فانه يتشذب من سرطانات الايذاء عائدا الى طبيعته المسالمة.

في هذا اليوم المهم الذي يذكرنا بحقيقة مهمة في الحياة نحتاج اليها أكثر مما نحتاج الى مقومات الحياة الأخرى، هي السلام.

فهل نحن صانعوه أم فاقدوه؟

كلما تمعنا في هذا المفهوم فإننا ببساطة نجد أن تدخلنا في تغيير الطبيعة الإنسانية هو المحصلة التي أمامها تلاشى السلام.

كيف للسلام أن يكون قائما وبيننا الدجالون والسحرة والمشعوذون الذين يقتلون السلام بكل لحظة وهم يعيشون وهم المعرفة الخارقة، بينما يتلاشون بعد انتفاخهم كضفدعة ابن خلدون التي انفجرت.

في هذا اليوم العالمي، ابعث لسلام ومثله لشهداء الوطن المغدورين بمثاقب الحقد الطائفية دموعي ترفرف بأجنحتها سلاما.

سلام عليكم يوم ولدتم ويوم استشهدتم، ويوم تبعثون بيوم السلام.

 

وداد فرحان - سيدني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم