صحيفة المثقف
جودت العاني: في رحاب الهايكو
في نهاية الطريق
وحده يتربص الموت..!!
في رحاب الهايكو..!! / جودت العاني
غيمة تمر بطيئة
تحمل ثقلاً /
بقايا شمس الغروب..!!
(2)
قوارب الصيد تعود
وأسراب الطيور/
الظلام يزحف..!!
(3)
يتصاعد دخان
بائع الفستق /
شيء يحترق..!!
(4)
داعبه بلطف
عض إصبعه /
الكلب..!!
(5)
جاء ليستحم
هنالك، من يتربص /
سمك القرش..!!
(6)
إنتظرَ طويلاً
هاتفه أحدهم /
فاته، التراموي..!!
(7)
شجرتان متجاورتان
تمتلأ إحداها بالضجيج /
والأخرى ، يسودها الصمت..!!
(8)
لماذا تخافين؟
من الغروب /
الشروق قادم..!!
(9)
الطريق ممتدة
متى تنعطف؟ /
الأصابع متشابكة..!!
(10)
ليس نهاية الحياة
الموت /
الكينونة وحدها..!!
(11)
في نهاية الطريق
وحده يتربص /
الموت..!!
(12)
وحده يعيش القلق
من بين كل المخلوقات/
الأنسان..!!
(13)
رؤية الجمال الرخيم
يثير الرعب /
القادرين على إحتماله..!!
(14)
إدراك الموت
حقيقة وجودية /
خالية من الخوف..!!
(15)
هناك كنز كبير
يتناقص /
هو الحياة..!! (*)
(16)
لماذا تَعدُ الأيام ؟
أيها الجاهل /
إنها تُعِدكْ..!!
(17)
هبطت ترفرف
يدي فارغه /
حمامه ..!!
(18)
شجرة باسقة
ببغاوات مهاجرة تستريح/
أللوان قوس قدح ..!!
(19)
النوارس تحوم
والسنونو يتخاطف/
وبقايا الشمس على السطوح..!!
(20)
الحديقة الخلفية
هررة تتزاحم /
قطة تتمشى..!!
(21)
توقفي عندكِ أيتها الرياح
السقوف /
لا تحتمل..!!
(22)
مصعدان كهربائيان
صاعد ، نازل /
حياة البشر..!!
(23)
أنت، أيها الصغير
ستكبر /
قد تكون قائدًا..!!
(24)
أنتما ، أيها الأم والأب
صغيركما /
قد يكون رائدًا أو زعيمًا..!!
(25)
بقايا ماء المطر
عصفور /
يستحم..!!
(26)
هل طليت وجهك؟
لسنا في كرنفال /
أيها المنافق..!!
(27)
أنت، أيها القاتل
لن يفارقك أبدًا /
مشهد الدم..!!
(28)
كان طفلاً، رأها عارية
تمنى لو يعود /
ليراها مرة ثانية..!!
(29)
رأسه ثقيل
تركه على الطاولة/
الذكريات مؤلمة..!!
(30)
ظلالان
خلفهما ضوء القمر/
متلاحمان..!!
* * *
د. جودت العاني
.........................
(*) الشاعر العربي طرفه بن العبد
" أرى العيش كنزًا ناقصًا كل ليلةٍ
وما تنقص الأيام والدهر ينفد "