صحيفة المثقف

معمر حبار: الإحتلال التركي لسورية والعراق

moamar habarمقدمة الجزائري الرافض لأي احتلال.. الاشخاص، والزعماء، والفقهاء يحترمون وينتقدون مهما كانت منزلتهم ومكانتهم، ومهما قدموا لشعوبهم ولشعوب غيرهم. وعليه تكون هذه الأسطر للوقوف عبرها على الاحتلال التركي للعراق و سورية..

عاش الجزائري الاحتلال الفرنسي مدة 132 سنة، ولا يمكنه بحال أن يقبل أن تحتل دولة عربية أو غير عربية، ولا يبرر لأي احتلال.

أن يكون المرء مسلما أو يدعي أنه مسلما، لا يخول له بحال أن يحتل أراضي عربية، ولا يمكن بحال أن يأتي من يبرر له احتلاله للغير.

لماذا نستنكر الاحتلال التركي؟.. حين إستنكرت الاحتلال التركي للعراق وسورية ، هاجمني الأصقاء بقولهم.. وماذا عن الاحتلال الأمريكي، والإيراني، والروسي؟. وعليه كانت الإجابة..

نستنكر الاحتلال التركي لسورية والعراق لأن الدولتين يرفضان الاحتلال التركي ، وعبّرا عن ذلك في أكثر من مناسبة وعلى أكثر من منبر وطني وقاري ودولي. ولو يعلم صاحب الأسطر أن العراقيين والسوريين يرفضون الاحتلال الإيراني والروسي والأمريكي، لوقفت معهم ضد الاحتلال، ولكتبت أساندهم وأقف إلى جنبهم.

أن يكون المرء ضد دولة بعينها لأسباب ودواعي، فهذا لا يعني أن يرضى باحتلال تركيا للعراق وسورية. ونفس الشيء يقال للمعارض لتركيا، فهذا لا يعني أن يقبل بأي إحتلال للأراضي التركية.

كما أننا نستنكر الاحتلال التركي للأراضي العربية، كذلك نستنكر كل احتلال للأراضي العربية، مهما كان مصدره ومهما كانت طريقته.

كلما تحدثنا عن الاحتلال التركي يقال لنا وبعنف وقسوة، تركيا أنجزت كذا وكذا، وتطورت في الميدان الفلاني، وانتقلت إلى الرتب الأولى، وتصنع كذا وكذا. وعليه تكون هذه الإجابة..

لا أحد ينكر التطور التركي، والإنجازات التركية ، متمنين لها المزيد وكل النجاح. لكن هذا النجاح لا يبرر احتلال تركيا للأراضي العربية، ولا يدفع العربي لأن يقف مع تركيا التي تطورت في احتلالها للعراق وسورية.

من حق تركيا أن تحمي حدودها وتضمن مصالحها وهذا حق الدول جميعا، لكن لا يكون ذلك باحتلال تركيا للعراق وسورية، فإن ذلك يندرج ضمن التعدي على الجار ، وعدم تقديره واحترامه، ولا يدخل ضمن حماية الحدود ورعاية المصالح .

ليس من صلاحية أحد التدخل في شأن الدول، والقول.. لماذا العراق وسورية يرفضون تركيا ويقبلون بغيرهم؟. هذا شأنهم وهم أدرى من غيرهم بالعدو والحليف. كما أنه لا يحق لأحد التدخل في شؤون الدول الأخرى، والقول.. لماذا هذه الدولة أو تلك يرفضون دولا ويتحالفون مع تركيا؟. هذا شأن المصالح التي تتغير باستمرار، وشأن أهل الدول المعنية.

الضعف الذي تمر به العراق وسورية لا يبرر إحتلال تركيا لهما، بل بالعكس كان الأجدر بتركيا أن تساعد جيرانها العرب، وتشاركهم محنتهم بما لديها من امكانات، وتساهم في تحسين الأوضاع. أما أن تستغل تركيا الضعف العراقي والتدهور السوري لضرب العمق واحتلال الأرض، فإن هذا ما لا يمكن تبريره والوقوف لجانبه، وتعتبر طعنة من الجار.

ودائما مع المبدأ الرافض للاحتلال مهما كان شكله ولونه ودينه، يكرر صاحب الأسطر علانية ودون خوف ولا تملق .. لو تعرضت تركيا للاحتلال من طرف الأخ العربي في سورية والعراق، فسيقف مع تركيا ضد إخوانه العرب في سورية والعراق. فالاحتلال مذموم ممقوت سواء صدر من الأخ، أو الجار، أو العربي، أو المسلم، أو ديانة أو جنسية مهما كانت قريبة أو صديقة أو متحالفة .

العراقيون والسوريون مطالبون بتوحيد الصف، وتجاوز الاختلافات، وإعادة تكوين الجيش على أسس إحترافية عالمية لمواجهة أيّ احتلال والدفاع عن الأرض والعرض.

حبنا للعراق الحبيب وحبنا لسورية الحبيبة الذي تربينا عليه منذ الصغر، يدفعنا للوقوف مع الأخ العربي ضد الاحتلال التركي وضد أي احتلال.

الأنظمة السياسية في العراق وسورية شأن داخلي لا يحق لغير أهل البلد التدخل فيه، فهذا شأنهم ومن حقهم، لكن معارضتنا للاحتلال التركي وأي احتلال، نابع من تقديرنا واحترامنا للدولة السورية السابحة في التاريخ والدولة العراقية الضاربة في العمق. فالأنظمة السياسية تتغير بإرادتها أو بغير إرادتها، لكن الدولة الراسخة تبقى جذورها تمتد في العمق وتستمد طاقتها من ماضيها البعيد.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم