صحيفة المثقف

وديع شامخ: في المساء الشحيح

wadea shamekh2القلوب تعزف لحن الحضور

لِمَ كل هذا العماء؟

 


 

في المساء الشحيح / وديع شامخ

 

يمضي السابلة الى رعونتهم، يطرقون حظوظهم بذبالة القهوة والعرافات، الكثير من الشكوك، وليل لا يغادر كوابيسه .

السماء كرة ملساء

الأقدام تركل خطواتها

القلوب تعزف لحن الحضور

لِمَ كل هذا العماء؟

......

لحظة للقنوط

شمعة شفاعة

هذا الصمت الجليل

والسابلة لا يرسمون على السبورة حرفا

وعلى الأرض اثرا

العماء يطبق على الكلام

..........

أسئلة لا تشير اليها، كامنة في الشهيق

عازف "الناي" ساهم في الانكسار

"الفلوت" لا يقوى على درء الفجيعة

المساء يوزع ذبوله ببرودة فائقة

.........................

بغربة "العود" يستعيد الغريب حنجرته

وعلى مقام النوى

يبرق "الكمان" بشارة

السابلة ترطن في هارموني الموسيقى

تحنّ الى العصا، وتعبث في القرار والجواب معا

......

قطيع سائر في عمائه

يتشح بصفرة الشمس، وبوحشته من المساء، وكوابيسه من الليل

أيّة وفرة للمدجّج بهذا؟

أيّة طرق لسابلة يشربون القهوة بشارة لعمائهم؟

العرافون ابتكروا أنبياءً

السماء الملساء أبرقت آلهتها

ولا يقظة في المدار

..........

شموع وقرابين

لا أحد يعزف على قلبك

وحيدا تموت بعلّة التفرد

دموع لا تصنع اوتارا

والسابلة يبدلون جلودهم على الايقاع

.....

لم يكن المساء معك

كان لك النهار والموسيقى

لماذا أهدرت َ وفرتك ؟

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم